برلمان العراق يرفض إجراء استفتاء إقليم كردستان

برلمان العراق يرفض إجراء استفتاء إقليم كردستان

صوت مجلس النواب العراقي اليوم الثلاثاء بأغلبية أعضائه على رفض قرار إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء على انفصال الإقليم المزمع في 25 من سبتمبر/أيلول الجاري.
وقرر البرلمان العراقي تخويل رئيس الوزراء حيدر العبادي كل الصلاحيات اللازمة لمنع إجراء الاستفتاء داخل الإقليم وخارجه سواء في كركوك أو في المناطق المتنازع عليها.
وحمل البرلمان حكومة بغداد المسؤولية في الحفاظ على وحدة العراق والدعوة إلى حوار مع أربيل لحل المشاكل العالقة لمنع إجراء الاستفتاء.
واعتبر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن عملية التصويت هذه تؤكد “حرص مجلس النواب على وحدة العراق ترابا وشعبا”، مؤكدا “إلزام رئيس الوزراء باتخاذ كافة التدابير التي تحفظ وحدة العراق والبدء بحوار جاد لمعالجة المسائل الموجودة بين بغداد والإقليم”.

وأضاف الجبوري في بيان صادر عن مكتبه أن “الدستور حدد الحالات التي يستفتى من شأنها واستفتاء كردستان ليس من بينها، وإقحام المناطق المتنازع عليها في الاستفتاء يخالف الدستور أيضا”.
وقبيل جلسة المصادقة التي ترأسها رئيس البرلمان سليم الجبوري وحضرها 204 نواب من أصل 328 نائبا، اعترضت الكتلة الكردية في مجلس النواب العراقي على مسودة القرار.
وقال بالخصوص النائب محمد الكربولي إن النواب الأكراد انسحبوا من الجلسة لكن قرار رفض الاستفتاء حظي بتأييد الأغلبية.
اختلاف المواقف
وقبل أيام من تصويت البرلمان العراقي، حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من إصرار الأكراد على إجراء استفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، واعتبر أن ذلك سيدفع البلد إلى نفق مظلم.
وقال العبادي إن الأكراد ساهموا في تحقيق إنجازات كبيرة على صعيد الوضع العراقي الراهن، وإن المضي في إجراء الاستفتاء سيكون بمثابة خطوة إلى الوراء ولن يحقق النتائج التي يتمنونها.
وردا على ذلك، أكد رئيس الإقليم مسعود البارزاني تأكيده المضي في إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد على الرغم من مطالبة بعض الأطراف بتأجيله، وأكد أن “إقليم كردستان يتعرض لضغوط سياسية شتى من بغداد وتهديدات من الحشد الشعبي للتخلي عن الاستفتاء”.
وأضاف البارزاني أن سعي أكراد الإقليم للاستقلال من خلال الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر الجاري “حق طبيعي وعادل”، مشيرا إلى أن الاستفتاء سيؤسس لعلاقات تاريخية بين الشعب الكردي والشعب العراقي.
وفي رسالة له الأحد الماضي قال إنها موجهة للرأي العام، أوضح رئيس الإقليم أن القرار الذي اتخذه “شعب كردستان” وتطلع الأخير للاستقلال لا يتنافى مع أي من المبادئ السماوية والإنسانية. وتابع أن الاستفتاء لا يعادي أي مكون قومي أو ديني من مكونات الشعب العراقي، وسيضع حدا لمن يريد زرع الفتنة وتأجيج الخلافات بين الشعبين الكردي والعراقي، حسب تعبيره.
في هذه الأثناء، تستمر الحملة الدعائية للاستفتاء بشأن انفصال إقليم كردستان، وتنتهي يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري، وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان العراق إن 5.5 ملايين شخص يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في استفتاء الإقليم.
وأوضحت المفوضية أن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البشمركة الكردية في محافظة نينوى (شمالي العراق) ومناطق أخرى منها كركوك ستشارك في الاستفتاء على حق تقرير مصير الإقليم.
وخارج الحدود العراقية، أثارت الدعوة إلى الاستفتاء معارضة من الولايات المتحدة الأميركية وعواصم أوروبية ودول بالجوار العراقي، أبرزها تركيا وإيران اللتان تخشيان أن تصيب عدوى المطالبة بالاستقلال الأقليتين الكرديتين في البلدين.

المصدر : وكالات,الجزيرة