الحوثيون يقطعون حبل السلام قبل الحسم العسكري في الحديدة

الحوثيون يقطعون حبل السلام قبل الحسم العسكري في الحديدة

صنعاء ـ بالرغم من المجهودات التي قام بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث لدفع العملية السياسية إلى الأمام وإعادة المفاوضات المتوقفة بين الحوثيين والحكومة الشرعية اليمنية إلا أنه غادر العاصمة صنعاء، بخيبة أمل، بعد لقاءاته مع قيادات من جماعة الحوثيين بشأن وقف تقدم القوات الحكومية المدعومة من التحالف، صوب مدينة الحديدة الساحلية.
المدينة المطلة على البحر الأحمر ويقارب عدد سكانها 600 ألف تضم الميناء التجاري الرئيس للبلاد الذي يستقبل معظم الإمدادات الإنسانية لسكان اليمن الذي مزقته الحرب.
وعلى الرغم من حديثه عن “تفاؤل تجاه ما أسماها بردود الأفعال الإيجابية”، إلا أن مصادر مقربة من المبعوث الأممي أكدت أن زيارته لصنعاء، التي استمرت لمدة 3 أيام، وانتهت مساء الثلاثاء، لم تحقق أي اختراق في جدار الأزمة.
وكشف مصدر في مكتب الأمم المتحدة باليمن، أن المبعوث الأممي، غادر صنعاء غاضباً من “الشروط التعجيزية” التي وضعها الحوثيون مقابل الموافقة على تسليم ميناء الحديدة غربي البلاد.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، إن جماعة الحوثيين وافقت على وضع الميناء الخاضع لسيطرتهم تحت إشراف أممي، لكنها وضعت “شروطاً تعجيزية” مقابل ذلك.
واشترطت الجماعة، أن يعلن تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، وقف عملياته العسكرية الجوية، وأن تقوم الحكومة الشرعية بدفع مرتبات موظفي الدولة في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة للحوثيين، والتي لم تصرف منذ عشرين شهراً، وفقا للمصدر.
ومن ضمن الشروط التي وضعها الحوثيون، أن تصدر الأمم المتحدة بيان إدانة لمقتل صالح الصماد رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” الذي كان يدير شؤون الدولة في مناطق الحوثيين، وقتل بغارة لطيران التحالف يوم 19 أبريل الماضي.

وحسب المصدر، فقد رحبت جماعة الحوثي بالاستئناف المرتقب، للرحلات التجارية إلى مطار صنعاء والمتوقفة منذ آب 2016 ، لكنهم رفضوا أن تخضع الرحلات للتفتيش في مطار بيشة السعودي.
وجددت السعودية، مطلع أبريل الماضي، طلبها من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بوضع ميناء الحديدة، تحت إشراف دولي.
ونهاية مارس 2017 طالب التحالف الذي يدعم عسكريا الحكومة اليمنية بوضع الميناء الخاضع للحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن الأخيرة رفضت الطلب السعودي حينها.
والاثنين الماضي، التقى جريفيث، في صنعاء بخليفة الصماد مهدي المشاط، وجرى خلال اللقاء مناقشة خطة المبعوث الأممي وورقة العمل التي سيعرضها على مجلس الأمن الدولي في 19 يونيو الجاري، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) النسخة التي يديرها الحوثيون.
ووفقا للوكالة ، شدد المسؤول الحوثي على أن تقوم الأمم المتحدة بدورها في إعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية وأن يتم رفع الحظر المفروض على ميناء الحديدة من قبل التحالف.
وأشارت الوكالة إلى أن المبعوث الأممي قدم التعازي للمشاط والشعب اليمني في حادثة اغتيال القيادي الحوثي صالح الصماد، وقالت إنها وصفتها بـ”المؤلمة”.
ومنتصف مايو الماضي، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، إطلاق عملية عسكرية واسعة، باتجاه مدينة الحديدة للسيطرة على ميناءها التجاري.
وقال وزير الخارجية اليمني الجديد خالد اليماني، الثلاثاء، إن القوات الحكومية باتت على بعد 10 كلم من مدينة الحديدة.
وفي السياق، أطلق محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى” اللجنة الثورية العليا” (لجان حوثية تسيطر على مؤسسات الدولة عبر مندوب في كل منها يسمى “المشرف”)، الثلاثاء، جملة تهديدات ضد التحالف.
وتوعد الحوثي في مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانية، التحالف، بما وصفها بـ”مفاجآت عسكرية، قال إنها متوفرة لديهم وربما تحصل في القريب العاجل”، دون الكشف عن ماهيتها.
ولا يُعرف ماهي المحطة المقبلة لمارتن غريفيث بعد مغادرته صنعاء، لكن مصادر أممية قالت إنه توجه إلى العاصمة الأردنية عمّان، التي تحتضن مقره الرئيسي.
ومن المقرر أن يقدم جريفيث لمجلس الأمن، في 18 يونيو الجاري، خارطته لحل الأزمة اليمنية والتي تأتي خلاصة لجولات إقليمية مكثفة بدأها منذ مطلع مارس الماضي، عقب تسلمه الملف اليمني خلفا للمبعوث الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ورعت الأمم المتحدة، 3 جولات من مشاورات السلام منذ تصاعد النزاع في 26 مارس 2015، لكنها عجزت عن تحقيق أي تقدم نحو إنهاء الحرب.

العرب