خلافات في اجتماع الناتو حول مصير عناصر «داعش» وتأسيس مركز قيادي جديد

خلافات في اجتماع الناتو حول مصير عناصر «داعش» وتأسيس مركز قيادي جديد

في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، اجتمع أمس وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد يوم واحد فقط من اجتماع دول التحالف في روما (14 دولة).
الاجتماع الذي بدأ بمناقشات حول مساهمات مختلف الأعضاء في نفقات الدفاع بطلب من الأمريكيين، أوضح خلافا حول هذه النقطة. لكن الإرهاب كان أيضا موضوعا ساخنا في الاجتماع المستمر ليومين، وأظهر الاجتماع اختلافا أوروبيا ـ أمريكيا في ما يخص مصير مقاتلي تنظيم «الدولة» الذين أسروا في المعارك، ففي حين تسعى أمريكا لإقناع حلفائها بتحمل مسؤولية أكبر، إذ رأى وزير الدفاع جيمس ماتيس : «الأمر المهم هو أن تتحمل دول منشأهم مسؤوليتهم»، موضحا «في النهاية نحن لا نريد أن يعودوا للشارع»، كان الرد الفرنسي والبريطاني مناقضا للتوجه الأمريكي، فقد رد وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون أنه لا يريد عودة المقاتلين البريطانيين المنتميين لتنظيم «الدولة» الإسلامية «داعش» اللذين تم احتجازهما، لبريطانيا : «لأنهما لم يعودا جزءا من الدولة».
وفضلا عن هذا الخلاف، توقع المراقبون أن يهدد التوتر بين واشنطن وأنقرة وحدة الحلف الأطلسي، بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الثلاثاء أن العملية العسكرية التركية في سوريا ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» المتحالفة مع واشنطن أضعفت مكافحة تنظيم «الدولة» الإسلامية.
وشهد اجتماع الحلف كما كان متوقعا، لقاء بين وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي ونظيره الأمريكي جيمس ماتيس، دام لمدة 50 دقيقة، من دون تقديم معلومات عن فحوى اللقاء. ومن جهة أخرى، وتعليقا على الأنباء الواردة في إطار تسلح حلف شمال الأطلسي ضد روسيا، وعزم الجيش الألماني تأسيس مركز قيادي جديد للحلف للإسراع بعمليات نقل القوات والعتاد، قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أمس الأربعاء: «ألمانيا عرضت أن تكون دولة إطارية، والدول الأخرى في غاية الامتنان لذلك».
وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، فإن منطقة كولونيا – بون، حيث مقر هيئة الدعم المشترك وإدارة القوات المسلحة للجيش الألماني، هي من الأماكن المرشحة لذلك. إلا أن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ نفى اتهامات بانزلاق الناتو نحو سباق تسلح جديد مع روسيا على خلفية تأسيس مركزين جديدين للقيادة، وقال : «ما نفعله يأتي في إطار الاعتدال والتناسب»، مضيفا أن دول الحلف خفضت على مدار سنوات عديدة نفقاتها على الدفاع وقللت من تسلحها وحاولت بناء شراكة مع روسيا، مشيرا في المقابل إلى أن روسيا بدأت بزعزعة استقرار أوكرانيا وضمت شبه جزيرة القرم إليها عام 2014. وأضاف: «لا نريد حربا باردة جديدة أو سباق تسلح جديدا».

بروكسل ـ «القدس العربي»