النفط فوق 80 دولاراً قبل تشديد العقوبات على إيران

النفط فوق 80 دولاراً قبل تشديد العقوبات على إيران

 

مع اقتراب فرض عقوبات أميركية على قطاع النفط الإيراني في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر)، يزداد التوتر في الأسواق خصوصاً مع «الصعوبات» التي قد تواجهها الدول المستوردة لنفط طهران في الحصول على إعفاءات أميركية، ما يجعلها عرضة للعقوبات.

وواصلت أسعار النفط ارتفاعها أمس، في وقت توقعت مصادر نفطية لـ «الحياة»، أن تنخفض الصادرات النفطية بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، تأثراً بالعقوبات الأميركية. وعلى رغم تأكيد طهران أن لديها آليات تمكنها من الالتفاف على العقوبات الأميركية على غرار بورصة النفط التي تسمح لها ببيع كميات صغرى من النفط إلى وسطاء وتجار، ليبيعوها بدورهم في الأسواق العالمية، أكدت مصادر أن العقوبات ستطاول هؤلاء الوسطاء، كما أن ضآلة الكميات المباعة لن تكون مؤثرة في السوق النفطية.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يدرس إمكانية الاستمرار في التعاون مع إيران على رغم العقوبات. إذ اعتبر مصدر فرنسي رفيع المستوى في تصريح إلى «الحياة» أن «باريس وشركاءها الأوروبيين يدرسون الطرق التي تمكنهم من الاستمرار في التبادل التجاري والنفطي»، علماً أن الشركة الفرنسية «توتال» أوقفت مشترياتها من النفط الإيراني منذ حزيران (يونيو) نظراً إلى وجود مساهم أميركي فيها.

إلى ذلك، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أول من أمس، في مقابلة مع «رويترز»، إن الدول ستواجه صعوبة أكبر في الحصول على إعفاءات من العقوبات التي تستهدف قطاع النفط الإيراني مقارنة بعهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وهوّن من المخاوف من أن ترتفع أسعار النفط، قائلاً إن السوق استوعبت بالفعل خسائر الإمدادات.

وأضاف أن الدول مطالبة بخفض مشترياتها من النفط الإيراني بأكثر من النسبة البالغة نحو 20 في المئة التي خفضت بها في الفترة بين عامي 2013 و2015 للحصول على إعفاءات، متابعاً: «أتوقع أنه لو كنا سنعطي إعفاءات فإن الأمر سيتطلب خفوضات أكبر بكثير».

وارتفعت أسعار النفط فوق 80 دولاراً للبرميل أمس قبل أسبوعين من تطبيق العقوبات الأميركية التي قد توقف إمدادات النفط الإيراني. وارتفع خام برنت إلى 80.23 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط إلى 69.43 دولار للبرميل.

في سياق منفصل، أكدت بورصة «دبي» للطاقة في بيان، أن شركة تسويق النفط العراقية «سومو» استأنفت بيع خام نفط البصرة من خلال البورصة أمس.

وأضاف البيان أن سومو باعت مليوني برميل من خام البصرة الخفيف تحميل 16 و17 تشرين الثاني (نوفمبر) بعشرين سنتاً للبرميل فوق سعر البيع الرسمي.

وأكدت مصادر تجارية أن شركة «يونيبك» الصينية فازت بالمزاد.

وأوضحت «بورصة دبي للطاقة»، أن ثاني وثالث أعلى عرض من الثماني عشرة شركة التي شاركت في المزاد، كانا بعلاوة سعرية 19 سنتاً و15 سنتاً على الترتيب. وأضافت أن المشتري يملك خيار إرسال الشحنة إلى أوروبا أو آسيا.

وكانت آخر مرة باعت «سومو» فيها خام البصرة الخفيف في بورصة دبي للطاقة في كانون الثاني (يناير) حين عرضت شحنة تسليم آذار (مارس). لكن الشركة أوقفت المبيعات لعدم وجود فائض للطرح في السوق الفورية.

في سياق منفصل، قال مسؤول حكومي أميركي إن الطلب المتزايد من دول أخرى على الغاز الطبيعي المسال الأميركي يجعل الولايات المتحدة غير قلقة من تراجع الصادرات إلى الصين في ظل النزاع التجاري بين البلدين.

وهوّن دان برويليت نائب وزير الطاقة الأميركي من انخفاض الواردات الصينية من الغاز المسال الأميركي ومنتجات الطاقة الأخرى، بعد تبادل الجانبين فرض رسوم على الواردات.

وقال للصحافيين خلال إفادة في السفارة الأميركية في طوكيو: «لست واثقاً من أنه سيكون له أي تأثير في المدى القريب على الأقل». وأضاف أن «الطلب العالمي على الغاز المسال مرتفع مع دخول الهند على الخط، في حين تبدأ أوروبا في تنويع مصادر الطاقة واستمرار النمو الاقتصادي في اليابان ودول آسيوية أخرى».