«بِتكوين» تخطو أولى خطواتها في بورصة أميركية كبيرة

«بِتكوين» تخطو أولى خطواتها في بورصة أميركية كبيرة

سلكت عملة بتكوين الافتراضية خطواتها الأولى بانطلاق تداولها في بورصة أميركية رئيسة، ووصلت قيمة وحدتها إلى مستوى 18 ألف دولار، على أمل تحقيق الاعتراف بها، على رغم المخاوف من عدم قدرتها على الاستمرار.

وبدأ التعامل بالعملة الافتراضية المثيرة للجدل، على عقود آجلة على منصة «شيكاغو بورد أوبشنز إكستشينج» بسعر 15 ألف دولار، وبسبب النشاط الكثيف خلال الدقائق العشرين الأولى، تعطل الوصول إلى موقع المنصة، التي طمأنت إلى أن «التعامل يتم على أنظمة منفصلة، ولم يتأثر بمشكلات الموقع الإلكتروني».

وقال المسؤول عن العقود الآجلة في شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» للتعاملات المالية بوب فيتزسيمنز، إن «تداول بتكوين بدأ هادئاً ومستقراً»، فيما أظهرت بيانات البورصة المعنية تسجيل نحو ألف صفقة في أول ساعتين من التداول». وبعد طرح العملة في بورصة «شيكاغو بورد أوبشنز إكستشينج»، يُتوقع أن تطرح في المنصة المنافسة «شيكاغو مركانتايل إكستشينج» الأسبوع المقبل. ويشكل ذلك الفرصة الأولى للمتعاملين المحترفين من أجل الاستثمار في هذه العملة، على رغم تحفظ البعض بسبب غياب الضوابط عليها.

وباتت هذه الخطوة ممكنة بعدما أعطت هيئة ضابطة رئيسة للأسواق المالية في الولايات المتحدة، وهي «كوموديتيز أند فيوتشرز ترايدينغ كوميشين» (سي اف تي سي)، الضوء الأخضر للتعامل بالبتكوين في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، محذرة في الوقت ذاته «من احتمال حصول تقلبات كبيرة جداً، ومن خطر التعامل بهذه العقود الآجلة».

ويمثل طرح بتكوين في المداولات العادية تحولاً كبيراً عن المرحلة التي كانت فيها هذه العملة الرقمية مرتبطة بالاتجار بالمخدرات ونشاطات غير مشروعة أخرى. وأعلنت «شيكاغو بورد أوبشنز إكستشينج»، اتخاذ إجراءات لمنع حصول تقلبات عشوائية، لأن التداول بالبتكوين سيعلق لدقيقتين في حال ارتفع سعرها أو تراجع 10 في المئة على سبيل المثال. لكن يتوخى عدد كبير من الأطراف الرئيسيين في الأسواق وخارجها الحذر، في شأن هذه العملة، التي لا تحظى بدعم مصرف مركزي أو سعر صرف قانوني.

وانتقدت جمعية «فيوتشرز إنداستري أسوشييشن» التي تشمل بعض أهم شركات الوساطة والمصارف، خطوة هيئة «سي اف تي سي» في رسالة وجهتها إليها، مؤكدة أن العقود «تُبرم بسرعة من دون تقويم الأخطار». ولفتت إلى أنها لا تزال «قلقة من غياب الشفافية والضوابط». وسألت: «إذا كان الإشراف على التداولات سيتم بطريقة مناسبة للتحقق من أن بِتكوين ليست موضع تلاعب واحتيال».

ولا تزال شركات مالية كبيرة تدرس بتكوين، من بينها «جاي بي مورغن تشايس» و«بنك أوف أميركا ميريل لينش» و«سيتي غروب» و«باركليز»، فضلاً عن «مورغن ستانلي» و«سوسييته جنرال»، وفق مصادر مطلعة على الملف.

ومن بين المصارف الكبيرة، وحدهما «غولدمان ساكس» و«ايه بي أن أمرو» يضطلعان بدور الوساطة في المداولات.

ولتجنب المفاجآت غير السارة، طُلب من المتعاملين أن تتوافر لديهم 44 في المئة من الأموال المتداولة بالدولار، فيما الضمانة المطلوبة عادة تكون 10 في المئة». ورجح أن تدرج بورصة «ناسداك» المعنية بأسهم شركات ضخمة في «سيليكون فالي»، مثل «غوغل» و «فيسبوك» عملة بتكوين في مداولاتها عام 2018».

صحيفة الحياة اللندنية