فرضية «خيانة» من وزارة الداخلية المصرية قد تكون وراء هجوم «الواحات»

فرضية «خيانة» من وزارة الداخلية المصرية قد تكون وراء هجوم «الواحات»

بعد أن هاجم النظام المصري، عبر «الهيئة المصرية للاستعلامات» وكالة «رويترز» وشبكة «بي بي سي» البريطانية، لكشفهما أعدادا مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها وزارة الداخلية حول ضحايا حادثة «الواحات»، التي سقط فيها يوم الجمعة عدد من قوات الشرطة، سارع إلى نفي مضمون تسريب صوتي بثه إعلامي مقرب من الأجهزة الأمنية، يلمح إلى «خيانة» من داخل وزارة الداخلية، ساهمت في تدبير الهجوم.
المذيع أحمد موسى بث تسجيلا صوتيا لأحد أطباء مستشفى العجوزة ـ وهو أحد المستشفيات التي نقل إليها المصابون ـ وهو يروي الشهادات التي سمعها من المصابين الذين استقبلوهم من الهجوم.
وجاءت شهادة الطبيب لتؤكد أنه بمجرد وصول القوة الأمنية، استهدف المسلحون المدرعة الأولى والأخيرة في الرتل الأمني بقذائف الهاون، ما شل حركته، وأن المدرعة الأولى كانت تحمل 8 عساكر، وضابطا في جهاز الأمن الوطني قتلوا جميعاً، إضافة إلى نقيب يدعى إسلام تعرض لبتر قدمه بسبب الانفجار، ثم هاجم المسلحون القوة وطالبوهم بالركوع وترك أسلحتهم، ثم بدأوا يسألون عن الضباط في القوة وأطلقوا عليهم النيران، وقتلوهم، بينما أطلقوا طلقات تعجيزية على الجنود في الأيدي والأرجل».
وتابع الطبيب: «قتلوا كل الضباط، عدا النقيب محمد الحيز الذي قرر المسلحون أخذه كرهينة، وسألوه هل تريد الموت، فرد أنا لدي أولاد وليس لي علاقة بشيء، فأخذوه معهم».
لم يمر سوى دقائق معدودة، حتى أصدرت وزارة الداخلية بياناً نفت فيه صحة ما جاء في التسريب الصوتي.
وقالت في بيانها:»ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي وتناوله بعض البرامج على القنوات الفضائية غير معلوم مصدرها وتحمل في طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التي شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة، إن تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة والإحباط في أوساط وقطاعات الرأي العام ويعكس عدم مسؤولية مهنية». كذلك، قررت نقابة الإعلاميين برئاسة الإعلامي حمدي الكنيسي، وقف برنامج موسى.
وكانت «الهيئة العامة المصرية للاستعلامات» وجهت احتجاجاً شديد اللهجة الى كل من وكالة رويترز وشبكة بي بي سي البريطانية. وأبدت ملاحظات جوهرية على ما قامت بنشره كل منهما، حول واقعة الواحات
رويترز و بي بي سي أكدتا أن هجوم الواحات أسفر عن مقتل 52 من عناصر الشرطة، فيما تؤكد وزارة الداخلية المصرية مقتل 14 وإصابة 13 فقط.
في السياق، تبنى أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق ورئيس وزراء مصر الأسبق، وجهة نظر تعرض القوة الأمنية لخيانة من داخل وزارة الداخلية نفسها، ووصف ما حدث في هجوم منطقة الواحات بأنه «لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل بل كارثة مروعة».
وأضاف، في بيان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ما هذا الذي يحدث لأبنائنا، هم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب، هل ظلمتهم الخيانة، أو ضعف التخطيط لهم، أو كل الأسباب مجتمعة؟».
وجهة النظر تلك، تبناها الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق. فقد طالب في بيان رسمي له بأن «ينحي الجميع العواطف جانبًا».
وتساءل قائلا: «هل أبناؤنا أعز وأكفأ ما نملك يكونون ضحية الخيانة وضعف وسوء التخطيط وعدم دقة المعلومات؟».

القاهرة ـ «القدس العربي»