اعتقالات وحواجز في الأهواز وإيران تلوّح بردّ «في أي مكان»

اعتقالات وحواجز في الأهواز وإيران تلوّح بردّ «في أي مكان»

شنّت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات ونصبت حواجز في الأهواز، بعد الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً أول من أمس، موقعاً عشرات الإصابات بين قتيل وجريح. وتوعّد النظام بردّ «مباغت وطاحن، في أي زمان ومكان»، مجدداً اتهامه دولاً مجاورة والولايات المتحدة.

لكن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي شددت على أن بلادها «تدين كل هجوم إرهابي في أي مكان»، وسخرت من اتهامات وجّهها الرئيس الإيراني حسن روحاني للولايات المتحدة، قائلة: «شعبه يحتجّ، وكل المال الذي يذهب إلى إيران يُوجَّه للجيش. قمع (روحاني) شعبه لفترة طويلة، وعليه النظر إلى قاعدته لمعرفة من أين يأتي ذلك. يمكنه أن يلومنا، عليه أن ينظر إلى مرآة». وكرّرت أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام، في إيران أو أي مكان آخر، بل إلى حماية الأميركيين وحلفائنا».

جاء ذلك بعدما سُئلت عن تصريحات أدلى بها رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال فيها: «طفح الكيل بالنسبة إلى الشعب الإيراني. العقوبات (الأميركية) تحقق نجاحاً، العملة (الإيرانية) لا تساوي شيئاً، هذه أوضاع تؤدي إلى ثورة ناجحة». وأضاف جولياني الذي كان يتحدث بصفة شخصية خلال اجتماع نظمته «منظمة الجاليات الإيرانية – الأميركية»: «لا أعرف متى سنطيح (بالنظام في طهران). قد يحدث ذلك خلال أيام أو أشهر أو سنتين، لكنه سيحدث».

وبثّت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» تسجيلاً مصوّراً لثلاثة أشخاص يرتدون زياً عسكرياً، ويقولون إنهم في طريقهم لتنفيذ هجوم الأهواز.

وكانت شبكة «إيران انترناشونال» الفضائية بثت السبت إعلانَ تبنٍ لتنفيذ الهجوم في إقليم خوزستان، باسم «الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية». لكن هذا التنظيم الانفصالي نفى تورطه بالاعتداء، ووَرَدَ في بيان أصدره: «السلطات الإيرانية الإرهابية (تقف) وراء الهجوم على العرض العسكري، لتبرئة نفسها من الإرهاب وتمويل الإرهابيين، من دواعش وميليشيات في الإقليم والعالم، ولتتباكى أمام الرأي العالم الدولي في الوضع الحساس الراهن، بأنها ضحية الإرهاب وليست صانعاً له ومموّله».

لكن الخارجية الإيرانية أعلنت أنها استدعت سفيرَي الدنمارك وهولندا والقائم بالأعمال البريطاني، لإبلاغهم «احتجاجاً شديداً على إيواء دولهم أعضاء في المجموعة الإرهابية التي ارتكبت الهجوم الإرهابي»، في إشارة إلى الجبهة. وطلبت طهران من كوبنهاغن وأمستردام تسليمها أعضاء المجموعة، وإدراجها على لائحة الاتحاد الأوروبي للتنظيمات الإرهابية.

إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين عرب في الأهواز إن قوات الأمن، خصوصاً جهاز الاستخبارات التابع لـ «الحرس الثوري»، اعتقلت مزيداً من الناشطين في المنطقة. وقال أحدهم: «هناك حواجز كثيرة في شوارع الأهواز، وتفتّش قوات الأمن سيارات. كثيرون خائفون».

وأعلنت الحكومة الإيرانية حداداً عاماً اليوم، فيما قال روحاني: «ليس لدينا أدنى شك حول هوية مرتكبي الأمر، ولا حول مجموعتهم وانتمائهم». وأضاف قبل توجّهه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة: «عندما كان (الرئيس العراقي) صدام (حسين) حياً، كانوا مرتزقته. بعدها غيّروا ولاءهم. تريد أميركا زعزعة الأمن وإثارة اضطرابات في بلادنا، لتتمكن من العودة إليها، لكنها أوهام غير واقعية. ردّ إيران (على الهجوم) سيأتي في إطار القانون ومصالحنا القومية».

في السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي أن بلاده «ستردّ على الإرهابيين في طريقة مباغتة وقاسية لن يتوقّعوها»، فيما قال رئيس الأركان الجنرال محمد باقري إن القوات المسلحة «تحتفظ بحق ردّ طاحن على أعداء الشعب الإيراني، في أي زمان ومكان». وأعلن «الحرس الثوري» أنه على «معرفة كاملة بمراكز انتشار زعماء الإرهابيين»، مؤكداً انهم «سيواجهون انتقاماً مميتاً لا يُنسى ويتلقّون ضربة قاضية». وشدد على أن «ملاحقة الإرهابيين لا تقتصر على منطقة جغرافية معيّنة، بل ستشمل كل البقاع».

إلى ذلك، أسِف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش لـ «تحريض رسمي» تمارسه ايران ضد بلاده، لافتاً إلى انه «يتصاعد بعد هجوم الأهواز، في محاولة للتنفيس المحلي». وأضاف: «الموقف التاريخي للإمارات ضد الإرهاب والعنف واضح، واتهامات طهران بلا أساس».

يأتي ذلك فيما يستعد ترامب لترؤس جلسة لمجلس الأمن بعد غد، تناقش ملف إيران. وأعربت هايلي عن ثقتها بأن الجلسة «ستثير اهتماماً يُعتبر سابقة»، فيما دعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إلى بدء مفاوضات مع طهران تطاول برنامجها الصاروخي و «تدخلها في المنطقة لزعزعة استقرارها».

الحياة