ترامب “متفائل” بنجاح المحادثات المرتقبة مع بيونغ يانغ

ترامب “متفائل” بنجاح المحادثات المرتقبة مع بيونغ يانغ

مون تاونشيب (الولايات المتحدة) – بعد حرب كلامية طويلة منذ وصول دونالد ترامب الى السلطة مع بيونغ يانغ وافق الرئيس الأميركي على عقد لقاء قريبا مع الزعيم الكوري الشمالي، ويأتي هذا التغيير الذي لم يمكن مطروحا قبل اسابيع فقط، بعد سنتين على توتر حاد بين واشنطن وبيونغ يانغ بشأن البرنامجين النووي والبالستي لكوريا الشمالية.
ويعد عقد اجتماع بين كيم وترامب اللذين دخلا في حرب كلامية العام المنصرم مما أثار المخاوف من نشوب حرب تحولا كبيرا بعد عام نفذ فيه الشمال سلسلة تجارب بهدف تطوير صاروخ برأس نووي يمكنه ضرب البر الرئيسي الأميركي.
وقد اكد ترامب السبت انه واثق من ان المحادثات التاريخية التي يفترض ان يجريها قبل نهاية ايار مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ستشكل “نجاحا هائلا” لان بيونغ يانغ باتت تريد “صنع السلام”.
وقال ترامب في اجتماع سياسي في بنسيلفانيا امام ناشطين عبروا عن دعمهم لتحول السياسة التجارية الاميركية الى الحمائية “اعتقد انهم يريدون صنع السلام. اعتقد ان الوقت حان”.
وعبّر الرئيس الاميركي عن ثقته في التزام كوريا الشمالية بعدم اطلاق اي صاروخ حتى موعد مفاوضاته التاريخية مع كيم جونغ اون.
وكان الرئيس الاميركي يتحدث في ضاحية لبيتسبرغ في مهرجان لدعم مرشح جمهوري يواجه صعوبات قبل ثلاثة ايام من انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة في ولاية بنسيلفانيا.
وكانت هذه الولاية الاساسية في منطقة “حزام الصدأ” حاسمة في فوز ترامب الانتخابي في 2016. وقد فرض ترامب رسوم الاستيراد على الفولاذ والالمنيوم ارضاء لناخبي هذه المنطقة تحديدا.
وكان الرئيس الاميركي عبر قبيل ذلك عن تفاؤل كبير عند الاعلان عن قمة قريبة مع كيم.

“مثمرة جدا”
قال ترامب لصحافيين قبل ان يتجه الى بنسيلفانيا “فيما يتعلق بكوريا الشمالية اعتقد ان الامر سيجري بشكل جيد جدا، اعتقد اننا سنحقق نجاحا هائلا وان الامر سيكون مثمرا جدا”. واضاف “نحظى بدعم هائل”.
واضاف ان “الوعد (الذي قطعته بيونغ يانغ) هو انهم لن يطلقوا صواريخ حتى ذلك الحين (اللقاء) وانهم ينوون نزع الاسلحة النووية. سيكون ذلك رائعا”.
وقبيل ذلك، ذكر الرئيس في تغريدة على تويتر بان كوريا الشمالية “لم تجر اي تجربة لصاروخ منذ 28 نوفمبر 2017” وبانها “وعدت بالا تفعل ذلك” خلال مرحلة اللقاء بين ترامب وكيم. واضاف “اعتقد انهم سيفون بوعدهم”.
وعلى شبكة التواصل الاجتماعي، تحدث ترامب مجددا عن محادثته الهاتفية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وكتب في تغريدة ان “الرئيس شي قال لي انه ينظر بتقدير الى محاولة الولايات المتحدة تسوية الازمة دبلوماسيا بدلا من الذهاب الى الخيار الذي يثير القلق الاكبر”. واضاف ان “الصين تواصل مساعدتنا”.
وكان البيت الابيض اعلن الجمعة ان ترامب وشي “اتفقا على ابقاء الضغط والعقوبات الى ان تتخذ كوريا الشمالية قرارات على طريق نزع للاسلحة النووية كامل وقابل للتحقق ولا يمكن عكسه”.
وفي بكين، ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية ان الرئيس الصيني قال في الاتصال الهاتفي مع ترامب “اقدر النوايا الايجابية للرئيس (ترامب) بهدف التوصل الى حل سلمي لمشكلة شبه الجزيرة الكورية”.
من جهتها، عبرت هيلاري كلينتون عن معارضتها لهذا اللقاء، ورأت ان حكومة ترامب لا ترى “الخطر” الذي تمثله محادثات مع بيونغ يانغ.

انتقادات كلينتون
قالت كلينتون وزيرة الخارجية السابقة، في مقابلة نشرتها الصحيفة الهولندية “الغيمين داغبلاد” السبت “اذا كنتم تريدون مناقشة كيم جونغ اون بشأن اسلحته النووية، فانتم تحتاجون الى دبلوماسيين محنكين”.
واضافت المرشحة الديموقراطية للرئاسة التي هزمت في انتخابات 2016 “الامر بحاجة الى اشخاص يعرفون الملفات جيدا ويفهمون الكوريين الشماليين ولغتهم”.
وكان المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة بيل ريتشاردسون ايضا صرح ان المفاوضات مع كوريا الشمالية تشكل “فرصة حقيقية”. لكنه قال ان “ما يقلقني هو نقص الاستعداد والانضباط من جانب الرئيس”.
الا انه قال ايضا “أهنئه (ترامب) على مبادرته البالغة الجرأة بقبول هذه الدعوة”.
من جهته، الغى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يقوم بجولة في افريقيا، برنامجه السبت في نيروبي. وقال مساعد وزير الخارجية ستيف غولدستين “انه يشعر بتوعك بعد يومين طويلين من العمل على قضايا مهمة مثل كوريا الشمالية”.
ولم يتم تحديد تاريخ ومكان القمة بين ترامب وكيم جونغ اون، لكن يفترض ان تنظم “بحلول ايار بحسب مستشار الرئيس الكوري الجنوبي للامن شونغ وي يونغ.
ولم يصدر عن بيونغ يانغ اي رد فعل رسمي عن هذا الاعلان. لكن السفير الكوري الشمالي لدى الامم المتحدة باك سونغ ال قال في واشنطن ان هذه الدعوة هي نتيجة “قرار طوعي ومنفتح” اتخذه كيم جونغ اون. واضاف “بفضل هذا القرار الشجاع لقائدنا الاعلى، يمكننا تصور ضمان السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”.

العرب