الأسد يضعف

الأسد يضعف

بالنسبة للثوار الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كان نصرًا كبيرًا. وفي 28 مارس، سيطرت مجموعة من المقاتلين الإسلاميين، بما في ذلك جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، على مدينة إدلب، المتنازع عليها منذ فترة طويلة، وهذه هي المدينة الكبيرة الثانية فقط التي يحصل عليها الثوار في أربع سنوات من الحرب. والمدينة الأولى، وهي الرقة، كانت قد اختطفت من قبل الجهاديين من الدولة الإسلامية، الذين جعلوا منها عاصمة الخلافة. وقبل ثلاثة أيام فقط من الفوز بإدلب، أخذ الثوار “بصرى”، وهي بلدة في جنوب سوريا، تشتهر بمدرج روماني من القرن الثاني.

ويشير هذا التقدم للمعارضة إلى أن الأسد أضعف مما كان عليه، وليس إلى أن المتمردين أصبحوا أقوى. هو، وحلفاؤه الرئيسون، إيران وحزب الله، يعانون من أجل الحفاظ على قطعتهم من البلد المنقسم، على الرغم من أن الغرب حول اهتمامه إلى قتال داعش. والخلافات داخل مخيم الأسد تتزايد أيضًا. ويقول نوح بونسي، الذي يراقب سوريا لمجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية مقرها في بروكسل: “عسكريًا واقتصاديًا، النظام أسوأ حالًا اليوم مما كان عليه منذ سنة“.

وفي إدلب، ساعد المطر الثوار من خلال إيقاف تنفيذ نظام الأسد للغارات الجوية، التي يعتمد عليها لأنه، ومنذ فترة طويلة، يعاني نقصًا في الجنود على الأرض. ويعتمد الرئيس المحاصر بشكل متزايد على ميليشيات محلية وأجنبية. وقد كان عليه التجنيد على نطاق واسع أكثر للجيش، ولكنه لا يستطيع الثقة في المجندين القادمين من أغلبية السكان السنية في سوريا. ويقال إنه لا يسمح للطيارين السنة الآن بأن يقودوا الطائرات. ويقول رجل على اتصال جيد في دمشق إن العديد من الطائرات تقاد من قبل الروس الذين تؤيد حكومتهم الأسد.

ولا يبدو الأسد أقوى على الجهات الأخرى. ويبدو أن هجومه لاستعادة حلب في وقت سابق من هذا العام قد تلاشى. ولازالت قواته متماسكة في غرب البلاد، ولكن فقط بفضل حزب الله. ويتسلل مقاتلو داعش إلى داخل أراضيه من الشرق. وفي الجنوب، هو يفقد الأراضي تدريجيًا لصالح الثوار الأكثر اعتدالًا في سوريا، ويركز حزب الله وإيران على تأمين المناطق الأقرب لدمشق.

ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تحفز هذه الانتصارات للثوار أمريكا لزيادة دعمها المتواضع لهم، وخصوصًا حول إدلب؛ حيث تعد جبهة النصرة هي القوة الأقوى. وقد تلقى الثوار في الجنوب مزيدًا من المساعدة، لأن لديهم عددًا أقل من الجهاديين في صفوفهم، وهم أقل انقسامًا. ولم تنطلق الخطة الأمريكية لتدريب وتجهيز 5 آلاف رجل من المعارضة بعد. وفي 27 مارس، قالت تركيا إن الأمريكيين أخروا بدء خطط التدريب، لأسباب غير محددة.

ولذلك؛ فإن مصير سوريا قد يكون معتمدًا الآن أكثر من أي وقت مضى على مدى تماسك نظام الأسد معًا، وعلى إيران. وكثيرًا ما يشتبك جيش الأسد مع القوات شبه العسكرية. وتحدث رجال من حزب الله عن إطلاق الجنود السوريين النار عليهم. وفي المقابل، يعبر الجنود السوريون عن انزعاجهم من نقاط التفتيش الإيرانية، ونقاط تفتيش حزب الله، التي وضعت لضمان بقائهم على خط المعركة. وقد عقد الجنود السوريون منذ فترة طويلة تفاهمات مع الثوار. وفي بعض الأحيان، اتفقوا معهم على عدم قتال، وفي أحيان أخرى، قام الثوار بشراء بعض الذخيرة من الجنود. وبشكل عام، يتراجع موقف الأسد اليوم. ويقول نفس الرجل من دمشق: “إن النظام هو المسؤول عن المسائل الإدارية“. ويضيف: “لكن إيران هي المسيطرة عسكريًا أكثر من أي وقت مضى“.

وقد يمهد هذا الطريق للمفاوضات؛ حيث إن فوز أي من الجانبين عسكريًا لا يزال أمرًا غير مرجح الحدوث. وقد يكون حكام إيران أكثر براغماتية من الرئيس الأسد، الذي يريد التمسك بالسلطة بأي ثمن. وهناك دلائل تشير على أنهم باتوا يعتبرونه عبئًا؛ وحزب الله يعتقد أنه كذلك بالتأكيد.

وإذا ما كانت المحادثات النووية مع إيران سوف تنتهي بشكل جيد، فإن بعض السوريين يأملون في التوصل لحل في بلدهم. ويقول أحد قادة حزب الله: “سوف نتخلص من الأسد في مرحلة ما“. ويضيف: “أعتقد أن إيران تنتظر الوقت المناسب فقط“.

http://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21647673-despite-irans-support-president-weakening-assad-back-foot