الملك عبدالله الثاني يسعى مع بوتين إلى تفادي حرب إقليمية شاملة

الملك عبدالله الثاني يسعى مع بوتين إلى تفادي حرب إقليمية شاملة

ذكرت مصادر دبلوماسية غربية أن المخاوف الأردنية من حرب إقليمية شاملة وراء توجّه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين اليوم وإجراء محادثات معه.

وأوضحت أن الهدف من هذه المحادثات هو إقناع الرئيس الروسي بضرورة ضبط إيران التي تبدو مستعدة لتفجير الموقف في سوريا والدفع إلى حرب في المنطقة من أجل تأكيد أنّها لاعب إقليمي وأن ليس في الإمكان إخراجها عسكريا من هذا البلد.

وذكرت هذه المصادر أنّ رغبة إيران في تأكيد أن وجودها العسكري في سوريا غير قابل للنقاش كانت وراء الكلام الصادر عن علي آقا محمدي عضو مصلحة تشخيص النظام في إيران عن أن بلاده وراء بقاء بشّار الأسد في دمشق بدل الخروج من سوريا.

وشدّد محمدي في تصريح نقلته وكالة مهر الإيرانية على أن مسؤولا عسكريا إيرانيا زار الأسد في دمشق في العام 2011 ووجده مستعدا لمغادرة البلد بعد اندلاع الثورة الشعبية ونزول المواطنين إلى الشارع في كلّ المدن السورية الكبيرة.

وذكر أن هذا المسؤول العسكري الإيراني ويدعى اللواء حسين همداني أقنع الرئيس السوري بالبقاء في دمشق وبأن “وضعه سيتحسّن” بفضل الدعم الإيراني.

وكان العاهل الأردني قد حذر عام 2004 من هلال شيعي تخطط له إيران لمد نفوذها في المنطقة

واعتبرت المصادر الدبلوماسية الغربية أن إيران لا يمكن أن تقبل بالخروج من سوريا بعد كلّ ما قدمته من مساعدات عسكرية ومالية وبعد أن باتت تعتبر نفسها وراء بقاء الأسد في دمشق.

وأشارت في هذا المجال إلى أنّ إيران كشفت أنّها على استعداد للذهاب إلى أبعد حدود، حتّى لو تطلب الأمر تفجير الوضع السوري بكامله والمنطقة كلّها، عندما أرسلت طائرة من دون طيّار في اتجاه الأراضي الإسرائيلية السبت الماضي.

وكشفت هذه المصادر أن الطائرة الإيرانية كانت من النوع المتطور الذي يصعب على الرادارات كشفه. وهذا ما حمل إسرائيل بعد التيقن من خطر مثل هذا النوع من الطائرات إلى استنفار كامل لسلاحها الجوّي وإسقاط الطائرة الإيرانية.

وقالت إن إسرائيل اعتبرت أن ما تعرّضت له كان من الخطورة إلى درجة دفعها إلى تدمير القاعدة التي انطلقت منها الطائرة الإيرانية وهي قريبة من حمص وإلى إلحاق أضرار كبيرة بمنظومة الدفاع الجوّي السورية في منطقة سرغايا وذلك إثر إسقاط هذه المنظومة طائرة إف-16 شاركت في الغارات على القاعدة التي يستخدمها الإيرانيون قرب حمص.

وأفادت المصادر نفسها أن الملك عبدالله الثاني، الذي يدرك خطورة الانفجار الكبير في سوريا وتحوّله إلى حرب شاملة، طلب على عجل موعدا مع بوتين كي تتدخل روسيا وتوقف التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل نظرا إلى أن استمراره سيهدد كلّ دولة من دول المنطقة، بما في ذلك الأردن المعني مباشرة بما يجري في منطقة الجنوب السوري.

الملك عبدالله الثاني يدرك خطورة الانفجار الكبير في سوريا وتحوله إلى حرب شاملة لذلك طلب موعدا مع بوتين كي يتدخل لوقف التصعيد بين إيران وإسرائيل

وتوقعت أن يعمل العاهل الأردني على إقناع الرئيس الروسي بأنّه من الضروري إفهام إيران أن عليها الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل من أجل تفادي أي حرب إقليمية ستكلّف المنطقة ودولها، التي من بينها الأردن، الكثير.

وذكرت أن الأردن يرى أنّ روسيا هي الطرف الوحيد الذي يستطيع التأثير على إيران وذلك بسبب الوجود العسكري الروسي في سوريا من جهة ولأن الصواريخ المستخدمة في حماية المجال الجوّي السوري روسية الصنع من جهة أخرى.

وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي سيبحث مع العاهل الأردني، الخميس، الوضع في سوريا والتسوية في الشرق الأوسط وقضايا التعاون الثنائي.

وأوضحت الدائرة الصحافية في الكرملين في بيان، أن “الزعيمين سيناقشان تعزيز التعاون الروسي الأردني في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، فضلا عن بحث القضايا الراهنة على الساحتين الدولية والإقليمية، بما في ذلك الوضع في سوريا ومشاكل التسوية في الشرق الأوسط”.

وقال الملك عبدالله الثاني قبيل توجهه إلى موسكو “أزور موسكو للقاء الرئيس بوتين، كصديق عزيز للرئيس ولروسيا، فأنا أعرف الرئيس منذ ما يقارب عشرين عاما، والعلاقة بيننا مبنية على الثقة”.

وأضاف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية الأربعاء “بالتأكيد، فإننا سنبحث هناك قضايا ثنائية، وكذلك القضايا الرئيسة التي نواجهها حول العالم، وبشكل خاص إنجاز الأردن وروسيا في جنوب سوريا الذي حقق الاستقرار هناك، وهذه قصة نجاح مهمة، وأعتقد أنها رفعت من مستوى المباحثات والثقة بين مؤسساتنا، والأهم من ذلك، هو كيف ندفع العملية في سوريا للتوصل إلى نتيجة على المسار السياسي، خصوصا في ما يتعلق بالدستور والانتخابات”.

واعتبر أن “الأشهر الـ12 الماضية شهدت تعاونا مهما مع روسيا، ونحن نتطلع قدما لبحث كيفية التحرك إلى الأمام بشكل فعال وإيجابي في الـ12 شهرا القادمة”.

للمزيد: