كريستوفر ستيل.. مفجر فضائح ترامب وعلاقته بالروس

كريستوفر ستيل.. مفجر فضائح ترامب وعلاقته بالروس

لندن – بعد 18 شهرا من الاختفاء عاد كريستوفر ستيل، الجاسوس السابق في جهاز المخابرات الخارجية البريطانية المعروف باسم “أم.آي 6”، إلى الأضواء، عقب اختيار مجلة “فانيتي فير” الأميركية له ليكون على قائمتها لأكثر 100 شخصية مؤثرة سواء في الإعلام أو السياسة أو الترفيه أو المالية.

وعرف ستيل بكونه مفجر فضائح ترامب بدءا من علاقته بالروس وصولا إلى فضائحه الجنسية. وعاد بعد صمت 18 شهرا ليكيل الاتهامات للسياسات الأميركية “المشوهة والأحادية”، وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر رسالة توجه بها إلى رئيس تحرير مجلة فانيتي فير.

ونقلت شبكة سكاي الإخبارية بعضا من محتوى الرسالة التي اطلع عليها وكان من بين ما جاء فيها قول ستيل “في أجواء غريبة ومضطربة كتلك التي نعيشها، من الصعب الحديث عن حقائق بغيضة عمّن يملكون القوة، لكني أعتقد أننا جميعا نتحمل عبئا علينا القيام به”.

وعرف الإعلام اسم كريستوفر ستيل عن كتب عن فضائح جنسية لترامب في فندق بموسكو بينما قامت أجهزة الأمن السرية الروسية بتصويره دون علمه. وبعد ذلك توارى الجاسوس السابق عن الأنظار بعد أن خرجت هذه المزاعم إلى النور في مارس الماضي، حيث فجّر فضيحة سمع بها العالم بأسره وعاصفة من الجدل في واشنطن.

وعاد ستيل ليكسر حاجز الصمت الأسبوع الماضي بعد أن جدد الهجوم على دونالد ترامب، وزعم أن “الحكم في الولايات المتحدة مشوّه وأحادي”. وقال “في زمن تمتلئ فيه ممارسات الحكم بالتشوه وأحادية القرار، ومن منطلق يقيني بأن هذا هو ما يحدث في الولايات المتحدة في الوقت الراهن، فإن على وسائل الأعلام دورا محوريا للقيام به في تحميلها المسؤولية وحسابها عما تفعل”.

وملف المعلومات الذي امتلكه ستيل كان يحتوي على مزاعم بأن ترامب قد دفع أموالا لعاهرات لممارسة الجنس بطرق فاحشة أثناء زيارته إلى روسيا، الأمر الذي ينفيه ترامب بإصرار. ويضم الملف كذلك مزاعم، لا تستند إلى أدلة، بأن لدى الروس مقاطع فيديو تظهر فيها عاهرات، تم تصويرها خلال الزيارة التي قام بها ترامب إلى فندق فخم في موسكو عام 2013، أثناء عقد مسابقة ملكة جمال الكون، ويعتقد أن ذلك كان أسلوبا محتملا لابتزازه.

وفي الملف أيضا مزاعم بأن مستشارين لترامب، بينهم محاميه مايكل كوهين، ظلوا على اتصال دائم بمسؤولين روس على صلة بالمخابرات الروسية خلال فترة الانتخابات وبأنهم كانوا يتبادلون المعلومات لمدة 8 سنوات على الأقل.

ويتردّد، وفق صحيفة تلغراف، أن قادة المخابرات الأميركية الذين أطلعوا ترامب على الشكوك الخاصة بالتدخل الروسي في يناير قد ضموا في ملخصهم المكون من صفحتين أكثر المزاعم مصداقية من مجموعة المذكرات التي بحوزتهم.

وتشير تلغراف إلى أنه تم جمع هذه المعلومات قبل وبعد انتخابات الرئاسة الأميركية التي أجريت في الثامن من نوفمبر 2016 والتي فاز بها ترامب.

واحتل الجاسوس السابق المركز 38 في قائمة فانيتي فير لأكثر مئة شخصية مؤثرة، ويسبق روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي “أف.بي.آي” سابقا والذي يقود الآن التحقيق المستقل في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.

وتضمنت القائمة أيضا اسم فلاديمير بوتين الذي جاء في المركز 58.

وعمل ستيل جاسوسا في موسكو في التسعينات من القرن العشرين. وبعد أن ترك الخدمة، قام ستيل بتأسيس شركة أوربيس بيزنيس إنتلجينس، وهي شركة مقرها لندن تتولى جمع “معلومات استراتيجية محددة” لصالح شركات أو مؤسسات، كان بينها مساعدة مكتب التحقيقات الاتحادي “أف.بي.آي” في الكشف عن الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وأدى عمل ستيل إلى إبرام صفقة مجزية للبحث عن الفساد في معاملات ترامب مع روسيا، كما حصل على 168 ألف دولار من شركة “فيوجن جي.بي.إس”. وحصلت شركة “فيوجن جي.بي.إس” على 1.8 مليون دولار من خلال محامين يمثلون الديمقراطيين وحملة مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون.

العرب