توقعات متفائلة من وكالة الطاقة ترجح قرب توازن أسواق النفط

توقعات متفائلة من وكالة الطاقة ترجح قرب توازن أسواق النفط

لندن – أكدت وكالة الطاقة الدولية أمس في توقعات جديدة أن فائض معروض النفط العالمي بدأ في الانخفاض بسبب النمو الأقوى من المتوقع للطلب الأوروبي والأميركي إلى جانب تراجع إنتاج أوبك والدول المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج.

وقالت إن التوقعات المستندة إلى مراهنات المستثمرين في الآونة الأخيرة، تشير إلى أن الأسواق تتحسن وأن الأسعار سترتفع ولكن بوتيرة محدودة.

ورفعت الوكالة، التي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي إلى 1.6 مليون برميل يوميا من 1.5 مليون برميل يوميا.

وأكدت أن إنتاج النفط العالمي سجل في شهر أغسطس الماضي أول تراجع في الإنتاج العالمي خلال أربعة أشهر حين هبط بمقدار 720 ألف برميل يوميا. وأرجعت سبب ذلك إلى إغلاقات غير مخطط لها في ليبيا وعمليات صيانة مقررة في دول غير أعضاء في منظمة أوبك مثل روسيا وكازاخستان وأذربيجان والمكسيك وكذلك في بحر الشمال.

وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها إن “نمو الطلب من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يظل أقوى من التوقعات، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة”.

وكان الطلب القوي في الدول الصناعية عاملا مهما وراء نمو الطلب العالمي بمقدار 2.3 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، وهي أكبر زيادة فصلية على أساس سنوي منذ منتصف عام 2015.

وانخفض إنتاج أوبك من النفط في أغسطس للمرة الأولى في 5 أشهر بفعل تجدد الاضطرابات في ليبيا، إذ تراجع إنتاج المنظمة 210 آلاف برميل يوميا إلى 32.67 مليون برميل يوميا.

720 ألف برميل يوميا الهبوط الذي سجله إنتاج النفط العالمي في أغسطس وهو أول تراجع في 4 أشهر
وزاد أعضاء أوبك المشاركون في اتفاق خفض الإمدادات وعددهم 12 دولة معدل التزامهم إلى 82 بالمئة في أغسطس من 75 بالمئة في يوليو. وبلغ معدل التزامهم منذ بداية العام 86 بالمئة.

وذكرت وكالة الطاقة أن مخزونات النفط العالمية بدأت في استعادة توازنها نتيجة لانخفاض الإنتاج وارتفاع الطلب. وذكرت أن “المخزونات التجارية بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لم تتغير في يوليو لتستقر عند 3.016 مليار برميل، في حين كانت ترتفع في العادة”.

وانخفضت مخزونات النفط الخام العالمية إلى 190 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات. وأضافت أن “مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بلغت 35 مليون برميل فقط فوق متوسط 5 سنوات بنهاية يوليو”.

وبدأت أوبك ودول من خارجها بقيادة روسيا في خفض إنتاجها في يناير الماضي بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا للمساهمة في عودة المخزونات إلى متوسط خمس سنوات ودعم الأسعار.

وقالت الوكالة إن وتيرة تعافي قطاع التكرير الأميركي بعد إعصار هارفي، قد تخفّض مخزونات المنتجات بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قريبا جدا إلى مستوى الخمس سنوات أو حتى دون ذلك. وتوقعت في الأمد الأطول أن تعزز الولايات المتحدة أمن الطاقة لديها تحسبا لأي أحداث على غرار إعصار هارفي، ورجحت أن يكون ذلك من خلال إضافة منتجات النفط إلى المخزونات التي تحتفظ بها الحكومة.

ومع عملية استعادة التوازن الجارية، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على نفط أوبك لتضعه عند 32.7 مليون برميل يوميا في العام الحالي وأن يتراجع 32.4 مليون برميل يوميا في العام المقبل.

العرب اللندنية