إسرائيل تهدد باغتيال الأسد إن سمح لإيران بمهاجمتها من سوريا

إسرائيل تهدد باغتيال الأسد إن سمح لإيران بمهاجمتها من سوريا

دمشق – تصاعدت وتيرة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وسط سعي كل منهما لرسم خطوطها الحمراء التي لا يجب على الطرف المقابل تجاوزها في سوريا، وإن كانتا أبدتا رغبة في عدم الذهاب بعيدا في خيار المواجهة العسكرية المباشرة، بالنظر لتكلفتها الباهظة ولعدم القدرة على التكهن بنتائجها.

وأخذ التصعيد بين الجانبين مدى خطيرا بعد قيام إسرائيل بقصف مطار التيفور العسكري في محافظة حمص وسط سوريا في أبريل الجاري ما أدى إلى مقتل 7 عناصر إيرانية، الأمر الذي أثار طهران التي توعدت بالرد على الهجوم.

وتعتبر إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا هو التهديد الأكبر الذي يواجهها، وتضغط على روسيا والولايات المتحدة لإيجاد حل لهذه المعضلة، بيد أنها وفي ظل غياب إستراتيجية أميركية في هذا البلد فضلا عن حالة التنافر بين واشنطن وموسكو ترى أنها مجبرة على التعاطي بنفسها مع المشكلة.

وحذر وزير مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الاثنين من أن حياة الرئيس السوري بشار الأسد ستكون مهددة إذا سمح لإيران بشن حرب على إسرائيل انطلاقا من سوريا.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من حزب الليكود في شريط فيديو على موقع وانيت “إذا سمح الأسد لإيران أو أي جهة أخرى بإعلان الحرب على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة وكافة المخاطر المترتبة على ذلك”.

يسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلية يشير إلى أن القوى الكبرى قد تتدخل للحد من نشاط إيران في سوريا

وتعتبر إيران أن بقاء الأسد في السلطة هو الضمانة للاحتفاظ بنفوذها في سوريا، وتضغط إسرائيل على طهران من خلال هذه النقطة تحديدا لوقف أي اندفاعة تشكل تهديدا عليها، وحذر شتاينتز وهو أيضا عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي يتعامل مع القضايا الاستراتيجية قائلا “من غير الوارد بالنسبة لنا أن يسمح الأسد بطريقة أو بأخرى بإعلان حرب من بلاده وأن يبقى هو أو نظامه موجودا، إذ لن يبقى جالسا في قصره بهدوء، وستكون حياته نفسها مهددة”.

وأضاف الوزير “اعتقد أن ما يحدث في سوريا قد يكون حاسما لمستقبلنا وأمننا وآمل ألا تتدهور الأمور لتتطور إلى حرب شاملة” مضيفا “إننا مصممون على منع التواجد الإيراني العسكري على حدودنا الشمالية وآمل أن يكون ذلك واضحا للإيرانيين ولبشار الأسد، وألا يأخذ على عاتقه المخاطر التي سيندم عليها في المستقبل”.

وعلى مدار الأزمة السورية شنت إسرائيل العشرات من الغارات على أهداف إيرانية أو تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا، وكادت حادثة إسقاط طائرة أف 16 الإسرائيلية في الأجواء السورية في فبراير أن تتسبب في تصعيد خطير لولا التدخل الروسي.

ومؤخرا قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في مقابلة تلفزيونية أميركية إن شن إسرائيل غارات أخرى في سوريا سيكون له “عواقب” ولكنه رأى أن حدوث تصعيد كبير أمر غير محتمل.

وتستغل إيران الحرب السورية لتكريس نفوذ مباشر لها في سوريا، وتحقيق طموحها بإنشاء حزام شيعي لها يربط بين العراق وسوريا ولبنان، كما تعمل على اختراق الجبهة الجنوبية السورية الحدودية مع إسرائيل، لتستطيع من خلالها ابتزاز الولايات المتحدة وتحويل نفسها إلى قوة إقليمية يصعب تحجيمها.

وأكد أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي سياسة حكومته التي تقضي بألا يكون لإيران وجود راسخ في سوريا. وقال خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية “مهما كان الثمن لن نسمح بوضع طوق حول رقبتنا”.

ولكن ليبرمان قال عندما سئل عما إذا كان ذلك يعني أن الحرب وشيكة “أتعشم لا. أعتقد أن دورنا الأساسي هو منع الحرب وهذا يتطلب ردعا ملموسا وحقيقيا بالإضافة إلى الاستعداد للعمل”.

وأشار يسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلية إلى أن القوى الكبرى قد تتدخل للحد من نشاط إيران في سوريا.

وقال كاتس لموقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني إن إسرائيل “لا تحرص” على التصعيد. ولكنه قال إن إظهار إسرائيل لقوتها “يمكن أن يجابه الإيرانيين ويمكن أن يوضح للروس، الذين يسعون للاستقرار، أن الأمر يستحق أن يستخدموا نفوذهم ونفس الشيء ينطبق على الولايات المتحدة وفرنسا وكل الآخرين”.

ويرى دبلوماسيون غربيون أن روسيا التي تعد الطرف الأبرز في الساحة السورية منوط بها لعب الدور الأبرز لنزع فتيل مواجهة تلوح في الأفق، ويشير هؤلاء إلى أن الاقتصار فقط على تعزيز المكاسب العسكرية لحليفها بشار الأسد، غير ناجع في حال لم يترجم الأمر إلى تسوية سياسية مقبولة من جميع الأطراف ويقضي بتحجيم النفوذ الإيراني.

ومنذ الضربة الثلاثية الأميركية البريطانية الفرنسية على مواقع سورية، قبل أكثر من أسبوعين يبدو تركيز المسؤولين الروس منصب على كيفية تعزيز قدرات الجيش السوري، وربما تأخذ في عين الاعتبار التهديدات الإسرائيلية، وقد تُقدم موسكو فعلا على تسليم الجيش منظومة أس 300، والتي من شأنها أن تكبل الحركة الجوية الغربية وأيضا الإسرائيلية.

وتتعمد موسكو إضفاء جو من الغموض حيال تسليم هذه المنظومة المتطورة، حيث قال سيرجي لافروف الاثنين إن بلاده لم تتخذ قرارا بعد بشأن تزويد سوريا بأنظمة صواريخ متقدمة من طراز أس 300 لكنه أضاف أنها ستعلن عن هذا القرار في حال اتخاذه.

وكانت صحيفة كومرسانت الروسية اليومية نقلت عن مصادر عسكرية لم تسمها في وقت سابق قولها إن روسيا ربما تبدأ في تزويد سوريا بأنظمة صواريخ أس 300 المضادة للطائرات في المستقبل القريب. ورفض الكرملين التعليق على ذلك.

وكان لافروف صرح الجمعة بأن الضربات الجوية الغربية على سوريا هذا الشهر أحلت روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من إرسال أنظمة الصواريخ لحليفها بشار الأسد.

وقالت صحيفة كومرسانت الاثنين إن خبراء يعتقدون أن إسرائيل سترد بشكل سلبي على أي قرار بشأن تزويد الصواريخ وأنها ربما تقصف المنطقة التي يجري نشر أنظمة الصواريخ بها.

وفيما تلتزم إسرائيل الصمت حيال مسألة تسليم موسكو لدمشق منظومة أس 300 بيد أن مسؤولين سابقين على غرار رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يلدين توعد بتدمير المنظومة الروسية الدفاعية المتطورة حال نشرها في سوريا.

ومن شأن حصول النظام السوري على هذه المنظومة أن يشل حركة الطيران الإسرائيلية في الأجواء السورية، وقد أكد مسؤول دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه أن تل أبيب طلبت من موسكو عدم الإقدام على هذه الخطوة.

العرب