زيارة تاريخية لحاملة طائرات أميركية لفيتنام المرتابة من نفوذ الصين

زيارة تاريخية لحاملة طائرات أميركية لفيتنام المرتابة من نفوذ الصين

وصلت حاملة طائرات أميركية ضخمة إلى ميناء دانانغ في فيتنام امس، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الفيتنامية، في مؤشر إلى تنامي العلاقات الاستراتيجية بين العدوين السابقين، مع تعزيز بكين حضورها في بحر الصين الجنوبي.

واعتبرت ناطقة باسم الخارجية الفيتنامية أن زيارة حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس كارل فينسون» تساهم في «حفظ السلام والاستقرار والأمن والتعاون والتنمية في المنطقة».

وأشاد السفير الأميركي لدى فيتنام دانيال كريتنبرينك بالزيارة، ورأى أنها «تُظهر التزامنا بالشراكة مع هانوي، وكذلك تقدماً بارزاً لعلاقاتنا في السنوات الأخيرة». وأضاف أن البلدين يتشاركان مجموعة مصالح، منها «الرغبة في الحفاظ على السلام والازدهار والتبادل التجاري وحرية الملاحة التي تعتمد عليها المنطقة واقتصاداتها».

وتحمل حاملة الطائرات «يو أس أس كارل فينسون» أكثر من 5 آلاف جندي و72 طائرة، في أضخم حضور عسكري أميركي في فيتنام. في مقابل تعزيز الصين وجودها العسكري في جزر «باراسيل» وسبع جزر اصطناعية، ضمن منطقة بحرية تدّعي فيتنام السيادة عليها.

ورأى لو هونغ هيب، الباحث في «معهد إيسيس يوسوف إشاك» الذي يتخذ سنغافورة مقراً، أن «زيارة حاملة الطائرات الأميركية إلى فيتنام تعكس زيادة الثقة بين العدوين السابقين، وتعزز علاقاتهما الدفاعية». ووصفها بـ «زيارة رمزية قد تزعج الصين، لكنها لن تغيّر في سلوكها، وتوجّه رسالة تأكيد بأن الولايات المتحدة هنا، وستبقى». ورأى أن «بكين ساهمت إلى حد كبير في التقارب الاستراتيجي بين فيتنام والولايات المتحدة، بسبب تصعيد حضورها في بحر الصين الجنوبي»، واستدرك: «تدرك الصين أن فيتنام لن تتحالف عسكرياً مع الولايات المتحدة ضدها، على رغم حذرها منها».

وفي سياق متصل، يؤكد مسؤولون أميركيون أن إبحار السفن الحربية الأميركية قرب الجزر التي تحتلها الصين، ومن دون تنسيق مسبق معها، يؤكد أن واشنطن لا تعترف بسيادة بكين عليها.

وتشمل مهمة «يو أس أس كارل فينسون» تبادل معلومات تقنية، وإقامة مباريات رياضية، وزيارات إلى دور أيتام ومراكز لضحايا مادة سامة معروفة بـ «العميل البرتقالي»، استخدمتها القوات الأميركية لكشف مخابئ المقاتلين الشيوعيين في فيتنام خلال الحرب، ولا تزال تسبّب تشوهات حتى الآن. كما تشكّل تفعيلاً لعلاقات البلدين، منذ تنظيم البحرية الأميركية مهمات إنسانية ومدنية، ضمن حملة «الشراكة الباسيفيكية» قبل 9 سنوات.

وطبّعت الولايات المتحدة علاقاتها مع فيتنام عام 1995، ورفعت عام 2016 حظراً على شرائها أسلحة. وتحسنت العلاقات بين عدوَّي الأمس في شكل ملحوظ في مجالات، منها التجارة والاستثمار والأمن. كما تعززت العلاقات العسكرية بينهما في السنوات الأخيرة، خصوصاً منذ زيارة تاريخية للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2016، ألغت حظراً على بيع هانوي أسلحة.

وكان وصول أول طلائع لمشاة البحرية الأميركية إلى دانانغ عام 1965، أسّس لبداية تدخل واشنطن في حرب قُتل فيها حوالى 58 ألف جندي أميركي و3 ملايين فيتنامي. وتعدّ دانانغ التي استضافت أضخم قاعدة عسكرية أميركية آنذاك، ثالث أكبر مدينة في فيتنام، وتشهد ازدهاراً تجسّده منتجعات وفنادق كثيرة على سواحلها.

صحيفة الحياة اللندنية