أوباما يوجه تهديداً لـ”داعش” في خطاب الأمم المتحدة ويدعو الدول الأخرى للانضمام الى الجهود المبذولة لمكافحة التطرف

أوباما يوجه تهديداً لـ”داعش” في خطاب الأمم المتحدة ويدعو الدول الأخرى للانضمام الى الجهود المبذولة لمكافحة التطرف

اوباما 3

أوباما يوجه تهديداً لـ”داعش” في خطاب الأمم المتحدة ويدعو الدول الأخرى للانضمام الى الجهود المبذولة لمكافحة التطرف حدد الرئيس باراك أوباما نهجه السياسي حيال منطقة الشرق الأوسط لما تبقى من سنواته في الادارة الامريكية، ومركزاً على متغيرين هما: تقليص التطرف الإسلامي، والميل الى اعتماد القوة العسكرية الأمريكية، و ناشد القادة الإقليميين لبذل المزيد من الجهد لمكافحة ما أسماه بالامر الأكثر إلحاحاً والاكثر تهديداً للتقدم العالمي. وفي خطابه السادس بالجمعية العامة للأمم المتحدة الذي القاه في 24/9/2014، قدم السيد أوباما تصوراً واضحاً عن سياسته الخارجية، وحول ما أسماه بمحاربة “سرطان التطرف العنيف”، الممثل بجماعات مثل “داعش”، مؤكداً”إن اللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة مثل هؤلاء هي لغة القوة”، “لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية اسست تحالفا واسعا لتفكيك هذه الشبكة”. ومن وجهة نظر الرئيس الامريكي فان العالم اليوم على مفترق طرق، ويواجه تحديات تتطلب تحالفات دولية واسعة بسبب الجماعات الارهابية. وهناك المواجهة بين الغرب وروسيا بشأن توغلها في أوكرانيا؛ وسرعة انتشار الايبولا في غرب أفريقيا. مضيفا ان “هذا يعني قطع التمويل الذي يغذي هذه الكراهية، إذ حان الوقت لوضع حد لنفاق اولئك الذين تتراكم الثروة لديهم من خلال الاقتصاد العالمي.” ولعله عنوان صارخ لأوباما يتناقض مع خطابه السابق في ذات المنتدى خلال العام الماضي، عندما استخدم منصة الأمم المتحدة لصياغة رؤية شاملة للشرق الأوسط، والتوسط في اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، والتوصل الى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي. استغرق خطاب الرئيس 39 دقيقة، مستندا في محاوره الى ثلاثة أيام من الحوارات الدبلوماسية على خلقية الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، الذي يمكن اعتباره فرصة سانحة للضغط على الزعماء الآخرين، للحصول منهم على التزامات إضافية لمحاربة “داعش”. ومن بينها تأمين التزامات من خمس دول عربية للمشاركة بالضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد معاقل “داعش” في سوريا. وفي مأدبة غداء للأمم المتحدة، كان يجلس أوباما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، و قادة الأردن ومصر، حيث تعد تركيا حلقة ضعيفة في جهود أوباما لتشكيل ائتلاف، ومع هذا يأمل المسؤولون الامريكيون تغيراً في الاستجابة التركية، بعد إطلاق سراح الرهائن الاتراك. وقال اوباما ان الاتفاق النووي مع ايران لا يزال ممكنا، واعطاء المحادثات مهلة اخرى من خلال معاودة التفاوض في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وفي يوم الاربعاء 24/9/2014 التقى أوباما لأول مرة مع رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي. وأعرب عن ثقته أن الزعيم الشيعي يحكم على نحو جامع أكثر من سلفه.

وقال العبادي وعد أوباما وعد بان الولايات المتحدة ترسل الأسلحة والمعدات الجديدة “في أقرب وقت ممكن” لمساعدة القوات العراقية. وكانت إدارة أوباما أحجمت عن تقديم مساعدة عسكرية إضافية إلى العراق لحين تشكيل حكومة جديدة، تحل محل حكومة نوري المالكي، الذي تعتبر الادارة الامريكية، ان سياساته ادت إلى صعود “داعش”. ومن هنا اكد اوباما لرئيس الوزراء العراقي أنه من أجل ان ينجح العراق، فان ما يحدث ليس مجرد حملة عسكرية”، وان الامر يتطلب أيضا التواصل السياسي مع كل العراقيين”.

كما اطلق  أوباما في اجتماع لمجلس الامن الدولي، الذي عقد في 124/9/2014 تهديدات للمقاتلين الأجانب الذين يحملون جوازات سفر غربية ويقاتلون الى جانب”داعش”. إذ اعتمد مجلس الأمن بالإجماع قرارا لمعالجة هذه المسألة، وحث أعضاء على متابعة تدابيره ذات الصلة بـ”مكافحة الأيديولوجيات المتطرفة.” ولم يجتمع أوباما مع الرئيس الايراني حسن روحاني، ودعا في خطابه قادة إيران بقوله “لا ندع هذه الفرصة تمر”. وقال انه يمكن ان نصل الى حل يلبي احتياجات الطاقة الخاصة بكم، فيما تأكدوا للعالم أن برنامجكم النووي سلمي. ووجه أوباما رسالة حادة لروسيا، التي تعد لاعباً رئيساً في المفاوضات الإيرانية، لتدخلها في أوكرانيا.

إذ أثبتت الإجراءات التي اعتمدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا ان القوة هي التي تصنع الحق. وقال ان العقوبات الأمريكية ضد روسيا لن ترفع، الا في حال سحب السيد بوتين دعمه للانفصاليين، ووافق على حل دبلوماسي للنزاع. وقال السيد أوباما، يجب علينا اتخاذ خطوات بشكل جماعي ملموس لمعالجة الارهاب الخطر، الذي يشكله المتعصبون دينيا، وتقليص الاتجاهات التي تغذي تجنيدهم “.

كما حث الزعماء الآخرين لمعالجة الاضطرابات في بلدانهم، مشيرا العنف في الصيف الماضي في فيرغسون، ميزوري، ليقول ان الولايات المتحدة لا تزال تعمل تفكيك اسباب التعصب والتوترات، في أعقاب إطلاق النار على مايكل براون هناك، واوضح أن “لدينا التوترات العرقية والإثنية الخاصة”. ووصف الرئيس، العالم في اجتماع للامم المتحدة يوم الخميس الماضي لمناقشة كيفية احتواء وباء إيبولا، بانه “على مفترق طرق بين الحرب والسلام، وبين الفوضى والتكامل، وبين الخوف والأمل.” وقال على الرغم من كل هذه التحديات العالمية، فان التطرف هو “قضية واحدة ويمكنه عرقلة التقدم البشري.” وقد يكون خطاب اوباما هذا فرصة نادرة كي يرسم أمام معظم قادة العالم خطاً واضحاً لكيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، لكنه عوضاً عن ذلك بدأ بشكل واضح وإن كان صحيحاً، ان العالم يقف على مفترق طرق كما فقد فرصة تمكنه من دفن المفهوم حوله، أنه رئيس متردد، الأمر الذي أضعف أوباما ومنعه من فهم دوره في كيفية قيادة العالم.

http://online.wsj.com/articles/obama-to-address-threats-from-islamic-state-ebola-at-united-nations-1411556402

ترجمة

مركز الروابط للبحوث و الدراسات الاستراتيجية