أبوظبي ترصد 109 مليارات دولار لمشاريع الطاقة محليا وعالميا

أبوظبي ترصد 109 مليارات دولار لمشاريع الطاقة محليا وعالميا

أبوظبي- أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس أنها ستنفق أكثر من 400 مليار درهم (109 مليارات دولار) في السنوات الخمس القادمة في استراتيجية جديدة تركز على تعزيز إنتاج الغاز والاستثمار في أنشطة قطاع المصب في الخارج.

وقالت الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي في بيان إن المجلس الأعلى للبترول وافق على الاستراتيجية الجديدة. وبهدف تعزيز إنتاج الغاز، قالت الشركة إنها سوف تتوسع في إنتاج صنف الغاز المحتوي على نسبة مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين الذي يحتاج إلى عمليات لإزالته.

وكشفت أدنوك أنها بدأت “برنامجا للحفر التنقيبي لاكتشاف وتقييم كميات الغاز في المكامن محدودة النفاذية” وهو مصطلح يشير إلى الغاز الذي يوجد في صخور يصعب الوصول إليها وتكون مساماتها بحاجة للتكسير من أجل استخلاص الغاز منها. وأشارت إلى أن تلك المخزونات سوف تخضع لعمليات التقييم والتطوير خلال السنوات الخمس القادمة.

شركة أدنوك: برنامج للحفر التنقيبي لاكتشاف كميات الغاز في المكامن محدودة النفاذية
وأضافت أن استراتيجيتها الجديدة تهدف إلى “تنويع وتنمية محفظة عملياتها ومشاريعها المحلية في مجال معالجة الغاز والتكرير والبتروكيماويات، كما تعتزم أيضاً تنفيذ استثمارات خارجية في التكرير والبتروكيماويات” دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وأكدت أن “رفع وتعزيز الكفاءة في عمليات الحفر ساهما في خفض تكلفة الإنتاج في أدنوك، مما أسهم في جذب اهتمام كبير بامتيازات الحقول البحرية المقبلة، والتي استقطبت أكثر من 14 شريكا محتملا من مختلف أنحاء العالم”.

وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر بعد اجتماع المجلس إن “أدنوك ستقوم باستثمارات محلية ودولية في التكرير والبتروكيماويات وتطوير الموارد غير التقليدية لتعزز مكانة دولة الإمارات في قطاع الطاقة واقتصادياتها”.

وبدأت أدنوك في تنفيذ خطة كبيرة لإعادة الهيكلة تهدف إلى خصخصة أنشطتها في قطاع الخدمات وإجراء أنشطة لتجارة النفط وتوسيع الشراكات مع مستثمرين استراتيجيين حسبما قال رئيسها التنفيذي سلطان الجابر لرويترز في مقابلة الأسبوع الماضي.

وكانت أدنوك قد عرضت في لندن الشهر الماضي ملامح استراتيجيتها الجديدة التي قالت إنها تهدف إلى تعزيز نطاق الشراكات الجديدة لزيادة مرونة نشاطها في قطاع النفط والغاز بهدف تعزيز التنمية المستدامة.

وأكد وزير الدولة الإماراتي سلطان بن أحمد الجابر حينها أن أدنوك تسعى لتوسيع الشراكات الاستراتيجية المبتكرة لتصبح ركيزة أساسية لضمان مرونة قطاع النفط والغاز وقدرته على التكيف مع المتغيرات ومواصلة تحقيق النجاح والإنجازات.

وقال إن “تضافر الجهود على نحو أكثر فعالية من شأنه تعزيز قدرة قطـاع النفط والغاز العالمي على مواجهة التحديات المستقبلية والإسهام أيضا في خلق قيمة إضافية”.

سلطان الجابر: اعتماد منهجية التخطيط العلمي لصنع وبناء المستقبل بدلا من انتظاره
وأضاف الجابر الذي يرأس مجلس إدارة أدنوك أيضا أنه “مع زيادة المتغيرات في عالمنا، تزداد أهمية وضرورة التخطيط لكيفية الاستجابة للعوامل المؤثرة على الطلب والإمداد والأسعار، ومن ضمنها الظروف الجيوسياسية والكوارث الطبيعية، واكتشافات التكنولوجيا الحديثة التي تسهم في إحداث تغييرات جذرية”.

وكانت شركة أدنوك قد أعلنت الشهر الماضي عن توحيد الهوية المؤسسية للمجموعة من أجل تعزيز النمو المستدام. وقالت إن “العمل برؤية وهدف مشترك وثقافة موحدة يساهم في بناء هوية مؤسسية قوية لقطاع النفط والغاز وتعزيز مساهمتها في اقتصاد الإمارات”.

وشدد الجابر على أن سياسة الإمارات الاقتصادية بشكل عام ترتكز على استشراف المستقبل واعتماد منهجية التخطيط العلمي لصنع وبناء المستقبل بدلا من انتظاره وأن أدنوك تعمل على دراسة التوجهات المستقبلية بدقة لتحديد الفرص المتاحة.

وتقوم أدنوك بمراجعة هيكلة رأس المال لتسريع تنفيذ استراتيجية 2030 للنمو الذكي عبر تركيز استراتيجية تحقق المزيد من المرونة والكفاءة والفعالية والإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول بما يتيح تأمين رأس مال إضافي لاستثماره في فرص النمو الجديدة.

كما تدرس أدونك طرح حصص أقلية في بعض من وحدات الخدمات التابعة لها، لكن ليست لديها نية لطرح المجموعة للاكتتاب العام خاصة وأنها ستستمر في دورها كمؤسسة مملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي تقود قطاع النفط والغاز والمشتقات والبتروكيماويات.

وفي إطار تحولاتها الجديدة كشفت أدنوك الأسبوع الماضي أنها قد تبيع ما يصل إلى 20 بالمئة من وحدة توزيع الوقود التابعة لها من خلال طرح عام أولي لتجمع ما يصل إلى 2.8 مليار دولار.

وبدأت أبوظبي مؤخرا بتشجيع شركاتها الحكومية على الإدراج في البورصة، في مسعى لجذب مستثمرين أجانب من خلال عمليات الخصخصة، لتعزيز كفاءة الاقتصاد وبنائه على أسس مستدامة.

وتستحوذ أدنوك للتوزيع على حصة سوقية تبلغ نحو 67 بالمئة من حيث عدد محطات التزود بالوقود التي بلغت بنهاية سبتمبر الماضي 360 محطة. وتنتج شركة النفط المملوكة لحكومة أبوظبي نحو 3 ملايين برميل نفط يوميا، كما تنتج ما يزيد على 9.8 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، مما يضعها ضمن أكبر منتجي الطاقة في العالم.

العرب اللندية