ترميم آثار الموصل طريق اليونسكو لترميم سمعتها

ترميم آثار الموصل طريق اليونسكو لترميم سمعتها

باريس – في شهر يونيو 2017، وفي قمة المعركة على تنظيم الدولة الإسلامية، كان أقسى ما واجهه أبناء الموصل، أن يتم تفجير المنارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير، أهم معالم المدينة التي تتطلع اليوم إلى إعادة إعمارها وترميم آثارهاـ في عملية تشارك فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بقوة، فمن خلال دورها في ترميم آثار الموصل، تسعى لترميم سمعتها أيضا.

وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي إن المنظمة تريد أن تتخذ من إعادة إعمار مدينة الموصل العراقية سبيلا لاستعادة مصداقيتها وإظهار كيف يمكن إنعاش كيان تعددي منهك مثل اليونسكو.

واشتهرت المنظمة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، بتحديد وحماية مواقع التراث العالمي من جزر غالاباغوس إلى أضرحة تمبكتو. وسقطت اليونسكو في أتون الاضطرابات قبل قرابة عام، بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، ما وجه ضربة للتعددية وأثار تساؤلات حول تمويل المنظمة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية.

ومعظم أنشطة اليونسكو مثيرة للجدل لكن المنظمة شهدت سجالات سياسية داخلية بين بعض الأعضاء البالغ عددهم 195 دولة. وبلغ السجال ذروته بانسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المنظمة، واتهمتا اليونسكو بالانحياز ضد إسرائيل وذلك قبل أيام فحسب من تعيين أزولاي في منصب المدير العام في أكتوبر 2017. وبعد ذلك بعام تقريبا، تسعى أزولاي إلى إعادة تركيز جهود اليونسكو على الأهداف الأساسية. وتمثل عملية إعادة إعمار الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية أساس هذا المسعى.

وقالت أزولاي، قبل مؤتمر في باريس بشأن الموصل، “في وقت تحيط فيه الشكوك بالتعددية أحيانا، فإن هدف وحجم هذه المبادرة يظهر تماما أهمية منظمة كاليونسكو”.

وتريد منظمة اليونسكو، من خلال شراكتها مع الحكومة العراقية، أن تصبح الجهة المنوط بها تنسيق عملية إعادة بناء بعض المعالم الرئيسية للموصل التي تحولت إلى حطام بفعل القتال بين متشددي تنظيم داعش والتحالف المدعوم من الولايات المتحدة.

وتحتاج الموصل إلى ما لا يقل عن ملياري دولار في شكل مساعدات لإعادة الإعمار وفقا لتقديرات الحكومة. وقالت أزولاي إنها ترغب في استعادة نبض المدينة وتنوعها وتاريخها مع استخدام برامج اليونسكو التعليمية في مكافحة التطرف. وتقود المنظمة جهود ترميم وإصلاح سوق الموصل والمكتبة المركزية التابعة لجامعة المدينة وكنيستين ومعبد لليزيديين.

وتثمن المنظمة المبادرات الدولية والعربية التي تصب في صالح ترميم الموصل، من ذلك إعلان نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستساهم في إعادة إعمار جامع النوري العريق في الموصل.

ويعد ترميم جامع النوري الكبير من أكبر مشروعات اليونسكو في الموصل بتمويل قدره 50 مليون دولار من الإمارات. وكانت نورة الكعبي وقّعت في أواخر مايو الماضي، مع نظيرها العراقي فرياد رواندوزي بروتوكولا للتعاون الثقافي بين الوزارتين، للبدء في مشروع إعادة بناء مسجد النوري.

وقالت الكعبي إن إعادة ترميم المسجد الذي تأسس قبل 840 عاما، عمل بغاية الأهمية لصالح الثقافة واستعادة روح مدينة الموصل والعراق والمنطقة ذاتها.

ويثير التوتر السياسي في بغداد بعد الانتخابات والاضطرابات في مدينة البصرة الجنوبية الأسبوع الماضي والتهديدات الأمنية المتمثلة في تنظيم الدولة الإسلامية أسئلة حتما بشأن حجم ما يمكن إنجازه بالفعل. وقالت أزولاي “ندرك تماما خصوصية الموصل والصعوبات على الأرض… لكن استمرار هشاشة الوضع هو تحديدا السبب الذي يوجب علينا العمل”.

العرب