الرياض تتجه لنقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية مع موسكو

الرياض تتجه لنقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية مع موسكو


لندن – كشف وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك خلال مؤتمر صحافي أمس إن شركة سيبور للبتروكيماويات الروسية وأرامكو السعودية تعتزمان توقيع مذكرة تفاهم في موسكو هذا الأسبوع لبناء مصنع لإنتاج الكيماويات من الغاز في السعودية.

وتشير التصريحات إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستنتقل إلى مستويات غير مسبوقة، لا تقتصر على الاستثمار المشترك في مجالات الطاقة وتجارة النفط وصناعة البتروكيماويات.

وكان كيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي قد كشف يوم الاثنين أن روسيا والسعودية ستكشفان عن اتفاق “كبير” في قطاع البنية التحتية هذا الأسبوع. وأكد أن السعودية تدرس الاستثمار في الطرق الخاضعة لرسوم في روسيا بما في ذلك العاصمة موسكو.

ويقول محللون إن التعاون بين السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وروسيا أكبر منتج في العالم، يمكن أن يعيد رسم خارطة صناعة الطاقة.

وكان التعاون بين الرياض وموسكو هو العامل الحاسم في التوصل إلى اتفاق خفض الإنتاج بين منظمة أوبك وعدد من المنتجين المستقلين، والذي حجب 1.8 مليون برميل يوميا عن الأسواق المتخمة منذ بداية العام الحالي.

وقد أدى ذلك إلى دعم الأسعار بشكل كبير ليتحرك خام بـرنت حاليا عند 56 دولارا للبرميل مقارنة بالمستويات القياسية المنخفضة التي بلغها في العام الماضي عند نحو 27 دولارا للبرميل، لكن مستوى الأسعار لا يزال عند نحو نصف ما كان عليه في منتصف عام 2014.

وكان وزير الطاقة الروسي قد أكد يوم الاثنين أن السعودية وروسيا تعتزمان تأسيس صندوق جديد للاستثمار في مجالات الطاقة بقيمة مليار دولار، إضافة إلى خطط للتعاون في تجارة النفط.

وأكد نوفاك أن الصندوق، الذي سيجري وضع اللمسات الأخيرة على تأسيسه خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو التي تبدأ غدا، يأتي في إطار جهود اثنين من أكبر منتجي الخام في العالم للتوسع في التعاون المشترك بينهما في مجال الطاقة.

كيريل ديمترييف: الحكومة السعودية تدرس الاستثمار في الطرق الخاضعة للرسوم في روسيا
وذكر أن البلدين سوف يركزان “على تطوير تعاون ليس فقط في إطار أوبك أو حتى خارج المنظمة، بل أيضا تطوير التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة”.

وساهمت السعودية، أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، وروسيا في إبرام اتفاق بين المنظمة ومنتجين من خارجها لخفض إنتاج الخام، وقد تم تمديد الاتفاق حتى نهاية مارس المقبل.

وأظهر تقرير لوكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع أن الاتفاق نجح في خفض تخمة المعروض من النفط وعودة بعض التوازن إلى الأسواق.

وقال نوفاك متحدثا عن جهود البلدين للتوسع في التعاون في قطاع الطاقة “يتم العمل على عدد من الاتفاقيات وسنعلن عنها خلال الزيارة”.

وأضاف أن الشركات الروسية تبحث صفقات مع شركة أرامكو السعودية العملاقة، من بينها تقديم خدمات الحفر في السعودية واهتمام روسنفت بتجارة الخام.

وأشار إلى أن شركاء سعوديين يدرسون مشاركة نوفاتك الروسية في إنتاج الغاز الطبيعي في روسيا.

ونسبت رويترز إلى مصدر روسي في قطاع الطاقة قوله إن من المنتظر توقيع مذكرة تفاهم بين نوفاتك والسعودية بشأن مشروع للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي، من المستهدف أن يبدأ تشغيله في عشرينات القرن الحالي. وهذا هو ثاني مشروع للغاز المسال لشركة نوفاتك. وأضاف أن التفاصيل لا تزال قيد المناقشة. وتود روسيا أن تشارك السعودية في المشروع لكن المصدر ذكر أن الرياض يمكن أن تضطلع بأدوار أخرى.

ومن المنتظر أن توقع أرامكو والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مذكرة تفاهم مع سيبور أكبر شركة بتروكيماويات روسية لبحث فرص بناء مصانع بتروكيماويات في البلدين.

وعن التعاون الروسي السعودي في سوق النفط قال نوفاك “أؤكد مجددا أننا راضون عن تعاوننا مع السعودية والدور القيادي لشركائنا السعوديين”.

وأضاف أن موسكو ترى “أنه وبفضل التوازن استقرت الأسعار بين 50 و60 دولارا للبرميل، ونرى أن هذا المستوى السعري مناسب”.

ومن المنتظر أن تشهد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو هذا الأسبوع توقيع عدد من الاتفاقات في العديد من القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية. وتتزامن الزيارة مع انعقاد منتدى أسبوع الطاقة العالمي في موسكو، الذي بدأ أعماله أمس بمشاركة معظم وزراء الطاقة في الدول المنتجة الرئيسية من داخل منظمة أوبك وخارجها.

وقال نوفاك إن وجود أولئك الوزراء سيتيح فرصة لمناقشة واقع سوق النفط العالمية، والوضع الحالي المتعلق بمراقبة تنفيذ اتفاقية فيينا لخفض إنتاج النفط.

وتضرر اقتصادا السعودية وروسيا إلى حد كبير بانخفاض أسعار النفط.

وفي وقت شهد فيه اقتصاد السعودية انكماشا للفصل الثاني على التوالي يسعى الملك سلمان للتأكد من دعم روسيا لخفض إنتاج النفط إلى حد تستقر معه الأسعار.

العرب اللندنية