دعوات في بريطانيا لحظر أنشطة حزب الله

دعوات في بريطانيا لحظر أنشطة حزب الله

لندن – كشفت مصادر مطلعة قريبة من وزارة الداخلية في بريطانيا أن السلطات الأمنية تراقب عن كثب كافة الأنشطة التي يقوم بها حزب الله على أراضي المملكة المتحدة، بما في ذلك تلك التي تقوم بها مؤسسات وهيئات وجمعيات تابعة للحزب وتعمل كمنظمات غير حكومية أو كمراكز ثقافية دينية.

وقالت المصادر إن السلطات المالية تتعقب شبكات المال والتمويل التي قد يشتبه بأنها تعمل لصالح حزب الله أو يشتبه بأنها تنشط وفق شبكة لتبييض الأموال داخل البلاد.

وأضافت أن الأجهزة المعنية بالأمن المالي تعمل بالتنسيق الكامل مع أجهزة الأمن والمخابرات لمراقبة أنشطة المؤسسات التجارية الصغيرة والوسطى والتي يملكها من يشتبه بمناصرتهم لحزب الله.

وكتبت صحيفة “ديلي تلغراف” مقالا لنك تيموثي بعنوان “بريطانيا يجب أن تحظر وتجرم حزب الله”. ويقول تيموثي إن تمجيد الإرهاب في بريطانيا يعد جريمة يعاقب عليها القانون، وأن يحظر القانون العنصرية وما يحرض عليها كما يجرم كل ما يحرض على العنف.

ويضيف أنه من المرجح أن يحدث ذلك كله في شوارع لندن في غضون عشرة أيام على مرأى ومسمع من شرطة العاصمة بمناسبة استحدثها الخميني عام 1979.

ويقول تيموثي إن “يوم القدس” استحدثه زعيم “الثورة الإسلامية” في ذلك العام ويدعو هذا اليوم إلى “تدمير إسرائيل مع التأكيد على أهمية القدس”.

ويأتي هذا التطور على خلفية تبدل عام في المزاج الدولي ضد الميليشيات التابعة لإيران في العالم والشرق الأوسط، لا سيما ميليشيا حزب الله.

ويرى مراقبون أن بريطانيا أعادت تقييم مواطن الخطر في العالم بعد القضاء شبه النهائي على تنظيم داعش في العراق وسوريا. ويضيف هؤلاء أن السياسة البريطانية في هذا المجال متأثرة بالتغييرات الجذرية التي طرأت على نظرة الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب ضد إيران وحزب الله.

وكان الكولونيل المتقاعد ريتشارد كمب، قائد فريق مكافحة الإرهاب الدولي سابقا في لجنة الاستخبارات المشتركة البريطانية، قد دعا أوائل العام إلى حظر حزب الله اللبناني بشكل كامل.

وفي مقال نشرته صحيفة التايمز على موقعها الإلكتروني، رأى كمب أن “حزب الله” المنظمة الإرهابية الأوفر قوة في العالم، ومع ذلك فإن بريطانيا اكتفت بحظر جزء منها فقط هو جناحها العسكري.

ويقول تيموثي إنه في العاشر من يونيو ستجري مسيرات في لندن دعما لحزب الله، الذي يقول إن الكثيرين ينظرون إليه على أنه جماعة إرهابية مدعومة من إيران.

ويضيف أنه في العام الماضي كان المشاركون في المسيرة يرددون “كلنا حزب الله”، بينما كانت راية الجماعة محمولة بفخر على رأس المسيرة. وحمل البعض أعلاما صغيرة للجماعة بينما توشح بعضهم برايتها على أكتافهم.

ويقول خبراء بريطانيون في شؤون الإرهاب إن لندن كانت تضع حزب الله على لائحة المراقبة الدائمة كما أن أجهزة خاصة تتولى مراقبة أنشطة حزب الله، بيد أن الأولويات السياسية والأمنية لحكومة لندن لم تكن تضع الموقف من حزب الله في الواجهة.

ويختتم تيموثي مقاله في الصحيفة البريطانية قائلا إن الشرطة يجب أن تعتقل كل من يمجدون الإرهاب ويحرضون على العنف، كما يجب على الوزراء حظر وتجريم حزب الله.

وينقل عن أحد البرلمانيين في مجلس العموم قوله إن السياسة البريطانية تفرق ما بين الموقف الذي تتخذه لندن بشأن التمسك بالاتفاق النووي مع إيران على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة منه والموقف المبدئي من الميليشيات التابعة لطهران لا سيما حزب الله.

ويضيف أن بريطانيا تتمسك بالموقف الوسطي لأوروبا بشأن التعامل مع حزب الله، إلا أن هناك تيارا قويا يتنامى في لندن للاتساق مع موقف واشنطن في فرض عقوبات ضد الحزب وامتداداته في بريطانيا.

وقال خان في بيان الجمعة إنه يعتزم الطلب من وزير الداخلية حظر دعم الجناح السياسي للحزب. وتحظر بريطانيا بالفعل دعم الجناح العسكري للحزب، الموالي لإيران، والذي يتخذ من لبنان مقرا له.

وكان صادق خان رئيس بلدية لندن قد دعا في يوليو من العام الماضي إلى حظر تقديم الدعم لجميع أجنحة حزب الله في بريطانيا باعتبارها جميعا غير شرعية.

وعبر خان عن قلقه “إزاء التأييد الظاهر لحزب الله الذي يعد منظمة غير مشروعة ومحظورة ومعادية للسامية”. وأضاف “أن معاداة السامية الكراهية من أي نوع ليس لها مكان في مدينتنا حيث نتسامح مع التنوع ونحتفي به”.

وتكشف بعض الأوساط البلدية البريطانية أن السلطات المحلية حريصة على احترام الجاليات وخياراتها الدينية والثقافية وأنها لطالما واكبت ورعت أنشطة دينية يمارسها المقيمون الشيعة في البلد.

وتضيف هذه الأوساط أن السلطات المحلية كما تلك الأمنية تنسق جهودها لعدم استغلال حزب الله للجاليات الشيعية في بريطانيا من أجل تمرير أجنداته في البلاد لصالح إيران.

العرب