هل استعاد “تنظيم الدولة” في العراق والشام قوته؟

هل استعاد “تنظيم الدولة” في العراق والشام قوته؟

017748747_30300

بعد سلسلة من الهزائم التي مني بها “تنظيم الدولة الإسلامية” في العراق والشام، بانسحابه من “عين العرب- كومباني” وتقهقره أمام قوات الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشيعي في العراق؛ بدأ التنظيم يستعيد قوته من جديد ويحقق انتصارات في أهم المعارك بالعراق؛ فهل بداية لاستعادة التنظيم قوته؟ أم هي كما يقولون “صحوة الموت” بعد الضربات القوية التي وجهت له برًا وجوًا وأجبرته على الانسحاب من 30% من الأراضي التي كان يسيطر عليها؟

فريد زكريا، محلل الشؤون الدولية ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN الأمريكية، قال إن هناك علامات على إخفاق جهاز الاستخبارات الأمريكية في العراق وسوريا، وإن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام حقق نصرًا في واحدة من أهم المعارك، وتساءل زكريا: “هل تعلم أمريكا ما الذي يجري في سوريا؟ هل علمت أمريكا أن الجيش العراقي سينهار؟ لماذا لم نعلم ذلك؟ هل كانت لديهم تحذيرات مبكرة حول (القاعد)؟ هذه إخفاقات استخباراتية كبيرة تقلقني”.

وعلق زكريا على نتائج الاستطلاع الذي أجرته CNN، والتي أظهرت أن تنظيم داعش بالنسبة للأمريكيين يشكل أكبر تهديد على بلادهم؛ حيث قال: “نتيجة الاستطلاع مذهلة وتظهر أن داعش تمكن من الانتصار في واحدة من أهم معاركه، وهي حملته الادعائية؛ حيث يريد التنظيم أن يظهر على أنه أكثر التنظيمات إرهابًا وقساوة في العالم”، وأضاف: “قتل التنظيم عددًا من الأمريكيين، ولكنهم استطاعوا إخافة الجميع؛ وجاء ذلك من خلال عمليات إعلامية واجتماعية معقدة”.

فيما قال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “تمكن من السيطرة على المقر الرئيس للفوج الرابع التابع للجيش العراقي، شمال مدينة الرمادي. وأوضح العيساوي: “اقتحمت عناصر داعش المقر، الجمعة الماضية، بعد معارك ضارية خاضتها مع قوات الجيش العراقي دامت لنحو عشر ساعات؛ حيث قتل قائد الفرقة الأولى، اللواء ركن حسين عباس، والعميد ركن هلال، قائد اللواء 38، وعدد من الضباط والجنود”.

وأكد تحسين إبراهيم، رئيس المكتب الإعلامي بوزارة الدفاع، مقتل قائد الفرقة الأولى، اللواء ركن حسين عباس، والعميد ركن هلال، قائد اللواء 38؛ في الوقت الذي نفى فيه تمكن تنظيم داعش من السيطرة على نقر الفوج الرابع.

وفتحت “داعش” جبهة أخرى على الحدود العراقية الأردنية. وتبنّت، في بيان لها، تفجير منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن؛ وعرضت بيانًا منسوبًا لها يظهر صورًا قالت إنها لمنفذي التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي استهدفت الجانب العراقي من منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، وهم سنغالي وبلجيكي وفرنسي.

البيان تداوله أنصار لتنظيم “داعش” على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وظهر في الصور ثلاثة أشخاص يحملون ألقاب “أبو بكر الفرنسي” و”أبو عبد الله البلجيكي” و”أبو جعفر السنغالي”؛ والذين وصفهم البيان بـ “الفرسان” الذين نفذوا الهجوم الثلاثي على الجانب العراقي من منفذ طريبيل.

وأرفق التنظيم بالصور تقريرًا مكتوبًا عن تفاصيل العملية، ذكر فيه أن العربات الثلاث اللاتي تم تفجيرها استهدفت مطعمًا ومكان مبيت للجيش الصفوي، وهي التسمية التي يطلقها التنظيم على الجيش العراقي، إضافة إلى السيطرة الأمنية الرئيسة لمنفذ طريبيل ودورية أمنية؛ ما أدى لمقتل العشرات من عناصر الجيش، فضلًا عن الانتحاريين الثلاثة.

وفي الأردن، قالت وزارة الداخلية إن الأحداث التي وقعت في منطقة طريبيل العراقية أدت إلى حدوث أعطال فنية. مضيفة، في بيان لها، أن “حدود الكرامة الأردنية مع العراق ما زالت مفتوحة وتمارس عملها كالمعتاد”.

وبخصوص الجرحى والمصابين العراقيين الذين تم نقلهم إلى المركز الصحي الأردني في منطقة الكرامة بالتنسيق مع الجانب العراقي، قالت الوزارة إنه: “تم إجرء الإسعافات اللازمة لهم وإعادتهم إلى الأراضي العراقية، إضافة إلى نقل شخصين آخرين إلى مستشفى الرويشد في المملكة، توفى أحدهما وسيتم نقل جثمانه من مطار الملكة علياء الدولي وسط العاصمة عمان”.

ومضت قائلة إن المصاب الآخر سيتلقى “العلاج اللازم”، وختمت الداخلية الأردنية بيانها بالتأكيد على أن: “الحدود الأردنية العراقية آمنة وتمارس الأجهزة المختصة دورها على الحدود الأردنية العراقية على أكمل وجه”. فيما قال مصدر أردني حكومي رفيع، إنه: “تم نقل 12 جريحًا في تفجيرات معبر طريبيل الحدودي مع العراق إلى المستشفيات الأردنية”. ولم يحدد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، المستشفيات التي تم إخلاء الجرحى منها أو بيانات الجرحى أو حالتهم.

وكان صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، قال إن 5 قتلى و9 جرحى من عناصر حرس الحدود العراقي سقطوا جراء الهجوم على منفذ طريبيل. وأوضح كرحوت أن عناصر تنظيم “داعش” شنّت هجومًا على منفذ طريبيل للحدود العراقية مع الأردن بواسطة 3 مركبات مدرعة مفخخة يقودها انتحاريون.

وأضاف أن قوة من حرس الحدود العراقي المسؤولين عن حراسة المنفذ أطلقوا النار على العربات الثلاث قبل وصولها إلى المنفذ؛ إلا أن قادتها الانتحاريين تمكنوا من الاقتراب منه وتفجيرها فيه؛ ما أدى إلى مقتل 5 حراس وإصابة 9 آخرين كحصيلة أولية، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة في مباني المنفذ.

وأشار كرحوت إلى أن عناصر التنظيم هاجموا المنفذ انطلاقًا من مدينة الرطبة (310 كم غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار). ويعد طريبيل المنفذ الحدودي الوحيد بين الأردن والعراق، ويقع بين بلدة طريبيل العراقية في محافظة الأنبار (غربًا) وبلدة الرويشد الأردنية في محافظة المفرق (شمال شرق)، وهو خاضع لسيطرة القوات العراقية.

فيما قال عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار، غربي العراق، إن الأردن أغلق منفذ طريبيل الحدودي مع العراق من جانبه، بعد التفجيرات الثلاثة التي نفذها انتحاريون بعربات مفخخة على الجانب العراقي من المنفذ؛ طالبًا من حكومة بلاده التدخل لدى عمّان لفتح المنفذ وإدخال الشاحنات العالقة بين الجانبين. وأوضح الفهداوي أن إدارة منفذ طريبيل من الجانب العراقي أبلغته بأن الأردن أغلق من جانبه المنفذ بعد التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي استهدفته وأودت بحياة 5 عناصر من حرس الحدود العراقي بجانب إصابة 9 آخرين من زملائهم بجروح.

متابعة – التقرير