مبيعات النفط العراقي ترليون دولار.. ومشاكل العراقيين تتفاقم

مبيعات النفط العراقي ترليون دولار.. ومشاكل العراقيين تتفاقم

شذى خليل *
انعكست الأزمات السياسية التي يعيشها العراق سلبا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد ، وهو الأمر الذي تسبب في توقف العجلة الإنتاجية للبلد ، وارتفاع معدلات البطالة والفقر والمرض والأمية في البلاد الغني بالنفط والموارد البشرية.
فقبل أيام عدة ، أعلنت منظمة حقوق الإنسان “هيومان رايتس ووتش” عن إحصائية لوضع العراق للأعوام الأربعة عشر الماضية ، والتي وصفته بأنه يمر بأسوأ وأخطر مراحل وجوده على كوكب الأرض .
أشارت الإحصائية الى ان “التعليم الأساسي في اسوأ حالاته فــ(14658) مدرسة ، تسعة آلاف منها متضررة وثمانمئة طينية ، والحاجة الى أحد عشر ألف مدرسة جديدة ، وان الديون العراقية بلغت (124) مليار دولار لتسعٍ وعشرين دولة.
واكدت ان مبيعات النفط خلال الأعوام (2003-2016) بلغت ترليون دولار “ألف مليار دولار” لم تسهم في حل أية مشكلة من مشاكل العراقيين .

وبينت الإحصائية ، ان العراق يعاني من انتشار (39) مرض ووباء ، أبرزها (الكوليرا وشلل الأطفال والكبد الفايروسي وارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية) .
واكدت ان (13328) معملاً ومصنعاً ومؤسسة إنتاجية ، توقفت عن العمل تماما ، بالإضافة الى تراجع مساحة الأراضي المزروعة من (48) مليون دونم ، الى (12) مليون دونم فقط .

شكل (1)
وجاء في نص الإحصائية: ان هناك ثلاثة ملايين واربعمئة الف مهجر ، توزعوا على أربعٍ وستين دولة ، وأربعة ملايين ومئة الف نازح داخل العراق ، بالإضافة الى مليون وسبعمئة الف يعيشون في مخيمات مختلفة.
وأضافت الإحصائية: ان خمسة ملايين وستمئة الف يتيم (أعمارهم بين شهر – 17 عاماً) بالإضافة الى مليوني أرملة ، تتراوح أعمارهن بين (15-52) عاماً ، بالإضافة الى ستة ملايين عراقي لا يجيدون القراءة والكتابة في محافظات (البصرة وبغداد والنجف وواسط والأنبار في الصدارة) .

شكل(2)

وتابعت ، ان نسبة البطالة بلغت (31%) في محافظات (الأنبار والمثنى وديالى وبابل في الصدارة تليها بغداد وكربلاء ونينوى) وان (35%) من العراقيين تحت خط الفقر (أقل من خمسة دولارات يومياً).
واشارت الإحصائية الى ان معدل تعاطي الحشيش والمواد المخدرة ، بلغ (6%) في (بغداد التي احتلت الصدارة تليها البصرة والنجف وديالى وبابل وواسط) ، بالإضافة الى نسبة عمالة الاطفال التي بلغت (9%) دون لمن هم دون سن الـ(15) عاماً ، وبلغت نسبة استيراد المواد الغذائية (75%)‏ والمواد الأخرى (91%) .

شكل (3)

فساد سياسي ، أم حرب ضد الإرهاب ، أم انتماءات لغير العراق ، ممن هم في دفة الحكم ، تعددت الأسباب والنتيجة واحدة ، معاناة يعيشها المواطن العراقي البسيط الذي ينتمي لبلد يملك من الثروات النفطية ما يكفي لجعله من أغنى دول العالم ، ويجعل مواطنيه من بين الأكثر رفاهية بين الشعوب.

وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية