ترحيب عراقي بمبادرة العبادي: هل تقطع مع التحالفات الطائفية

ترحيب عراقي بمبادرة العبادي: هل تقطع مع التحالفات الطائفية

أربيل (العراق) – سارع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني الجمعة إلى دعم دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لعقد اجتماع موسع للكتل السياسية بعد عطلة عيد الفطر للاتفاق على كيفية المضي قدما نحو تشكيل حكومة والتحالفات داخل البرلمان.

وجاءت دعوة العبادي بعد الإعلان المفاجئ عن تحالف بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف “الفتح” الموالي لإيران هادي العامري.

وأكد البارزاني دعم أيه خطوة ومبادرة تسعى للخروج من الأزمة وإنقاذ المسيرة السياسية في البلاد.

وما تزال مسألة تشكيل الحكومة في انتظار اتضاح صورة التحالفات بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وذلك على الرغم من تحالف الصدر والعامري.

وقال البارزاني “إذا كانت مبادرة العبادي تصب في هذا المجرى وتؤدي إلى مباحثات جدية من أجل تأسيس تحالف واسع ومنطلق لولادة حكومة فعالة، تستطيع حل العديد من المشاكل الداخلية والخارجية والتي تواجهها العراق، فإنه مرحب بها”.

وأوضح “نتطلع بعد انتهاء عطلة العيد، إلى مباحثات مكثفة ومسؤولة في بغداد ومع جميع الأطراف المعنية، من أجل الغاية المنشودة”، مشيراً إلى أننا “نؤيد أية خطوة ومبادرة تسعى للخروج من الأزمة في العراق عامة”.

كما رحب تحالف القوى العراقية بمبادرة العبادي، معتبرا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو انطلاق المشروع الوطني الجامع.

وقال التحالف في بيان نشر يوم الخميس إنه يشدد على “ضرورة تخطي حاجز الطائفة والمكون والقومية أضحت ضرورة ملحة في تأطير برنامج حكومي ينتج حكومة عراقية قوية قادرة على البناء الاقتصادي والانفتاح على العالم”.

وأكدت الجبهة العراقية للحوار الوطني أنها تدعم مبادرة العبادي، معتبرة أنها ستقطع الطريق أمام “التخندقات الطائفية”.

وكان العبادي قد دعا إلى اجتماع موسع بعد عيد الفطر للكتل السياسية لـ”ضمان سلامة العملية السياسية والمكاسب الديمقراطية والاتفاق على آليات محددة للإسراع بتشكيل المؤسسات الدستورية بأفضل ما يمكن وبالاعتماد على قرارنا الوطني ومصالح بلدنا وشعبنا”.

وشهدت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو انخفاضا في الإقبال على التصويت واتهامات بالتزوير مما جمد محادثات تشكيل حكومة جديدة. وسمح البرلمان بإعادة فرز يدوي للأصوات في أنحاء البلاد فيما دعا بعض السياسيين لإعادة الاقتراع.

وقال العبادي في خطاب مسجل يوم الخميس “على الرغم مما شاب الانتخابات من خروقات ومخالفات فإن اتباع الطرق القانونية والاحتكام للقانون والدستور هو السبيل الوحيد لحل هذه المشاكل والمضي نحو استحقاق تشكيل مجلس نواب جديد والحكومة التي تنبثق عنه”.

وأضاف العبادي، الذي يعارض إعادة الانتخابات، أنه يثق في أن “هذه الأزمة ستمر… وسيخرج عراقنا وشعبنا قويا موحدا ومستقرا ومنتصرا مرة أخرى بعون الله تعالى”.

ومنذ إعلان تصدر ائتلاف “سائرون” التي يتزعمه مقتدى الصدر نتائج الانتخابات التشريعية تناور إيران للتأثير على المشهد من خلال إرسال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي حاول في البداية تشكيل تحالف يستبعد فيه الزعيم الشيعي، لكن سرعان ما أعلن في النجف عن تحالف بين الصدر والعامري حيث يرى خبراء أنه ناجم عن رغبة إيران في تجميع القوى الشيعية حفاظاً على مصالحها.

وقال المتحدث باسم تحالف “الفتح” أحمد الأسدي ان التحالف المفاجىء الذي أعلن تشكيله العامري والصدر في النجف، “ليس سوى خطوة نحو تحالف أوسع”.

وأضاف في تصريحات سابقة أنه تم دعوة “كل القوائم المنتخبة للمشاركة في صياغة البرنامج الحكومي”، موضحا “نحن لن نستثني أحدا” في تلميح إلى ائتلاف النصر الذي يقوده حيدر العبادي وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، إضافة إلى الحزبين الكرديين الكبيرين.

وقبل أقل من أسبوع وقع الصدر اتفاقا مع تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم، ومع ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي ذي التوجهات العلمانية والذي تضم قائمته شخصيات سنية.

مع ذلك، فان الرؤية بدت مختلفة بالنسبة للشيوعيين الذين دخلوا مع الصدر في قائمة “سائرون”. ويقول رائد فهمي زعيم الحزب الشيوعي العراقي “نحن نسعى إلى تشكيل تحالف ذي خطة مشتركة للنهوض بالإصلاحات ولدينا الكثير من القواسم المشتركة مع تحالف الفتح”.

لكنه أكد ان “تلك ليست هي الحال مع جميع مكونات التحالف، ونحن لا نسعى إلى دخول تحالف شيعي”.

وأضاف “نحن نريد أن نحكم مع من يشاطروننا أفكارنا ولا نوافق على التحالف مع نوري المالكي وغيره بعد أن خضنا حملة ضد الفساد ومن أجل تجديد الطبقة السياسية”.

العرب