ناظم الثرثار وأسلوب المواجهة القادمة

ناظم الثرثار وأسلوب المواجهة القادمة

rawabetcenter

في مقال وتحليل سابق قلنا أن تنظيم الدولة الإسلامية يمتلك ستراتيجية عسكرية دقيقة وواضحة تتمثل في تمدده وانفتاحه على جبهات عديدة بإمكانه إدامة زخمها وزج عدد كبير من مقاتليه فيها بسبب تواجده على أراضي شاسعة وممتدة من ارض العراق التي سيطر عليها بعد أحداث 9 حزيران 2014 , وانه يسعى الى فتح جبهات عديدة و واسعة بأتجاه محافظة الانبار بعد انسحابه من تكريت وان التنظيم يسعى الى الشروع بأيجاد مواجهة جديدة مع حكومة بغداد والقوات الأمنية والعسكرية التابعة لها وقوات الحشد الشعبي تتمثل في ادارة المعارك ضمن منظور حرب المياه .
وهذا ماحدث بالفعل بعد قيام قوة قتالية من تنظيم الدولة استخدم فيها عجلات ومدرعات مفخخة تمكن من اقتحام مقرات اللواء الاول والفوج 38 التابعين للفرقة الأولى والمكلفين بحماية منطقة ناظم الثرثار , وبعد معارك شديدة وقتال ضاري تمكن مقاتلي التنظيم من إحكام السيطرة على المنطقة وقتل قائد الفرقة الأولى وأمر اللواء الأول مع مجموعة من قيادات عسكرية واستخبارية وحشد شعبي كانوا يتواجدون في المواقع العسكرية التي هوجمت من قبل التنظيم.

منطقة الثرثار وأهميتها الستراتيجية
1. يقع منخفض الثرثار شمال غرب محافظة صلاح الدين وشمال الانبار وأستخدم عام 1956 لخزن المياه الفائضة من مياه دجلة ايام الفيضانات عن طريق تحويل قناة تبدأ عند سد سامراء وربط منخفض الثرثار فيها.
2. تبعد المنطقة 130كم شمال غرب بغداد بين نهري دجلة والفرات وتبلغ 2710كم مربع , كما يبلغ منسوب الخزن فيه 65متر وحجم الخزن بهذا المنسوب 85,59 مليار متر مكعب والمنسوب التشغيلي من 40-65 متر.
3. ناظم الثرثار تم إنشائه عام 56 وعدد بواباته 34 بوابة بأبعاد 6,5 متر والمنسوب المقدم الأقصى 69 والاعتيادي 68 والتصميمي 8500 متر مكعب بالثانية , وللناظم ثلاث مخارج رئيسية هي:-
أ‌. ناظم التقسيم الأول ( الفرات ) انشأ عام 1976 وبأربع بوابات
ب‌. ناظم التقسيم الثاني ( دجلة ) وانشأ عام 1981 وبأربع بوابات
ج. ناظم الشلالة ( دجلة ) وانشأ عام 1981 وبأربع بوابات
4. منخفض الثرثار من اكبر المنخفضات في العراق.

خطورة سيطرة تنظيم الدولة على ناظم الثرثار
1. تعتبر المنطقة هي حلقة تواصل بين المناطق التي تربط محافظتي الانبار وصلاح الدين وعبرها تتحرك القطعات العسكرية والامنية وافراد الحشد الشعبي ويتم ايصال المعدات والاسلحة والاعتدة والامتدادات التي تحتاجها القوات العسكرية في المحافظتين لمواجهة مقالتي التنظيم.
2. الناظم لايبعد اكثر من 130كم عن مدينة بغداد , وأهميته تكمن في ستراتيجية تتحكم بالمياه الموجودة والمخزونة فيه ومن الممكن ان تستخدم بأساليب تعبوية تأثر على سيل العمليات العسكرية مستقبلا في المنطقة الممتدة الى مركز مدينة بغداد.
3. تعزيز أمكانية مقاتلي التنظيم واستحكاماتهم على مناطق مهمة وذات بعد عسكري يؤهلهم للتحكم مستقبلا يرسم صورة المواجهات العسكرية واستنزاف القطعات العسكرية الحكومية وبالتالي ايجاد موطئ قدم في اماكن حساسة تتعلق بالامن المائي والغذائي.
4. استنزاف القدرات القتالية للقطعات العسكرية والقوات الموالية لها من المليشيات المرتبطة بأيران واضعاف حالة المواجهة , كما اشرنا في مقال سابق الى الخطط العسكرية التي يتبعها التنظيم في ارسال مجاميع قتالية للألتحام المباشر مع المدافعين وعلى بقع جغرافية مهمة.
5. ان المياه المخزونة في ناظم الثرثار يستخدم في ارواء الاراضي الزراعية الممتده الى وسط وجنوب العراق في فصل الصيف , وبهذا يكون مقاتلي التنظيم قد تمكنوا من الاستحكام بتصريف المياه واستخدامها حسب اهدافهم حيث يصل مستوى الخزن الى 70 متر.
6. ان سعي مقاتلي التنظيم بالسيطرة على هذه المنطقة المهمة تعزز لديهم حالة المبادأة بالقتال وأختيار الطرق المناسبة في المواجهة وان وقوع بوابات ناظم الثرثار تحت سيطرة مقاتلي التنظيم سيجعل ميزان المعركة في كفتهم في هذه المنطقة .

أن مانشهده يمثل تصعيدا مهمأ وخطيرآ في اماكن حساسة وستراتيجية في العراق فهل نرى أسلوب قتالي جديدآ يتحكم في المياه ونحن مقبلون على بداية فصل الصيف.

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية