“أخوية وشديدة اللهجة”: رسالة خامئني عبر سليماني للقيادة الكردية

“أخوية وشديدة اللهجة”: رسالة خامئني عبر سليماني للقيادة الكردية

قاسم-سليماني-استفتاء-كردستان

نظرًا لأهمية استفتاء إقليم كردستان العراق والمزمع إجراؤه في 25 أيلول /سبتمبر الحالي، وتأثيراته المستقبلة لاسيما على دول الجوار الإقليمي ومنها إيران، قام الجنرال”سردار” قاسم سليماني بزيارة سرية إلى إقليم كردستان العراق في 11 أيلول/سبتمبر الحالى، ففي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، التقى سليماني برئيس الإقليم مسعود بارزاني وأعضاء حزب الديمقراطي الكردستاني، أما في سليمانية التقى سليماني بأعضاء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وأعضاء حركة التغيير. وبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية فقد بلغ قاسم سليماني القيادة الكردية رفض الحكومة الإيرانية للاستفتاء الكردي وأكد على أن وحدة العراق تعتبر خط أحمر بالنسبة للجمهورية الإيرانية، وأبلغهم في حال إصرار الأكراد على الاستفتاء فإن ذلك سيؤدي إلى كوارث وحروب وفي هذه الحالة فإن الجمهورية الإيرانية لن تقف إلى جانبكم كما أنها لن تقف متفرجة لما يحدث، لأنه يهدد مصالح إيران الإستراتيجية كما أبلغهم رفض الحكومة التركية والعراقية لهذه الخطوة. كما بلغ قاسم سليماني القيادة الكردية في حال تراجعهم عن المضي في إجراء الاستفتاء، فإن الحكومة الإيرانية ستعمل على تحسين العلاقات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل. هذه الزيارة التي انتهت “صباح اليوم” حملت رسالة واضحة للقيادة الكردية في رفض الجمهوربة الإبرانية إجراء الاستفتاء.

وبحسب متابعين للشأن العراقي فإن الرسالة التي يحملها سليماني للقيادة الكردية ستقابل بجدّية أكبر، فنفوذ طهران يفيض عن البرلمان والجيش العراقي وميليشيات «الحشد الشعبي» إلى داخل كردستان نفسها، فقد كان لإيران دائماً سطوة على أحد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، ويعود ذلك لعقود طويلة وقبل أن تستكمل سيطرتها على كامل العراق، كما أن لها دالّة كبرى على حزب العمال الكردستاني التركي الذي تتواجد قوّاته في جبال قنديل وسنجار، وإذا أضفنا إلى ذلك كونها تحدّ الإقليم بحدود واسعة وتستطيع خنقه جغرافيا، كما تستطيع تهشيمه عسكريا، فالمتوقع أن يكون لتدخل سليماني تأثيره الواضح على قرار الاستفتاء من عدمه. بغض النظر عن مصداقية مطالب أكراد الإقليم بالانفصال، أو توق الأكراد عموما، وليس في العراق فحسب، إلى دولة قوميّة تضمّهم، فإن حيثيّات هذا الاستقلال لم تتكوّن بعد، والمخاطر التي تتهدد دولة كهذه أكبر من قدرتها على الاستمرار.

ونظرًا لأهمية الاستفتاء أيضًا على المستوى الدولي والإقليمي، فإنه بحسب معلومات حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، فأنه من المقرر غداً أن يصل نائب وزير الخارجية الأمريكي مسؤول ملف العراق والسفير الأمريكي بالعراق الاقليم ويلتقيا برئيس الإقليم مسعود بارزاني ومسؤولين أكراد لتبلغيهم، رفض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إجراء الاستفتاء. وبحسب تلك المعلومات أيضًا فأنه من المقرر أن يزور حقان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركية”ميت” إقليم كردستان العراق لإبلاغ القيادة الكردية برسالة مشابهة تمامًا لمضامين رسالة قاسم سليماني لهم.

وبحسب معلومات خاصة لمركز الروابط  فإن مسألة الاستفتاء بالنسبة للاقليم  أصبح أمراً من الصعوبة بمكان تأجيله أو إلغائه، فهو الآن أصبح حديث الساعة، فالاستفتاء بالنسبة للأكراد ليس لإتمام عملية الانفصال عن العراق بقدر ما سيكون كاشف لحالة سياسية قد تسهم في إجراء مفاوضات مع حكومة بغداد لتقريب وجهات النظر.

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاسترايجية