الاقتصاديات العربية واسعار النفط

الاقتصاديات العربية واسعار النفط

900061_370735
لقد شهدت المنطقة العربية والعالم اجمع خلال الشهور الماضية ، انهيار اسعار النفط الى مستويات قياسية ارعبت اسواق “الذهب الاسود” والبورصات العالمية ،  وسط تحليلات متشائمة حول مستقبل اسعار النفط .
تسارع هبوط أسعار النفط في عام 2014 واصرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” على عدم خفض سقف إنتاجها البالغ 30 مليون برميل يوميا دافعت عن حصتها السوقية.
وحول تأثير تراجع اسعار النفط اطهرت دراسات وتقارير متخصصة حجم الخسائر التي منيت بها موازنات الدول المنتجة للنفط وقد جاء احدثها ما اصدره صندوق النقد الدولي حول خسائر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تهاوي اسعار النفط ، حيث اعلن الصندوق أن الانخفاض الحاد أسعار النفط في الأسواق العالمية سيفقد الدول المصدرة في المنطقة خلال العام الجاري نحو 380 مليار دولار، قياساً بإيراداتها النفطية،
وتوقع الصندوق أن تسجل موازنات هذه الدول عجزاً بقيمة 8.5% من إجمالي إنتاجها المحلي.
وقال مسعود أحمد، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في التقرير، إن “الارتفاع الحاد في مستوى الإنفاق خلال السنوات القليلة الماضية، جعل الموازنات العامة بتلك الدول عرضة للتأثر بانخفاض أسعار النفط .فمعظم بلدان المنطقة لا يمكنها الوصول إلى أن تحقق توزان في موازناتها العامة إذا اقتربت أسعار النفط من 60 دولاراً للبرميل”.
منظمة أوبك ومستقبل الاسعار
تشير التوقعات ان مستويات إلانتاج الحالية لمنظمة أوبك قد تبقي كما هي بعد اجتماعها الشهر المقبل مع استمرار دول الخليج في الا ان المؤكد التركيز على حصتها بالسوق وصعود أسعار الخام الذي يحد من من دعوات أعضاء آخرين بالمنظمة إلى خفض الإمدادات.
ويرى المراقبون ان اجتماع منظمة اوبك في 25 حزيران / يونيو من العام الجاري في فيينا قد يشهد مطالبات من بعض الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول بخفض إمدادات النفط الا ان هذه المطالب قد تجابه من الاكثرية في المنظمة .
هل سنشهد انفراج لازمة النفط
تشير تقارير اقتصادية الى ان أدت التوترات في الشرق الأوسط على أن تخمة المعروض ستنحسر إلى موجة صعود مفاجئة دفعت خام القياس العالمي مزيج برنت إلى أعلى مستوياته في 2015 عند 68.23 دولار للبرميل يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع ، صعودا من أدنى مستوياته في حوالي ست سنوات الذي سجله في يناير كانون الثاني قرب 45 دولارا.
ونقلت مصادر عن اعضاء في أوبك قولهم : “كان من المتوقع أن تنزل أسعار برنت عن 40 دولارا (للبرميل).لكن الأسعار وصلت إلى مستويات أفضل من توقعات الجميع ومن ثم ستواصل أوبك سياستها على الأرجح.”
وبحسب محللون فان هناك علامات على أن انخفاض أسعار النفط يحفز الطلب العالمي ويكبح الامدادات من مصادر اعلى تكلفة مثل النفط الصخري الأمريكي. وإذا تم اتخاذ أي إجراء لرفع الأسعار من جديد فإنه قد يوقف هذه الاتجاهات الوليدة.

اذن بدأننا نلاحظ تحسن في اسعار النفط وهو مايشير الى دخول مرحلة التعافي وسيشهد الشهد المقبل في جنيف قرارات لمنظمة اوبك قد تدعم بهذا الاتجاه الا ان المرجح هو ابقاء الدول الاعضاء في المنظمة على حجم إنتاجها، والحرص على الحفاظ على حصتها في السوق.

عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية