تشكيل الحكومة اللبنانية في مهب الريح بعد إصرار حزب الله على فرض أجندته

تشكيل الحكومة اللبنانية في مهب الريح بعد إصرار حزب الله على فرض أجندته

بيروت – في وقت غادر فيه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بيروت لتمضية إجازة أوروبية مع عائلته، أكدت مصادر سياسية لبنانية أن لا إشارات إلى إمكان تشكيل حكومة لبنانية سريعا.

وقال سياسي لبناني اطلع على نتائج الاجتماعات التي عقدت أخيرا من أجل تشكيل الحكومة، إن تلك الاجتماعات كشفت وجود أجندة خفية لدى حزب الله يغطيها وزير الخارجية الحالي جبران باسيل الطامح إلى أن يخلف ميشال عون في موقع رئيس الجمهورية.

وأوضحت المصادر السياسية أن الاجتماعات الثلاثة، التي كشفت إلى أيّ حدّ تبدو أزمة تشكيل الحكومة عميقة، كانت بين الحريري وباسيل، الأحد الماضي، وبين رئيس الجمهورية ميشال عون وكل من سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية ووليد جنبلاط الزعيم الدرزي، الاثنين والأربعاء.

وذكرت هذه المصادر أنّ حزب الله يسعى عبر عون وباسيل إلى وضع سعد الحريري أمام أمر واقع هو ترجمة لما ورد في الخطاب الأخير للأمين العام للحزب حسن نصرالله.

وكان نصرالله أكّد في خطاب ألقاه قبل أيّام أن هناك معايير يجب أن تطبق على تشكيل الحكومة انطلاقا من التوازنات داخل مجلس النواب الجديد. وجاء كلام الأمين العام لـحزب الله ليؤكد أن ما قاله الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، عن أكثرية من أربعة وسبعين نائبا من أصل 128 تؤيد إيران لم يكن مجرد كلام.

وقالت إن موقف نصرالله يعني أنّه لا بد من ترجمة ما تعتبره إيران واقعا جديدا في مجلس النواب اللبناني إلى واقع جديد آخر على صعيد تشكيل الحكومة اللبنانية.

وجاءت مغادرة الحريري لبنان إلى أوروبا رسالة منه إلى حزب الله ورئيس الجمهورية فحواها أنّه مستعد للانتظار طويلا، بل إلى ما لا نهاية، قبل تشكيل حكومة في حال الإصرار على فرض شروط معيّنة عليه وعلى حليفيه جنبلاط وجعجع.

وقالت الأوساط السياسية نفسها في هذا المجال إن رئيس الوزراء المكلّف قادر على الانتظار قدر ما يشاء لأنّ لا أحد يستطيع نزع تكليف تشكيل الحكومة منه. إضافة إلى ذلك، فإن سعد الحريري ليس على عجلة من أمره لتشكيل حكومة جديدة، خصوصا أنهّ حاليا على رأس حكومة تتولّى تصريف الأعمال.

وذكرت الأوساط أن لا وجود لأي مادة في الدستور اللبناني تسمح لرئيس الجمهورية أو مجلس النواب بسحب التكليف من سعد الحريري الذي يصرّ على تشكيل حكومة “وفاقية” لا غلبة فيها لفريق على آخر.

وأشارت في هذا المجال إلى أن ما يمكن أن يساعده في الصمود في وجه المحاولات الهادفة إلى تشكيل حكومة تخلّ بالتوازن القائم في البلد هو الدعم القوي الذي يتلقاه من القوى الدولية الفاعلة.

وكان آخر دليل على هذا الدعم الاتصال الذي أجراه مساء الثلاثاء وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو برئيس الوزراء المكلّف مؤكدا له وقوف الولايات المتحدة مع الجهود التي يبذلها من أجل المحافظة على الاستقرار في البلد.

وقبل أسبوع زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بيروت. وكان ملفتا اقتصار المحادثات التي أجرتها على جلستين طويلتين مع الحريري في حين اكتفت بزيارتين بروتوكوليتين لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري مع تجاهل تام متعمّد لوزير الخارجية جبران باسيل.

العرب