روسيا تخشى من تطور غير سارّ في الجبهة الجنوبية السورية

روسيا تخشى من تطور غير سارّ في الجبهة الجنوبية السورية

دمشق – فعّل الجيش الإسرائيلي أحدث أنظمة الدفاع الجوي لديه الاثنين على الحدود مع سوريا حيث تتقدم القوات الحكومية على حساب المعارضة، بينما أرسلت روسيا مبعوثين لإجراء محادثات وصفتها بأنها “مهمة وعاجلة” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وهناك تخوف روسي واضح من إمكانية حدوث تطور غير سارّ على هذه الجبهة بين الجيش السوري وإسرائيل، الأمر الذي قد ينسف الجهود التي بذلتها موسكو لاستعادة نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته على المنطقة الجنوبية.

وإسرائيل في حالة تأهب قصوى مع استعادة الرئيس السوري بشار الأسد معظم أجزاء محافظتي درعا والقنيطرة من مقاتلي المعارضة بما جعل قواته قريبة من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وفي مؤشر على التوترات المتزايدة، أطلقت إسرائيل صاروخين من نظام مقلاع داود على صاروخين قال الجيش الإسرائيلي لاحقا إنهما سقطا داخل الأراضي السورية وأُطلقا في إطار المعارك التي تدور فيها.

وهذه أول مرة تعلن فيها إسرائيل عن استخدام النظام الصاروخي متوسط المدى الذي صنع بالتعاون مع شركة ريثيون الأميركية في العمليات. وأدت الواقعة إلى انطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل وعلى هضبة الجولان، مما دفع الكثير من السكان إلى الجوء إلى المخابئ.

وقال مصدر إسرائيلي تم إطلاعه على تفعيل نظام مقلاع داود إن صاروخي الاعتراض أطلقا بعد أن أشارت تقديرات أولية إلى أن الصاروخين السوريين من طراز أس.أس-21 سيسقطان على الجانب الإسرائيلي من الجولان، ولدى إدراك رادارات الاستشعار الإسرائيلية أن الصاروخين سيهبطان على الجانب السوري قام نظام مقلاع داود بإلغاء مهمة صاروخي الاعتراض ودمرا ذاتيا في الجو.

عودة مئات اللاجئين من لبنان إلى القلمون بالتنسيق مع دمشق
بيروت – غادر المئات من اللاجئين السوريين لبنان الاثنين في طريقهم إلى منطقة القلمون السورية، في إطار عملية يتولاها الأمن العام بالتنسيق مع دمشق، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وهذه الدفعة الرابعة التي تغادر لبنان منذ أبريل في ضوء تكرار مسؤولين لبنانيين مطالبتهم المجتمع الدولي بوجوب تأمين عودة اللاجئين إلى مناطق توقفت فيها الحرب في سوريا.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أنه “انطلقت منذ الثامنة صباحا (05:00 ت غ) عملية العودة الطوعية لحوالي 850 من النازحين السوريين في عرسال” بإشراف الأمن العام اللبناني. وانطلقت القافلة وسط إجراءات أمنية مشددة، وتولى مركز للأمن العام تم استحداثه قرب الحدود، التدقيق في الهويات وتسجيل أسماء المغادرين باتجاه معبر الزمراني إلى الداخل السوري. وبالاضافة إلى دفعة الاثنين، غادر منذ أبريل أكثر من 800 لاجئ من لبنان.

ويقدر لبنان راهنا وجود نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أراضيه. وحذرت منظمات دولية في وقت سابق من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أنها لا تجبر أحدا على العودة بل الأمر يتم طواعية. وأعلن مسؤول بارز في وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على التعاون لضمان عودة اللاجئين إلى سوريا. وأشار إلى اقتراح روسيا وضع خطة مشتركة حول عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي كانوا يقيمون فيها قبل اندلاع النزاع، خصوصا الذين فروا إلى الأردن ولبنان.

وفي اليوم اللاحق، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن اجتماع عقده مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف للاطلاع على الاقتراح الروسي بشأن تنظيم عودة النازحين. ونقل شعبان إلى بوغدانوف أن الحريري “يعوّل على هذه الخطوة التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة النازحين في لبنان وتضع حدا لمعاناتهم الإنسانية، وارتداداتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على البلدان المضيفة وفي مقدمتها لبنان”. ويصر الحريري وحلفاؤه على ضرورة الفصل بين ملف عودة النازحين والتطبيع مع النظام السوري.

وتضع إسرائيل جملة من الشروط للسماح للجيش السوري بالتقدم في المنطقة المحاذية لهضبة الجولان التي تحتلها، وأبرزها عدم اختراق المنطقة العازلة، وأيضا إبعاد إيران وميليشياتها.

وتتشكك إسرائيل في مدى التزام نظام الرئيس بشار الأسد بتطبيق هذين الشرطين. ويرجح مراقبون أن يكون الهدف من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف إلى إسرائيل الاثنين هو طمأنة الجانب الإسرائيلي.

ويقول محللون إنه ما كان للنظام السوري أن يشن عملية عسكرية واسعة في الجنوب ما لم يكن قد حصل على ضوء أخضر أميركي وإسرائيلي أمنته روسيا.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل اختتام زيارة إلى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين في 11 يوليو الجاري، أنه لا مشكلة بالنسبة لحكومته من استعادة الرئيس بشار الأسد سلطته في الجنوب وتعزيز استقرار نظامه، ولكن عليه بالمقابل احترام اتفاق فض الاشتباك في منطقة الجولان، وأيضا عدم السماح لميليشيات إيران من الاقتراب من المنطقة.

وقال نتنياهو قبل ساعات من اجتماعه بغيراسيموف ولافروف إنه سيبلغ المبعوثين بأن “إسرائيل تصر على احترام اتفاق الفصل بين القوات المبرم بيننا وبين سوريا مثلما تم احترامه على مدى عقود حتى اندلاع الحرب الأهلية في سوريا”.

وأكد مجددا أن “إسرائيل ستواصل التحرك ضد أي محاولة من إيران ووكلائها لترسيخ الوجود العسكري في سوريا”.

وقال التلفزيون السوري الأحد إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت موقعا عسكريا في مدينة مصياف بمحافظة حماة لكنها تسببت في خسائر مادية فحسب.

العرب