كوشنر يقود تحركا لإغلاق “أونروا” لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

كوشنر يقود تحركا لإغلاق “أونروا” لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين

فيما يمثل تبنيا للنهج الذي تتشبث به نخب اليمين الحاكم في تل أبيب، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، مساء أمس الجمعة، عن مصادر أميركية قولها إن البيت الأبيض والكونغرس يعملان حاليا من أجل المس بمكانة قضية اللاجئين الفلسطينيين، من خلال السعي لإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وذكرت المصادر أن جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب يقود شخصيا وبشكل مكثف وصامت تحركا بهدف تحقيق هذا الهدف.

وحسب المصادر، فقد حث كوشنر في رسائل بعث بها عبر البريد الإلكتروني كبار الموظفين في البيت الأبيض للتحرك من أجل وضع حد لأنشطة “أونروا”، بزعم أن بقاءها يقلص فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني.

وحسب المصادر، فقد كتب كوشنر في رسالة أخرى: “أونروا تكرس جمود الوضع القائم، وهي فاسدة وغير ذات كفاءة وبقاؤها لا يسهم في دفع الجهود الهادفة للتوصل لتسوية سياسية للصراع”.

وأشارت القناة إلى أنه جاء في إحدى الرسائل التي بعث بها كوشنر إلى زملائه في البيت الأبيض، وضمنهم المبعوث الخاص للمنطقة جيسين غرنبليت: “يتوجب ممارسة جهود كبيرة وصادقة من أجل التشويش على عمل وأنشطة أونروا”.

ونوهت المصادر إلى أن التحرك الذي يقوده كوشنر يعد جزءا من تحرك شامل تعكف عليه إدارة ترامب والكونغرس يهدف لتصفية قضية اللاجئين، مشيرة إلى أن الكونغرس يعكف في هذه الأثناء على صياغة مشروع قرار يهدف إلى إلغاء مكانة “اللاجئ” عن أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين طردتهم العصابات الصهيونية قبيل الإعلان عن إسرائيل.

وينسجم التحرك الذي يقوده كوشنر ويحظى بدعم البيت الأبيض والكونغرس مع التوجهات المعلنة مع قوى اليمين الحاكم في تل أبيب، التي دعت إلى التخلص من “أونروا” بزعم أن بقاءها يضر بمصالح إسرائيل، سيما الإبقاء على قضية اللاجئين.

وقد عكفت مراكز التفكير الإسرائيلية ذات التوجهات اليمينية منذ عقد على إعداد دراسات وتقديرات رصدت فيها العوائد الاستراتيجية التي ستحصل عليها إسرائيل في حال نجحت في تصفية أنشطة “أونروا”.

ويشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية قد توقعت أن يقدم ترامب على إصدار إعلان يؤكد فيه رفض الولايات المتحدة لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي شردوا منها، على غرار قراره الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وقد عمدت تل أبيب إلى محاولة تشويه سمعة “أونروا” من خلال الزعم بأن حركات المقاومة تستغل مرافقها ومؤسساتها المدنية في تنفيذ أنشطتها، وهو ما دحضته قوى المقاومة.

صالح النعامي

العربي الجديد