قمة السبع تعطّل أسواق كيبيك وسياحتها

قمة السبع تعطّل أسواق كيبيك وسياحتها

عبّر أهالي مدينة كيبيك الكندية بعد انتهاء أعمال قمة السبع أمس السبت، عن استياء وعدم رضى، بسبب كثافة الانتشار الأمني في المدينة الذي عطَّل السياحة والأعمال فيها، وحوّلها من أهم الوجهات السياحية في أميركا الشمالية إلى مكان بدا كأنه يواجه انقلاباً عسكرياً.

وتحت عنوان “حماية المشاركين بقمة السبع” الذين اجتمعوا في المدينة الواقعة على نهر سان لوان شرقي كندا، من دون التوصل إلى نتائج مرضية، نُشرت قوات الخيالة الملكية الكندية، وقوات شرطة كيبيك، وأجهزة حفظ النظام وحرس الحدود، وعشرات الحواجز ونقاط التفتيش المدعمة بالسيارات المصفحة ورجال الأمن والكلاب البوليسية.

وانعكس الانتشار الأمني سلباً على أسواق المدينة وشوارعها الرئيسة التي كانت شبه خالية إلا من رجال الأمن، ومواكب السيارات السوداء المصفحة في معظم الأوقات خلال فترة انعقاد القمة.

“العربي الجديد” استطلع آراء أصحاب المحال التجارية وزوار المدينة، الذين عبّروا عن حنقهم مما سموه بـ”المهزلة”. واعتبرت بياتريس رولان، وهي شريكة في مطعم بالمدينة القديمة، أن “هذه الإجراءات لا داعي لها، وهي نتيجة فساد في أجهزة الدولة”، وقالت “يريدون أن يصرفوا المال العام بأي شكل ليظهروا أنهم يديرون الميزانيات بشكل متوازن، علماً أن الضرائب التي يأخذونها هي أكثر من حاجتهم، لكن المسؤولين في هذه الدولة فاسدون”.

أما سام، وهو سائح هولندي، فقال إنه “محبط ومستاء للغاية لأنه معظم الأماكن التي خطط لزيارتها كانت مقفلة، ومن دون مبرر”. وأضاف “أقفلوا كل نقطة تستقطب السياح، يقولون إنهم يخافون من الأعمال الإرهابية، حسناً لماذا تنشرون كل هؤلاء المسلحين في الشوارع ومن ثم لا تثقون بأنكم قادرين على حماية الزوار، هذه مهزلة”.

واختار بعض أصحاب المحال التجارية إقفال أبوابهم، خوفاً من أحداث شعب قد ترافق المظاهرات التي تزامنت مع أعمال القمة. وعلى الرغم من أن مظاهرات، يومي الخميس والجمعة الماضيين، كانت سلمية بغالبها ولم تتخللها أعمال عنف، إلا أن تجار المجوهرات والأجهزة الإلكترونية والتحف وغيرها من المقتنيات الثمينة آثروا الاستمرار بإغلاق محالهم، بعد أن دعّموا زجاجها الخارجي بألواح خشبية تقاوم الحجارة التي تحسّبوا من أن يقذفها المتظاهرون.

إلى ذلك، ألحقت القمة خسائر مادية بأصحاب المشاريع التجارية والسياحية بمدينة كيبيك مع بداية موسم الصيف السياحي. كما أنها كلفت الميزانية الكندية العامة نحو 400 مليون دولار، بحسب هيئة الإذاعة الكندية، من مصاريف أمنية واستئجار أماكن إقامة واجتماعات للضيوف. تلك المصاريف زادت تساؤلات السكان المحليين عن جدوى صرف وخسارة نحو نصف مليار دولار في يومين على قمة لم تأتِ بجديد بالنسبة إليهم.

شار إلى أن قمة الدول الصناعية السبع عقدت على مدار يومين، في منطقة تشارلفوا بولاية كيبيك الكندية. وأعلن في البيان الختامي عن فشلها بسبب خلافات بشأن التجارة والرسوم الجمركية.

رامي سويد

العربي الجديد