سقوط عفرين يغري أنقرة بشمال العراق

سقوط عفرين يغري أنقرة بشمال العراق

أنقرة – ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى احتمال تنفيذ بلاده عملية عسكرية في منطقة قضاء سنجار شمالي العراق، ضد حزب العمال الكردستاني.
يأتي هذا فيما اكتفت الولايات المتحدة بالتعبير عن قلقها من الأخبار التي راجت من داخل مدينة عفرين السورية عن عمليات نهب واسعة بعد سقوطها بأيدي مجموعات سورية حليفة لأنقرة.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام مؤتمر للقضاة في أنقرة “من الممكن أن ندخل سنجار (شمالي العراق) على حين غرة ونطهرها من عناصر بي كا كا”، وإنه “بالسيطرة على عفرين نكون قطعنا أهم مرحلة في غصن الزيتون، وستتبعها منبج، وعين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، والقامشلي (مدن شمالي سوريا)”.
وقال متابعون للشأن السوري إن أردوغان يريد استثمار السيطرة على عفرين لتأكيد التوسع شرقا، مستفيدا من ارتباك دبلوماسي أميركي وصمت دولي على ما يجري، فضلا عن تواطؤ إيراني واضح يقوم على رغبة طهران في الحد من طموحات أكراد سوريا والعراق في قيام كيانات قوية، ما يهدد سيطرة الحكومتين المركزية في بغداد ودمشق اللتين تخطط إيران للاستمرار بالسيطرة عليهما في المستقبل.
وسبق أن أشارت تصريحات تركية إلى أن أنقرة قد تستغل انشغال الحكومة العراقية بملف الانتخابات المقررة في مايو، فضلا عن الوضع الصعب الذي أصبح عليه أكراد العراق بعد الاستفتاء، لإطلاق عمليات ضد الوجود الكردي المسلح في شمال العراق، والذي يمثله حزب العمال الكردستاني.
وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تبحث هذه العملية مع العراق، مشيرا إلى أنها ربما تنطلق عقب الانتخابات العراقية.
ولا تخفي إيران تنسيقها العلني مع تركيا والعراق، فيما تقول إنه “إفشال لمخطط أميركي يستهدف فصل كردستان عن العراق”.
وبمواجهة تسارع الأحداث الميدانية لفائدة أنقرة، قالت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين إن واشنطن “قلقة بشدة” من الأحداث في عفرين حيث هجرها معظم السكان قبل اقتحام المدينة.
وقالت الخارجية في بيان “تدعو الولايات المتحدة كل الأطراف المعنية التي تعمل في شمال غرب (سوريا) بما في ذلك تركيا وروسيا والنظام السوري للسماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية”.
وذكرت أن الولايات المتحدة “لا تعمل” في منطقة عفرين وأنها “قلقة بشدة بسبب التقارير التي وردت من مدينة عفرين في الساعات الثماني والأربعين الماضية”.

العرب