طهران تواصل مطامعها في البحرين بتهديد مرشحين للانتخابات

طهران تواصل مطامعها في البحرين بتهديد مرشحين للانتخابات

المنامة – قالت السلطات البحرينية إن مرشحين لانتخاباتها المرتقبة في نوفمبر المقبل، تلقوا تهديدات عبر مواقع تواصل تدار من إيران، لثنيهم عن المشاركة في العملية الانتخابية.

وحسب بيان نقلته وكالة الأنباء البحرينية، باشرت الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي، النظر في بلاغات عدد من المرشحين (لم تحددهم أو تسمهم)، مفادها تلقيهم تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعوهم للانسحاب من الترشح وعدم المشاركة في الانتخابات المقررة في 24 نوفمبر المقبل.

وأوضحت أنه “فور تلقي هذه البلاغات تمت مباشرة عمليات البحث والتحري للكشف عن ملابسات هذه التهديدات ومن يقف وراءها”.

وكشفت التحريات أن “مصدر التهديدات حسابات للتواصل الاجتماعي تدار من إيران، وكذلك تنظيمات سياسية تعمل في الخارج بينها جمعية الوفاق المنحلة، بهدف محاولة إرباك العملية الانتخابية”.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من طهران أو جمعية الوفاق بشأن تلك الاتهامات، غير أن العلاقات بين البحرين وإيران تشهد توترا مؤخرا.

والأربعاء، فتحت البحرين باب الترشح للانتخابات البلدية والمحلية وسط دعوات بالمقاطعة من قبل جمعية الوفاق المنحلة، ترجعها لشكلية العملية الانتخابية وهو ما تنفيه المملكة.

وتجرى الانتخابات البلدية بالتزامن مع النيابية في 24 نوفمبر، على أن تكون جولة الإعادة مطلع ديسمبر المقبل، ويحق لـ365 ألفا و467 ناخبا التصويت في 40 دائرة انتخابية في 4 محافظات.

وتأتي هذه التهديدات الإلكترونية الإيرانية، وسط تصاعد الجدل في البحرين بشأن مشاركة البحرينيين في الانتخابات النيابية الجديدة، أو مقاطعتها، حيث سبق لمرشحين للانتخابات أن أكدوا أن يكون المزاج الشعبي العام إزاء المشاركة في الانتخابات متقلبا إلى حد كبير على خلفية الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعيشها المملكة.

البحرين تؤكد تلقي مرشحين للانتخابات المرتقبة في نوفمبر المقبل، تهديدات عبر مواقع تواصل تدار من إيران، لثنيهم عن المشاركة في العملية الانتخابية

وكانوا قد قالوا في تصريحات لـ”العرب” إن الشيعة في البحرين يشعرون بأهمية البرلمان لكنهم يتطلعون إلى أن يكون النواب أكثر جدية واهتماما بشؤون الناس، خاصة مع ارتفاع الأسعار والتكلفة الاقتصادية والضرائب، متوقعين تراجع نسب العزوف عن المشاركة في الانتخابات هذه المرة.

وكشفت اللجنة التنفيذية لانتخابات 2018 أن إجمالي الكتلة الناخبة بلغ 365 ألفا و467 ناخبا، بعد أن أصبحت جداول الناخبين نهائية على إثر انتهاء محكمة الاستئناف العليا المدنية من الفصل في الطعون.

وأكد مراقبون لسير عملية التسجيل للانتخابات أن إقبال الناخب البحريني على المشاركة في الانتخابات يختلف من منطقة إلى أخرى، خاصة أن الناخب الذي يعيش في مناطق بعيدة عن أجواء المعارضة السياسية، عادة ما يشارك دون جهود استثنائية لدفعه نحو ذلك، أما الناخب في مناطق المعارضة فعادة ما يكون مزاجه تابعا لمزاج القوى السياسية في الانتخابات.

وتوقعوا مشاركة شيعية واسعة في الانتخابات على اعتبار أن جمهور الشارع الشيعي يصطف في خانة جماهير البحرين التي تحمل الهواجس والمخاوف نفسها من المجلس المقبل، خاصة مع وصول عناصر تدعي الاستقلالية وهي ليست كذلك.

وكان المرشح الشيعي عن الدائرة الثالثة في محافظة المحرق محمد حسن العرادي قد قال لـ”العرب” إن المشاركة في انتخابات هذا العام ستكون واسعة، لأن المواطن رغم حالة الإحباط التي يعيشها، لا يجد مخرجا آخر سوى مجلس النواب لتمثيله وتحسين ظروف حياته المعيشية وتنظيمها، مشيرا إلى أن ذلك بدا واضحا في عدد المترشحين، الذي وصل إلى 400 مرشح بمتوسط 10 مرشحين لكل دائرة.

وتؤكد العديد من التقارير والدراسات الدولية منذ 14 فبراير 2011 أن المعارضة البحرينية انخرطت في مؤامرة إيرانية على البحرين، لتتأكد بذلك صحة مطامع طهران المتواصلة في زعزعة استقرار البلد الخليجي.

كما أشارت نفس التقارير إلى وجود تحرك مدروس وثابت التوجه، من قبل المعارضة التي كان أغلبها يمارس نشاطه من خارج البحرين، ثم استفاد من المشروع الإصلاحي والميثاق الوطني وتعديل الدستور، وعاد لينشط من الداخل ضدّ البحرين وينفّذ خطة إيرانية تاريخها ضارب في القدم.

ولمطامع إيران في البحرين جانب تاريخي، حيث قاد شاه إيران في عام 1957 البرلمان لمناقشة تدابير للاستيلاء على البحرين، كما أشار إلى إمكانية تجديد الادعاءات الإيرانية حيال المملكة الخليجية عقب الانسحاب البريطاني من شرق السويس. غير أن استفتاء شعبيا بحرينيا جرى في العام 1971 قرر تأسيس البحرين كدولة مستقلة دون معارضة من الشاه أو البرلمان الإيراني.

العرب