الكويت والعراق يستعدان لتطوير حقول النفط المشتركة

الكويت والعراق يستعدان لتطوير حقول النفط المشتركة

دخلت العلاقات العراقية الكويتية في مجال الطاقة مرحلة جديدة بانطلاق الاستعدادات لتطوير الحقول المشتركة التي كانت موضع خلاف في الماضي، في وقت يستعد فيه العراق لتصدير الغاز إلى الكويت قبل نهاية العام الحالي

الكويت – كشف وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي أمس أن الكويت والعراق سيعينان في وقت قريب مستشارا لدراسة تطوير حقول النفط المشتركة، في خطوة ستشكل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.

ولطالما كان الإنتاج من حقول النفط الحدودية مثارا للتوتر بين البلدين. وقبل الغزو العراقي للكويت عام 1990، اتهمت بغداد الكويت بحفر آبار عابرة للحدود وسحب النفط من الأراضي العراقية عبرها، وهو ما نفته الكويت.

وقال الوزير إن الكويت والعراق حددا أربعة مستشارين ويتم اختيار واحد منهم لدراسة مشروع الحقول المشتركة. وتوقع التوصل لاتفاق بخصوص حقول النفط المشتركة واستيراد الغاز العراقي قبل نهاية العام الحالي.

وأضاف أن الإنتاج من الحقول المشتركة يكون عادة “من خلال شركة واحدة… ويتم تقاسم التكاليف والإنتاج. هذا هو تقريبا بشكل مبسط مشروع الحقول المشتركة بين الكويت والعراق”.

وأشار إلى أنه لا يوجد إنتاج حاليا من الحقول المشتركة، متوقعا أن يتبلور المشروع بشكل نهائي خلال العام المقبل، على أن يتم تحديد حجم الإنتاج من خلال الدراسات.

وتحسنت العلاقات بين الكويت والعراق كثيرا بعد سقوط نظام صدام حسن في عام 2003. وفي فبراير الماضي، أقامت الكويت مؤتمرا لإعادة إعمار العراق تمكن من جمع تعهدات دولية بنحو 30 مليار دولار.

وفي خضم أزمة المياه والكهرباء التي يعانيها العراق، أعلن الرشيدي مطلع هذا الشهر أن بلاده سترسل للعراق 4 محطات تحلية مياه بطاقة قدرها مليون غالون يوميا.

وأشار الرشيدي، الذي يشغل أيضا منصب وزير الكهرباء والماء، إلى أن الكويت أرسلت إلى العراق 17 مولدا متنقلا للكهرباء ونحو 18 ألف طن من الديزل للتغلب على مشكلة نقص إمدادات الكهرباء في العراق.

وقال الوزير للصحافيين أمس إن دول الخليج تتفاوض حاليا مع العراق لتحقيق الربط الكهربائي بين الجانبين.

وتوقع أن يكون هناك مشروع مستقبلي للربط الكهربائي بين العراق وتركيا، وهو ما سيجعل دول مجلس التعاون الخليجي ترتبط بالشبكة الأوروبية في نهاية المطاف.

وأكد الرشيدي أن الكويت تأمل في استيراد الغاز العراقي قبل نهاية العام الحالي، في وقت تحاول فيه الكويت تنويع مصادرها بسبب تلكؤ وارداتها من قطر بعد المقاطعة العربية المفروضة على الدوحة.

ويبحث البلدان مشروع بناء خط أنابيب لنقل 50 مليون قدم مكعبة من الغاز إلى الكويت يوميا على أن ترتفع إلى 200 مليون قدم مكعبة خلال مدة العقد الممتدة لعشر سنوات.

وستأتي الصادرات من حقل الرميلة لتغذية مصنع بتروكيماويات وسداد آخر دفعة من تعويضات الحرب المستحقة على بغداد عن غزو الكويت وتبلغ 4.6 مليار دولار.

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت عن اختيار شركة تويو اليابانية للأعمال الهندسية لمساعدتها في بناء خط أنابيب الغاز إلى الكويت ومصنع البتروكيماويات المرتبط بالأنبوب داخل الأراضي العراقية.

وسجل إنتاج الغاز في العراق ارتفاعا ملحوظا حيث تم تصدير عشرات الشحنات في الأشهر الماضية مع تسارع خطط خفض حرق الغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط.

وتشير البيانات إلى أن العراق صدر في الربع الأول من العام الجاري ما يقارب 189 ألف متر مكعب من المكثفات ونحو 74 ألف طن من الغاز المسال.

العرب