قوات “النصر الذهبي” على مشارف مطار الحديدة

قوات “النصر الذهبي” على مشارف مطار الحديدة

عدن- توقعت مصادر عسكرية ان تشهد الساعات القادمة احراز انتصار عسكري مهم في معركة “النصر الذهبي” بعد وصول قوات المقاومة اليمنية المشتركة إلى مشارف مطار الحديدة الدولي.

وقالت المصادر في تصريح لـ “لعرب” ان القوات المشتركة مدعومة من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تمكنت منذ انطلاق العملية من التقدم أكثر من عشرة كيلومترات باتجاه مطار الحديدة الذي لم تعد تفصله عن القوات المشتركة أكثر من 2 كم فقط.

ووفقا للمصدر فقد تمت السيطرة على منطقتي النخيلة والدريهمي بشكل كامل في محور مطار الحديدة، فيما أحرزت قوات المقاومة انتصارات مهمة على محوري الحسينية وكيلو 16 اللذين سيتسبب تحريرهما في قطع طرق الامداد الحوثية بين مدن جنوب الحديدة ومدينة الحديدة وبين الحديدة وصنعاء.

وبدأت قوات برية ضخمة مؤلفة من فصائل المقاومة اليمنية المشتركة ومدعومة من العربي زحفها في وقت مبكر من فجر الأربعاء نحو مدينة الحديدة في سياق ما أطلق عليها عملية “النصر الذهبي”.

ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية في بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الأربعاء، أربعة من جنودها، استشهدوا أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في عملية “إعادة الأمل” ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لدعم الشرعية في اليمن.

وعن مجريات العمليات العسكرية في الساحل الغربي قال وزير المياه والبيئة في الحكومة الشرعية وأحد وجهاء محافظة الحديدة، العزي شريم، في تصريح لـ “لعرب” ان تحرير المدينة بات وشيكا للغاية بالرغم من حالة التحشيد الحوثية التي تتم من مختلف المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.

العزي شريم: المليشيات الحوثية تعيش في حالة ذعر حقيقي وباتت تستنجد بالموالين لها مذهبيا
وأشار شريم إلى ان”المليشيات تعيش في حالة ذعر حقيقي وباتت تستنجد بالموالين لها مذهبيا نظرا لعدم وجود حاضنة شعبية لها في الحديدة، إضافة إلى انهماكها فيمحاولات يائسةلإحداثاختراقات تنتهي بالفشل، نتيجة لرصد تحركاتها من قبل المقاومة”.

وعلى الصعيد السياسي تجددت التحركات الدولية الرامية لإيقاف عملية “النصر الذهبي”، حيث دعت بريطانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الأخيرة في الحديدة.

وفي بيان له قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ان بلاده على “اتصال منتظم مع التحالف بشأن الحاجة إلى ضمان أن تتم أي عملية عسكرية في الحديدة وحولها بما يتفق مع قواعد القانون الإنساني الدولي، وبضمنها حماية المدنيين وعدم إرباك تدفق المواد التجارية والمساعدات الإنسانية القادمة عبر الميناء”.

ويسعى التحالف العربي لطمأنه المجتمع الدولي إلى ان الوضع الإنساني سيشهد تحسنا بعد تحرير الحديدة وليس العكس كما تروج منظمات دولية قريبة من إيران ووسائل اعلام قطرية عملت على بث سيل من الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تخفي خلفها أهداف ومقاصد سياسية.

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أعد خطة شاملة وواسعة النطاق لزيادة سرعة تسليم المساعدات الإنسانية إلى الحديدة والمناطق المحيطة بها.

وقال قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بتويتر “تم تخزين الغذاء والإمدادات الأساسية وإعدادها للتدخل الفوري”. مضيفا “لدينا سفن وطائرات وشاحنات مزودة بالمواد الغذائية والأدوية لتلبية الاحتياجات الفورية للشعب اليمني”.

ويرى العديد من المراقبين السياسيين ان تحرير مدينة الحديدة ومينائها سيساهم في تحسين الوضع الإنساني في المدينة، وسيعمل على وصول المساعدات الاغاثية وعودة التيار الكهربائي والخدمات واستئناف صرف رواتب الموظفين وهي كلها أمور شهدت تدهورا كارثيا عقب سيطرة الميليشيات الحوثية على المدينة في العام 2015.

ويؤكد الخبراء بالشأن اليمني ان تحرير الحديدة سينعكس بشكل لافت كذلك على العملية السياسية التي شهدت حالة جمود منذ فشل مشاورات الكويت في العام 2016، ومن المتوقع ان تتسبب نتائج معركة الحديدة في دفع الحوثيين للعودة للمسار السياسي وتقديم تنازلات حقيقية على الأرض نتيجة خسارتهم لآخر شريان كان يمدهم بالسلاح القادم من إيران ويوفر لهم تمويلا لاستمرار الحرب، عوضا عن خسارتهم آخر ورقة ضغط كانوا يلوحون بها لابتزاز المجتمع الدولي من خلال التهديد باستهداف ممر الملاحة الدولي في البحر الأحمر.

وأعتبر الباحث الاماراتي ورئيس تحرير بوابة العين الإخبارية الدكتور علي النعيمي ان معركة الحديدة تمثل نقطة تحول جذرية في مسيرة الأزمة اليمنية نظرا لما يمثله ميناء الحديدة من دور ورمزية استراتيجية أولا ومن خلال استغلاله من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا لتهريب السلاح إضافة إلى كون الميناء الرئة التي يتنفس من خلالها معظم اليمنيين فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والمعاملات التجارية.

وأشار النعيمي في تصريح لـ “العرب” ان انطلاق معركة تحرير الحديدة على يد قوات المقاومة المشتركة بدعم واسناد من التحالف العربي ستمثل نقطة تحول جذرية تفتح افاق جديدة للحل السياسي وافاق جديدة كذلك للشعب اليمني وستغير من توازن القوي داخل اليمن وتفرض أجندة جديدة للحل السياسي كذلك.

معركة الحديدة تمثل نقطة تحول جذرية في مسيرة الأزمة اليمنية
علي النعيمي: معركة الحديدة تمثل نقطة تحول جذرية في مسيرة الأزمة اليمنية
واضاف النعيمي إلى ان الانهيارات الملحوظة الان في جبهة الحوثيين تعبر عن حالة الانهاك والاجهاد اللوجستي وأيضا عن الخلل السياسي الذي بدأ يتغلغل في المنظومة السياسية للحوثيين ومن معهم.

كما لفت النعيمي للدور الذي يلعبه النظام القطري والذي بات حد وصفه يمثل رأس الحربة في المعركة الإعلامية للدفاع عن الحوثيين وفي معركة الحديدة وهذا يؤكد ان موقف الدول الأربع المقاطعة للنظام القطري كان موقفا صحيحا وأخرج للعلن ماكان مخبأ تحت الطاولة وخلف الكواليس كما اظهر حقيقة هذا النظام الذي يخوض معركة حقيقية ضد مصالح الشعب اليمني من خلال مساند للحوثيين والاطماع الإيرانية في اليمن والمنطقة العربية.

وفي ذات السياق يصف الكاتب والباحث السياسي اليمني هاني مسهور عملية تحرير الحديدة بأنها متغير اساسي في عملية عاصفة الحزم فهي تحمل تغيير عسكري له تبعاته السياسية على الصعيد فقرار الاتجاه نحو الحسم العسكري يعني أن القيادة السعودية والاماراتية مصممة على عدم تدويل الازمة اليمنية وحصرها ضمن الأمن القومي العربي وعدم اتاحة الفرصة للإيرانيين للاصطياد في الأزمة اليمنية.

وأضاف مسهور في تصريحه لـ “العرب” “قرار تحرير الحديدة قرار شجاع سيقلب الطاولة السياسية بسبب التغيير في موازين القوة على الأرض ولذلك فأن المتغير القادم على مختلف”.

ويعتبر القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام وعضو اللجنة العامة عادل الشجاع معركة تحرير الحديدة بأنها الاختبار الحقيقي لحجم الحوثي وقوته التي قال انه لم يتم اختبارها بشكل حقيقي منذ بداية الحرب.

ويضيف الشجاع “هذه المعركة ستكشف مدى هشاشة الحوثي وضعفه، كما انها ستجعل الكثيرين ممن يقاتلون إلى جانبه من ابناء القبائل يتخلون عنه، وتحرير الحديدة لن تكون نتائجه الإيجابية على أبناء الحديدة فحسب بل سينعكس ذلك على كل أبناء اليمن المتطلعين للانعتاق من هذه العصابة الإرهابية.”

العرب