معركة الرمادي وحرب المياه

معركة الرمادي وحرب المياه

ramadi-isis-iraq
تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من مفاجأة الجميع بتمدده وانفتاحه بجبهات متعددة على مساحة تواجده في العراق وتحويل انسحابه من تكريت الى مواجهات جديدة أدت الى توسيع رقعة تواجده في محافظة الانبار ضمن خطة عسكرية جديدة تمثلت بفتح جبهات قتالية متعددة على امتداد الارض التي تم الاستلاء عليها بعد أحداث 9 حزيران 2014 وتحقق هذا وفق المنظور الاتي :-
1. تحشيد عدد كبير من عناصره والشروع بهجوم على عدة محاور وبصيغة مباغتة لأبعاد النظر عن محاولات التنظيم السيطرة والامتداد على اراضي اخرى
2. الهدف الرئيس من مواجهة التنظيم كان احتلال اراضي جديدة داخل مركز مدينة الرمادي والسيطرة على المدينة والطريق الدولي، الذي يربط مفاصل مهما ضمن محافظة الانبار كما حدث في منطقتي البو فراج والبو غانم والبو علوان ولذلك نراه فتح جبهة قتالية على محيط مصفى بيجي ولكنه كان يسعى لأبعاد الانظار عن حقيقة اهدافه في الرمادي
3. استنزاف القدرات القتالية للقطعات العسكرية العراقية والقوات الموالية لها من المليشيات المرتبطة بإيران وبالتالي أضعاف حالة المواجهة.
4. استخدم عناصر التنظيم اسلحة متطورة في هجومهم على مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها تمثل بالمضادات الارضية للطائرات المهاجمة والسيارات رباعية الدفع المجهزة برشاشات ثقيلة من نوع دوشكا مع صواريخ كاتيوشا.
5. سعت مجاميع من تنظيم الدولة الى الالتحام المباشر مع المدافعين وعلى بقع جغرافية صغيرة جدا, ووضع القرار التنفيذي بقائد المجموعة التي تقود الالتحام مع متابعة ميدانية عبر مقاتلين مختصين بعمليات القنص والمتابعة واستخدام المناظير وهوا أسلوب استخدم في التمدد ضمن الأراضي والقرى المحيطة بمركز مدينة الرمادي.
6. استخدام السيارات والشاحنات والأحزمة الناسفة في اقتحام مقرات وأماكن تواجد القوات العراقية والأمنية بشكل مفاجئ وبأساليب أمنية متقدمة والعمل على أسلوب المباغتة التي تربك العدو وتشتت أفكاره.
أهداف التنظيم في إكمال المواجهة والسيطرة على مدينة الرمادي
1. الهدف الرئيسي لعناصر التنظيم هو السيطرة على منطقة الورار لأهميتها الاستراتيجية وكونها ستكون انطلاقا مهمة للتنظيم في تعزيز تواجده داخل المدينة وأن منطقة الورار فيه سد وناظم يتحكم بانسيابية المياه الى مناطق في وسط وجنوب العراق, واذا ما سيطر التنظيم على هذه الناظم فمن الممكن قيامه بغلق الناظم وحبس المياه ومنع وصوله للمناطق الجنوبية وسنرى بداية مما يسمى بحرب المياه
2. الهدف التالي للتنظيم هو السيطرة على مقر اللواء الثامن واسقاطه لأهميته العسكرية داخل مدينة الرمادي , وكونه يشكل قوة عسكرية مهمة لهم من حيث تعداد اللواء وتسليحه وعدد افراده وسبق وان حاول التنظيم اقتحامه فلم يفلح ولذالك سيكون مقر اللواء هدفا استراتيجيا للمواجهات القادمة.
3. أحكام السيطرة على مقر اللواء الثامن يعطي السيطرة على مقر عمليات محافظة الانبار واسقاط أدوات قيادة المعارك والاستيلاء على الكثير من الاسلحة والمعدات الثقيلة، التي من شأنها ادامة زخم القتال لدى التنظيم.
4. أدامة زخم المعركة بإعلان السيطرة على مدينة الرمادي سيحقق للتنظيم انتصارا معنويا كبيرا يعزز مكانته لدى عناصره ويمحو من ذاكرتهم انسحابهم من تكريت والاحياء التابعة لها.
5. ستقوم عناصر التنظيم باستخدام اساليب قتالية تمكنها من تحقيق اهدافها ممثلا بالقصف التمهيدي للهدف بالهاونات والصواريخ والعبوات الناسفة وتوجيه نيران الرشاشات الثقيلة والمتوسطة على الهدف بكثافة
6. العمل على تطويق الاهداف المشار اليها اليها من ثلاث جهات اذا رغبوا في ان يعززوا مكانتهم ويسمحوا للقوة بالفرار ان كانت القوة المواجهة لهم كبيرة واذا امكن مواجهتها فتتطوق الاهداف من اربع جهات
7. ان التنظيم سيعمل بعد سيطرته على الاهداف الرئيسية في الرمادي على تفخيخ جمع البنايات والمنازل القريبة من المقر الحكومي لمنع عملية تحريرها من قبل القوات الحكومية والامنية واستخدام اسلوب المناطق المفتوحة بالقتال

فهل ما سنراه بالأيام القادمة حربا للمياه تقوم به عناصر تنظيم الدولة بعد احكام سيطرتها على ناظم الورار ام ستكون هناك جبهات قتالية لاقتحام مراكز عراقية اخرى…

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية