قراءة متأنية لخطاب البغدادي الاخير

قراءة متأنية لخطاب البغدادي الاخير

55054a878eb7c_55056833346e6

اطلقت مؤسسة الفرقان التابعة للمركز الاعلامي لتنظيم الدولة الاسلامية في 15 ايار 2015 شريطا صوتيا منسوب الى ابي بكر البغدادي مسؤل التنظيم ،بعد عدة مواجهات عسكرية لقيادات التنظيم مع القوات الامنية والعسكرية العراقية والسورية في اماكن متعددة ، ويأتي هذا التسجيل في مسعى التنظيم للرد على وسائل الاعلام العراقي والعربي والعالمي واجهزة الاستخبارات الدولية التي اشارت الى اصابة البغدادي او مقتله .
وفي قراءة متأنية لما جاء في حديث البغدادي يمكن لنا ان نسجل الملاحظات التالية :
1.اسس لستراتيجية جديدة في العمل التنظيمي بدعوة جميع المسلمين للقتال في صفوف التنظيم وتسخير جهودهم وعملهم لخدمة دولة الخلافة.
2.دعا المسلمين الى الهجرة لارض الخلافة وهي المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل مقاتلي التنظيم في اراضي سورية والعراق.
3.أكد للمتعاطفين والمؤيدين لهم ان”دولتكم” بخير وبأحسن حال ولن يتوقف تقدمها لتوسيع رقعة وجودهم على الارض.
4.ان الجهاد في سبيل الله ودعم دولة الخلافة انما هو واجب على كل مسلم ومن لم يستطيع فعليه ان يرفع السلاح والقتال أينما كان.
5.ان الحرب التي نخوضها ليست حرب تنظيم الدولة الاسلامية فقط وانما حرب المسلمين على الكفار، ولم يكن الاسلام يوما دينا للسلام وانما دينا يدعو للقتال.
6.خاطب المقاتلين والمسلمين ان لاعزة ولا شرف ولا أمان ولا حقوق لكم الا في ظل دولة الخلافة .
7.اوضح البغدادي ان الدولة الاسلامية تسعى لمد حدودها الى السعودية ومصر وشمال افريقيا، وان حكام السعودية ما هم الا اهل “الولائم والرقص” وليس لديهم قدرة على القتال.
8.انتقد معركة عاصفة الحزم التي بدأت في 26 اذار 2015 ووصفها بانها “رفسة قبل الموت” وأنها ستؤدي الى نهاية الحكم السعودي.
9.اشار الى ان الحكام العرب الذين يحكمون بلدانهم في الشام والسعودية ومصر وشمال افريقيا هم حلفاء لليهود والصليبين وان جيوشهم وجدت لحماية اليهود.
10.ان الدولة الاسلامية تشهد امتدادا واتساعا في التأييد والمبايعة ، واكد قبوله لمبايعة عدد من الانصار في الباكستان وافغانستان وشمال افريقيا.
11.دعا الى مقاتلة الشيعة وتنغيص معيشتهم وضرب اماكنهم والنيل منهم.
واذا اردنا ان نحلل هذا الخطاب بتوجيهاته الاستراتيجية والعسكرية والسياسية بمكن لنا ان نتوصل الى الاتي:
1.ان التسجيل يعتبر الاول للبغدادي منذ عدة شهور بعد الاعلان عن اصابته او مقتله في احدى الضربات الجوية لقيادة التحالف الدولي، وهو بهذا ينفي ما اشيع عن اصابته ام مقتله.
2.اكد البغدادي على النهج القتالي في توسيع رقعة دولة الخلافة الاسلامية بدعوة المسلمين للقتال والهجرة الى ارض الخلافة،وان ليس هناك ما يمنع اي مسلم من الهجرة والانضمام والقتال في صفوفهم.
3.في اشارة هي الاولى له بأن الدين الاسلامي دين قتال وليس دين سلام، هي رسالة للاخرين بأستمرار ستراتيجية التنظيم في التمدد والزحف والعمل على توسيع دائرة تواجدهم على الارض.
4.اكتفى بالدعوة الى محاربة الشيعة، ولم يسمي ايران بالاسم او يشير لدورها ودعمها للميليشيات في العراق ووجود قادة الحرس الايراني لمقاتلة التنظيم على مساحات تواجده في العراق.
5.استثناء الدولة التركية من اهدافه في الزحف والامتداد على الارض وهي نقطة جوهرية في استراتيجية التنظيم، واشارة الى الاتراك بالعمل على عدم مواجهة التنظيم مستقبلا.
6.اشار ولاول مرة الى ممارسات نظام الاسد على الارض وقمعه لابناء الشعب السوري باستخدام الطائرات الحربية والقاء البراميل المتفجرة والقصف المستمر وتهديم المدن والدور السكنية.
7.توسيع دائرة اعداء التنظيم باعتبار السعودية ومصر وشمال افريقيا ضمن اهداف التنظيم المستقبلية.
8.انتقد عاصفة الحزم واصفا اياها بنهاية الحكم السعودي وانها مقبرة لهم ولا يستطيعون الصمود والقتال، دون الاشارة للدعم الايراني للحوثيين.
9.الاعلان عن قبوله لبيعة “انصار القدس” وأنهم جزء من الدولة الاسلامية وولاهم على منطقة سيناء ورحب ببيعة المرابطين في الجزائر بزعامة مختار بلمختار وجماعات اخرى في المغرب وباكستان.
10.ان التسجيل صوتي وليس مرئي وهو اسلوب استخدمه التنظيم لمنع معرفة تواجد قياداته على الارض من قبل اجهزة الاستخبارات الدولية. ويبقى الاهم ان الخطاب اعقبه سيطرة التنظيم على مركز مدينة الرمادي والاحياء المجاورة لها مع امتداد واضح للتنظيم باتجاه السيطرة على مدينة تدمر السورية الاثرية والغنية بحقول النفط والغاز، هذا يعني احكام التنظيم وسعيه المستمر لتوسيع حدود دولة الخلافة، والالتزام بالاستراتيجية القتالية التي جاءت بخطاب البغدادي.

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية