لوموند عن عضو بالتنظيم: لم أكن مسلما.. كنت داعشيا

لوموند عن عضو بالتنظيم: لم أكن مسلما.. كنت داعشيا

تبدأ اليوم الاثنين محاكمة جبريل عمارا العسكري الفرنسي السابق الذي انتمى إلى تنظيم الدولة الإسلامية واعتقل وهو يخطط لهجوم على قاعدة عسكرية فرنسية في العام 2015، وقد اطلعت صحيفة لوموند على وثيقة تكشف العملية التي حوّلت جبريل إلى “متطرف” يهون عليه كل شيء في سبيل تحقيق أهدافه.

ويمثل جبريل أمام إحدى محاكم باريس بعد اشتباه أجهزة الاستخبارات في أنه مع اثنين من المتواطئين معه خططوا لتنفيذ هجوم على موقع عسكري في منطقة بور فاندر.

ويحكي البحار السابق بالتفصيل عملية التلقين التي دفعته إلى المنظمات المتطرفة، وذلك بدقة ووضوح جعلت شهادته تكتسي أهمية استثنائية.

ويصف جبريل كيف أدى به الاكتئاب في البداية والفشل في عمله إلى البحث عن ما يعوض به ذلك الفراغ، “كنت أبحث عن معنى لحياتي”، حسب قوله.

وهنا جاءته فكرة التقوقع على نفسه وتطبيق التعاليم الإسلامية في حياته، لكنه كان جاهلا، مما اضطره للجوء للإنترنت لتعلم دينه.

المثل الأعلى
وفي الشبكة العنكبوتية يقول “أنا الذي لم أكن أعرف شيئا عن الوضوء ولا عن الصلاة وجدت نفسي في مقابلة أشخاص قدموا أنفسهم على أنهم هم المثل الأعلى في هذا المضمار”.

كانت هناك مقاطع فيديو تدعو إلى الإسلام المعتدل، لكنها لم تكن جذابة لجبريل بقدر جاذبية أشرطة المتشددين، حينها قرر أن يصلي الجمعة في أحد مساجد مرسيليا، لكنه تفاجأ بأن الإمام كان يحذر في خطبته من الهجمات ويصف “الإرهابيين” بأنهم متمردون على تعاليم الإسلام.

وجد جبريل نفسه بعد هذه الخطبة في حيرة من أمره، فهل يتبع كلام الإمام أم دعاية الإنترنت؟ يقول في ذلك “في مقاطع الفيديو التي شاهدتها، كانت الرسالة الواضحة هي أن أئمة فرنسا يكذبون، عندها بدأت أصدق الإرهابيين، هذه في الحقيقة هي نقطة تحول بالنسبة لي لأنني اعتبرت أن الإسلام المعتدل يكذب”.

كان ذلك في خريف العام 2014 في أوج الحرب السورية، وجد جبريل ضالته في تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش، فرسالتهم بكل بساطة كانت تقول “انفروا جميعا إلى سوريا، إذ لا يجوز لكم العيش في أرض الكفار، والجهاد واجب عليكم وإن لم تجاهدوا، فاعلموا أنكم أسوأ من الكفار وإن تعذر عليكم المجيء فلا أقل من أن تفعلوا شيئا في بلادكم”.

التنويم المغناطيسي
وهكذا يؤكد جبريل أنه أصبح “مثل المنوم مغناطيسيا، كنت أصحو داعشيا وآكل داعشيا وأعيش داعشيا”.

ويضيف “أصبحت أقضي كل أوقاتي أتابع مقاطع فيديو داعش وتعاليم داعش، لم أكن مسلما، كنت داعشيا، كنت واقعا تحت سيطرة دعايتهم”.

ولأنه لم ينفذ مشروعه في الذهاب إلى سوريا، فقد توجّه جبريل إذنْ إلى الخيار الثاني المحدد من داعش وهو القيام بعمل داخل التراب الوطني، “كانت هناك تعليمات المتحدث باسم الخليفة الذي يقول إن من الضروري استهداف الجيش والشرطة، وفي الأساس كل ما هو حكومي”.

ويواصل جبريل عرض تفاصيل مدة انتمائه لداعش، قبل أن يبرز بداية شكوكه حول نواياهم، وهناك بدأ يعود إلى المسجد ويتابع خطب الإمام وينصت إليه وهو يصب جام غضبه على الإرهابيين.

وهذا ما جعله يقرر وقف كل نشاطاته، لكن هيهات هيهات، فقد خسر كل شيء “أدرك أنني فقدت كل شيء، لقد خسرت أصدقائي، خسرت احترام عائلتي، وأحبطت أمي..” على حد تعبيره.

المصدر : الصحافة الفرنسية,لوموند