التسويق الاميركي للاتفاق النووي مع الايراني

التسويق الاميركي للاتفاق النووي مع الايراني

الاتفاق-النووي-الايراني

بتاريخ الخامس من نيسان عام 2015 اجرى الصحفي توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز, لقاءا موسعا مع الرئيس الامريكي (اوباما) اطلق فيه برنامجا امريكيا للترويج للاتفاق الايراني النووي الذي تم مؤخرا بالتشاور مع دول (5+1).
ويمكن لنا ان نسجل الملاحظات والاستنتاجات والرؤية الامريكية للأحداث القادمة في المنطقة على ضوء ما جاء في اجابات الرئيس الامريكي كما يلي:
1- ان الولايات المتحدة الامريكية لا تعتزم القيام باي تدخل عسكري ضد ايران او احداث مواجهة سياسية تقضي الى نتائج عكسية من شانها ان تؤدي الى غزو امريكي لمنطقة الخليج العربي.
2- اشار الرئيس الامريكي الى ان هناك عهدا جديدا سيكون الصورة المثلى لعلاقة جيدة مع النظام الايراني يساعد في تهدئة الاوضاع الداخلية لدول الخليج العربي مما سيكون له الاثر الايجابي في تحسين العلاقات الايرانية الخليجية, وهي دعوة واضحة وصريحة لحكام هذه الدول بضرورة العمل على استيعاب الدرس الامريكي في الاتفاق الاخير مع ايران.
3- اعتبر اوباما الاتفاق الذي انجز مع الايرانيين بانه (فرصة العمر) بعد ان اعتبره انجازا تاريخيا, وبهذا تكون الولايات المتحدة قد سعت بشكل رئيسي لإعطاء هذا الاتفاق اهمية كبيرة في تعزيز حالة الامن في الخليج العربي وتحقيق استقرار طويل الامد في منطقة الشرق الاوسط.
4- ان النظام الايراني في راي الادارة الامريكية لا يشكل تهديدا حقيقيا لأنظمة ودول الخليج العربي, وان التهديد الحقيقي في النظر بتحسين الاداء الداخلي للمشاكل التي تعانيها هذه الانظمة مع شعوبها, وهذا تشخيص اولي وسابق لم تتطرق له الادارات الامريكية سابقا ويشكل واقعا جديدا ورؤية امريكية واضحة لطبيعة الحكم في هذه الدول.
5- ان الادارة الامريكية تعزز مكانة ايران كقوة رئيسية واقليمية في المنطقة, عندما تشير الى ان النظام في ايران من الممكن يساهم في تحقيق ثوابت ومصالح السياسة الدولية في منطقة شرق الاوسط بما ينعكس ايجابيا على مصالح الدول العظمى في العالم.
6- ان الفهم السياسة الامريكية لإيران انها ذو تركيبة اجتماعية معقدة شبيهة بالحالة الاجتماعية في امريكا من خلال تعدد القوميات والطوائف و الاديان, وبالتالي يمكن التعامل مع هذه الثوابت في الحالات الايرانية بشكل انسيابي وايجابي يرسم حالة التقارب مع الجميع لتحقيق امن ايراني مستقر في الداخل.
7- اشاد اوباما بالمرشد الاعلى في ايران (خامنئي) وانه قد ساعد المفوضين الايرانيين على التعامل بشفافية مع المفاوضين للوصول الى نتائج ايجابية وتعزيز الرغبة الايرانية في العودة للمجتمع الدولي, وبهذا فانه قد اعطى مساحة مهمة للمفاوضين الايرانيين. لتقديم تنازلات مهمة, وهي اشارة واضحة للوسائل التي تبادلها اوباما مع خامنئي والتي كانت تركز على كيفية انهاء الملف النووي الايراني والوعود الاميركية باعادة ايران للمحفل الدولي .
8- ان الاداراة الاميركية تعمل بشكل جدي لايجاد حوار بناء منفتح مع ايران ودول الخليج العربي ،وتسعى من خلال انجاز الاتفاق النووي الايراني الى تهدئة الاوضاع في منطقة الخليج العربي وانهاء الفكرة القائلة بأن ايران تسعى لاحداث ارباك للمصالح الدولية في منطقة الشرق الاوسط .
9- وبغية اقناع حكام الخليج العربي بالرؤية الامريكية في العلاقة مع ايران فإن “اوباما” ارسل رسالة أطمئنان لهم مفادها ان هجوم عليهم ويقصد هنا ان اي اي استغلال من قبل الايرانيين للوضع السياسي الناشئ بعد الاتفاق النووي سيجابه بقوة عسكرية من الولايات المتحدة الاميركية .
10- تأكبديد الثوابت الاساسية في علاقة الولايات المتحدة مع دول الخليج العربي بتعزيز وبناء قدرات دفاعية عسكرية اكثر كفاءة للخليجيين وتعهد الاميركان بالسعي لتحقيق هذه الغاية واشعار الايرانيين ان الاذعان لايعني اساسا ان الامريكان قد تخلوا عن سياساتهم الاقليمية وتحديدا في منطقة الخليج العربي.
ويبقى السؤال مامدى جدية الولايات المتحدة الاميركية في الحفاظ على مصالحها وسياساتها في منطقة الشرق الاوسط وهل سيشكل انقطاعا تاريخيا جديدا في علاقاتها مع ايران ، هذا ماستؤكده الايام المقبلة وبانتظار احداث شهر حزيران المقبل ؟

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية