سقوط الرمادي إعلان عن فشل استراتيجية الحملة الجوية للولايات المتحدة ضد مقاتلي “داعش”

سقوط الرمادي إعلان عن فشل استراتيجية الحملة الجوية للولايات المتحدة ضد مقاتلي “داعش”

c51

شكل سقوط مدينة “الرمادي”، عاصمة محافظة الأنبار التي تبعد 110 كيلومترات غرب بغداد، في يد تنظيم “الدولة الإسلامية” صدمة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الحملة الدولية التي تشارك فيها أكثر من 60 دولة ضد “داعش”، وأثبت فشل خطط الحرب ضد التنظم، وأثار تساؤلات حول جدية الحرب على التنظيم، وقدرة الجيش العراقي على مواجهة المسلحين، ولجوء رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى ميليشيا “الحشد الشعبي” الشيعي المدعوم عسكريًا من إيران لتحرير المدينة.

صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية قالت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان “مخاطر المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”، إن سقوط مدينة الرمادي العراقية ومدينة تدمر الأثرية السورية بيد تنظيم “الدولة الإسلامية” جاء بعد مرور أسابيع قليلة إثر طرد عناصر التنظيم من مدينة تكريت، وسط العراق.

الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن سقوط الرمادي يعد “نكسة تكتيكية”، وقالت “الفاينانشال تايمز” إن الأمر “أشبه بالكارثة”، وأوضحت الصحيفة أن الرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار التي تمتد على طول الحدود الغربية مع الأردن وسوريا، مشيرة إلى أنه يمكن لعناصر التنظيم الوصول إلى بغداد عبر الأنبار.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 40 مليار دولار أمريكي على تدريب الجيش العراقي بعدما فككت الجيش الذي أسسه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ورأت أنه بعد سقوط الرمادي وسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الكثير من الأراضي في سوريا؛ فإنه سيكون من الصعب إقناع القبائل السنية بأن الأمر أكثر من مجرد كلام؛ إذ إن المئات منهم تعرضوا للقتل بسبب دفاعهم عن المدينة؛ حيث قتل قرابة 500 شخص في المدينة، ونزح عنها أكثر من 40 ألفًا، وهو ثلث سكانها، خلال الأسبوع الماضي.

ولكن، هل تنجح القوات الحكومية العراقية و”ميليشيا الحشد” التي تحركت تجاه “الرمادي” لشن هجوم مضاد على مسلحي الدولة الإسلامية في تحرير المدينة؟ والسؤال الأهم: ماذا بعد تحرير المدينة ذات الأغلبية السنية؟ ومن سيتولى حمايتها من “داعش” بعد ذلك؟ هل ستتمركز ميليشيا الحشد الشيعي بها وتحدث تصرفات استفزازية، بل و”وصاية” من الميليشيات الشيعية ضد السنة، كما حدث في تكريت بعد تحريرها وهدم قبر صدام حسين؟

مسؤولون عراقيون أكدوا أن القوات الشيعية بدأت التجمع للقيام بهجوم مضاد لتحرير الرمادي، فيما بدأ مسلحو التنظيم التحرك لمواجهتهم، وأشار مسؤول عراقي أن “قوة من الحشد الشعبي قوامها 3000 مقاتل وصلت لقاعدة الحبانية الجوية”، وأضاف أنها اشتركت مع القوات العراقية الأخرى في شن عملية انطلقت في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت)، وأن القوات تمكنت من بسط سيطرتها على نحو 90% من مدينة حصيبة الشرقية (10 كيلومترات شرق الرمادي).

وطبقًا لعذال عبيد، عضو مجلس محافظة الأنبار، فإن المئات من المقاتلين الذين وصلوا إلى قاعدة الحبانية الجوية الأسبوع الماضي، بعد سيطرة تنظيم الدولة على الرمادي، يقتربون من قريتي الصديقية ومضيق القريبتين من الرمادي. فيما قال شهود عيان إن رتلًا من ميليشيات شيعية وقوات تابعة للجيش تحركت تجاه قاعدة بالقرب من الرمادي تجاه المناطق التي سيطر عليها التنظيم.

وشكل سقوط الرمادي أكبر انتكاسة للقوات العراقية خلال عام، وأثار شكوكًا حول قدرة استراتيجية الغارات الجوية للولايات المتحدة في مساعدة بغداد. ويقول خبراء عسكريون إن سقوط الرمادي ضربة قوية للقوات العراقية ولرئيس الوزراء، حيدر العبادي، وللولايات المتحدة التي شجعت سياسته في الاعتماد على القوات المسحلة النظامية والشرطة، لكنها استبعدت دور الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. فيما حذر نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلق، من أن قتال المسلحين لم يعد “أمرًا محليًا”، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك.

متابعة – التقرير