متابعات ميدانية لاوضاع الموصل (4)

متابعات ميدانية لاوضاع الموصل (4)

rawabetcenter-isis-mousel-compressor

تنظيم الدولة الاسلامية بعد 300 يوم في مدينة الموصل .

استمرت الاوضاع في مدينة الموصل منذ دخول التنظيم اليها بسيطرة تامة واحكام شديد على جميع مرافق الحياة فيها واصبح الناس يعانون من التدخلات والتجاوزات على حياتهم والتي تتم وفق برنامج ممنهج ومنظم لايقاع الاذى بهم وبتراثهم وحضارتهم ومبانيهم وبكل شيء جميل في المدينة .

وفيما يلي ايجاز لما شهدته المدينة من اوضاع سيئة بعد مضي (300 يوم) على تواجد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في المدينة :

  • الاستمرار بهدم ماتبقى من مشاهد تاريخية ومعالم دينية كانت السمة البارزة لنهضة وعنفوان المدينة بحجة وجود قبور واضرحة فيها وكان اخرها هدم مساجد ( الخضر،الاباريقي،الست نفيسة، الامام ابراهيم،حمو القدو).
  • هدم وتحطيم الاثار التارخية والعمرانية التي كانت شاهدة لعمق وتاريخ وانتماء المدينة الى الحضارة العالمية ومنها حضارة آشور واكد التي رسخت مفاهيم العدالة والتقدم لدى الانسالنية عندما حكمت الدولة الاشورية العالم انذالك فقد تمكن عناصر التنظيم من هدم وتحطيم جميع الاثار والشواهد التاريخية في مناطق ومدن (الحضر ،النمرود،خور سيباد) ومتحف الموصل الحضاري .
  • متابعة ومراقبة عمليات الاتصال الخارجي والسيطرة على شبكات الاتصال والتواصل الاجتماعي في المدينة وحجب هذه الخدمات عن اهلها لمنعهم من التواصل مع العالم مما ولد حالة من القلق والترقب لدى المواطنين في تعاملهم مع هذه الاجهزة .
  • استحكام السيطرة على المعامل الاهلية التابعة للمواطنين من اصحاب القطاع الخاص والمملوكة للازيديين والمسيحيين وابناء المذهب الشيعي في المحافظة وتفكيكها والتصرف بها ونقلها مباشرة الى مدينة الرقة السورية .
  • الاستيلاء على المكائن والمعدات الفنية والشاحنات الكبيرة التابعة للمواطنين الذين يرفضون التعاون معهم او الذين سبق لهم ان تعاونوا مع الدولة او اجهزتها او المشاركين في العملية السياسية في العراق.
  • احكام السيطرة الامنية وزرع حالات الخوف والذعر بين اهالي المدينة واستمرار عمليات المداهمة والقاء القبض على المخالفين لهم وغير المتعاونين معهم .
  • عدم السماح للمواطنين بمغادرة المدينة لاي سبب كان الا بموافقات خاصة تصدر من المحكمة الشرعية ومدون عليها الحالة التي تتعلق بالمواطن اذا كان مريضا او لديه مايثبت انه بحاجة لاكمال معاملاته الخاصة على ان يرافق هذا الاجراء تقديم كفالات ضامنة كرهن عقار او سيارة او ارض سكنية او زراعية تقدم للمحكمة تكون ضامنة لعودته للمدينة بعد اكمال اعمالة او مصادرة ما تم تقديمه من ضمانات في حال عدم عودته.
  • استمرار حالة الكساد الاقتصادي وقلة الموارد المالية والنقدية لدى المواطنين بسبب الاوضاع المأساوية التي يعيشها ابناء المدينة وافتقارهم للقدة الشرائة واستمرار الحياة الطبيعية فيها فقد شهدت الفترة السابقة غلق العديد من المكاتب والمحلات والاسواق التجارية .
  • لازالت المدينة تعاني من شحة المياه الصالحة للشرب وانعدام الطاقة الكهربائية وقلة الادوية وارتفاع اسعار الوقود والمحروقات .
  • بسبب استمرار القصف الجوي للتحالف الدولي واستهدافه لطرق وامدادات عناصر التنظيم ادى الى شحة في بعض المواد التموينية والغذائية والاستهلاكية للمواطنين .
  • التوقف شبه التام لعمل الدوائر الحكومية الرسمية وشبه الرسمية وايقاف معاملات المواطنين وضياع حقوقهم وتعطل الدوام في المؤسسات والدوائر التربوية والمدارس والمعاهد والجامعات .
  • العمل على جباية الاموال من المواطنين من اصحاب المحلات التجارية والمكاتب العقارية والاسواق المحلية رغم حالة الكساد الاقتصادي الذي تعيشه المدينة مما شكل عبئا اقتصاديا وماديا على المواطنين العاملين في المجال التجاري الخاص.
  • عدم السماح لفئات وشرائح اجتماعية وعشائرية مؤثرة في مجتمع المدينة من المشاركة وابداء العون والاسناد للمواطنين واغفال واضح ومتعمد لعناصر المجتمع المدني ، مقابل سيطرة كاملة للتنظيم وعناصره وتحكمه بمجريات الامور.
  • استمرار السيطرة على المساجد والجوامع واماكن العبادة وفرض العلماء من قبلهم وتحديد موضوع خطبة الجمعة بما يتناسب ويتلائم مع اهدافهم ومشاريعهم ومحاسبة من لايلتزم بأوامرهم .

الجانب الامني في المدينة

  • الاستمرار في عملية حفر الخنادق حول المدينة وتحديدا في حدودها الجنوبية والشمالية الشرقية وتعزيز الحماية الذاتية في مناطق القيارة جنوب الموصل ومناطق تلكيف وبعشيقة شمال المدينة تحسبا من اي تقدم للقوات الكردية او القوات الامنية .
  • استمرار حالة التديب العسكري لعناصرهم في داخل المدينة وعلى مشارفها استعدادا للمواجهات المقبلة في عمليات تحرير المدينة .
  • انزال القصاص بعناصره التي تثبت علاقتهم مع اجهزة المخابرات الاجنبية او الاجهزة الامنية التابعة للحكومة العراقية او حتى التي ترتبط باجهزة اقليم كردستان في شمال العراق .
  • الابتعاد عن التواجد في الاماكن العامة واتباع سياسة الاختفاء عن الانظار وتجنب اللقاء مع الاخرين في اجراء امني للحفاظ على عناصرهم من المتابعة اوالاستهداف الشخصي.
  • متابعة العناصر المخالفة للارائهم او التي لديها نشاطات اجتماعية وسياسية ضدهم والقاء القبض عليهم وترحيل العناصر المهمة منهم الى داخل الاراضي السورية واعتقالهم في منطقة الرقة.
  • تكثيف الحماية الخاصة والاستحكمات الامنية لمقراتهم الخاصة داخل المدينة واتخاذ جميع الاجراءات العسكرية التي تساعدهم على تجنب الضربات الجوية لقيادة التحالف الدولي.
  • استمرار مغادرة مقاتليهم من المسؤولين والامراء القيادين في تشكيلاتهم لمدينة الموصل وحزم امتعتهم وحاجياتهم الشخصية ليلا باتجاه الحدود السورية تجنبا للمواجهة العسكرية القادمة في المدينة.
  • العمل على تغيير الخطط الامنية التي تساهم في حماية المدينة بعد اشتداد القصف الجوي لمواقعهم واماكن تواجدهم وتعزيز حالة الاشراف المباشر على متابعة التنظيم بما يكفل اقل الخسائر في صفوفهم.
  • توجيه عناصر التنظيم بعدم استخدام اجهزة الهاتف النقال اثناء الواجبات والحمايات التي يكلفون بها خوفا من استراق مكالماتهم وتحديد اماكن تواجدهم.

المنهج العسكري للتنظيم

بعد الضربات العسكرية التي استهدفت مقرات واماكن تواجد القيادات الامنية ومعسكرات التدريب في المدينة والخسائر التي لحقت بهم شرعت قيادة التنظيم في مراجعة الخطط العسكرية والامنية وايجاد البديل الافضل الذي يحقق لها تواجد عسكريا مستحما على الارض وسيطرة ميدانية واضحة على المدينة وبغيت تعزيز هذا المسار الامني الهام وايقاف نزيف الدم المستمر بين عناصره في المدينة قام باتياع الاساليب التالية:

  • استخدام عملية الانتشار الواسع على امتداد الجبهات لارهاق العدو المحتمل وايقاع الخسائر به واستنزاف موارده ويتضح هذا ميدانيا من وجودهم على اكثر من جبهة في شمال شرق المدينة وجنوبها.
  • معالجة التمدد الكردي المسلح في الاراضي التي سبق للتنظيم السيطرة عليها بعد معارك اب 2014 واستخدام المدافع الميدانية في توجيه الضربات للقوات الكردية ومتابعتها في اكثر من محور قتالي كما يجري في مناطق مخمور وبعشيقة وتلكيف.
  • تعزيز تواجد عناصر التنظيم في جبهة معينة من الارض واشغال القوات العسكرية التي تواجهه ثم مفاجئتها بمناورة عسكرية في منطقة اخرى وايقاع الخسائر في مقاتلي العدو المحتمل ثم الاستيلاء على المعدات والاسلحة الثقيلة وتعزيز حالة النصر لدى مقاتليهم.
  • يعاني التنظيم من نقص في بعض موارده المالية بسبب انخفاض اسعار النفط وصعوبة نقل النفط الخام المستخرج من الحقول النفطية المسيطرة عليها من قبل التنظيم الى اماكن توريدها بعد اشتداد المتابعة الجوية لطرق المواصلات التي يتبعها التنظيم مما حدا بهم الى ايجاد موارد اخرى تغطي نفقاتهم العسكرية واتضح هذا من خلال عمليات الفديات التي يطالب بها التنظيم بعد اسره لعدد من المقاتلين والقادة الذين يواجهونه في المعارك الميدانية.
  • اعتماد عمليات الانسحاب المنظم وحماية مقاتليهم ومن ثم التمركز في مناطق بعيدة عن الهجوم الذي تشنه القوات الامنية الحكومية او القوات الكردية واعادة ترتيب وهيكلة قطعاته العسكرية وادامت زخم الهجوم المقابل لايقاع الخسائر بالقوة التي تواجهه.
  • الاستمرار بالنهج الدفاعي عند الانسحاب وتعزيز هذا المفهوم بثلاث مراحل رئيسية تتسم بزرع المتفجرات بالشوارع الرئيسية وتفخيخ البيانات والحكومية ومن ثم تعزيزها بخط ثاني من السيارات والشاحنات المفخخة وبعدها الاستعداد لعمليات تعرضية خاصة بمقاتليهم ومواجهة القوة العسكرية تحوهم عبر سيارات مفخخة يقودها عناصر التنظيم وبعدها تتم عملية المواجهة العسكرية وهي مراحل متقدمة للاستزاف القوة المهاجمة ضدهم وايقاع اكبر الخسائر بهم وتحقيق المباغتة التي ترعب المهاجمين نحوهم.
  • استخدام وسائل التفجيير المتقدمة وتفخيخ الجسور في حالة انسحابهم كما حدث في جسر الفتحة والجسر الرابط بين مدينتي تكريت وكركوك ومن فعاليات عمليات صلاح الدين.
  • توجيه عناصر التنظيم بعدم استخدام السيارات ذات الدفع الرباعي في تنقلاتهم خاصة اثناء المواجهات العسكرية وعدم الخروج بارتال عسكرية كبيرة خوفا من استهدافهم من طيران التحالف الدولي.

ويبقى السؤال: هل تستطيع الامكانيات الدولية وطائرات التحالف واستعدادات التنظيم الدولة الاسلامية من حسم المعارك الاستراتيجية القادمة في ساحة الصراع العسكري على ارض العراق وابرزها معركة الموصل القادمة, هذا ما ستوضحه الايام القادمة والتحالفات الاستراتيجية والمصالح الدولية واللقاءات الثنائية التي تشهدها المنطقة.

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية