إيران تستثمر دور سلطنة عمان في تخفيف ضغوط ترامب

إيران تستثمر دور سلطنة عمان في تخفيف ضغوط ترامب

مسقط – يعتقد على نطاق واسع أن إيران ستكون أكثر المهتمين بقناة التواصل التي فتحتها سلطنة عمان مع إسرائيل، بعد زيارة رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو إلى مسقط ولقائه السلطان قابوس بن سعيد، وأن ذلك يمكن أن يفضي إلى تبريد الخلاف بين طهران وواشنطن والحيلولة دون بدء العقوبات الأميركية المشددة على قطاع النفط الإيراني في نوفمبر القادم.

ويقول محللون سياسيون إنه لا يمكن الحديث عن دور عماني من دون الإشارة إلى البعد الإيراني، مستبعدين أن تكون طهران، التي بادرت إلى انتقاد باهت لزيارة نتانياهو، على غير علم بالزيارة، أو أنها لم تسع إلى توظيفها لاختراق الموقف الأميركي المتشدد حيالها، خاصة وهي تعرف مدى قدرة إسرائيل على التأثير في السياسة الأميركية.

وانتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، زيارة نتانياهو إلى سلطنة عمان. وقال إنه لا ينبغي على الدول الإسلامية في المنطقة الرضوخ لضغوط البيت الأبيض وإفساح المجال لـ”الكيان الصهيوني” لخلق قلاقل جديدة في المنطقة.

من جانبه، اعتبر مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، أن استضافة سلطنة عُمان لنتانياهو حدث “بعيد كل البعد عن الحكمة المعهودة للسلطان قابوس بن سعيد”.

ويرى المحللون أن البيان الباهت في نقد الزيارة، دون أي اتهام أو تعريض بسلطنة عمان، يخفي رغبة إيرانية في تشجيع مسقط على الخطوة واستثمار المناسبة في محاولة لإطلاق حوار مع واشنطن شبيه بحوار 2013 الذي رعته سلطنة عمان والتقى فيه مسؤولون أميركيون بنظرائهم الإيرانيين وانتهى إلى الاتفاق النووي في 2015 قبل أن يطيح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الماضي.

وبادر النائب في البرلمان الإيراني عن تيار المحافظين، كريمي قدوسي، إلى تسريب معلومة عن اجتماع بين دبلوماسيين إيرانيين وأميركيين في سلطنة عمان بهدف التواصل مع إدارة ترامب واستمرار المفاوضات بين الجانبين.

وجاء تسريب خبر الاجتماع في تصريحات أدلى بها قدوسي لوكالة موج للأنباء المحلية، حيث أكد أن ادعاءاته تستند لأدلة قوية.

ورغم نفي وزارة الخارجية الإيرانية لأنباء اللقاء في بيان لها، إلا أن مراقبين يعتقدون أن الدوائر الرسمية الإيرانية ربما كانت وراء التسريب وأن الهدف منه اختبار رغبة واشنطن في الحوار من جهة، والخفض من تسارع الإجراءات العقابية الأميركية ضد طهران، خاصة أن العقوبات على قطاع النفط ستدخل مرحلة التنفيذ بعد أسبوع.

ويقول المراقبون إن إيران عملت خلال السنوات الأخيرة على دفع سلطنة عمان إلى البحث لها عن مخارج في أزمة النووي كما في أزمتها في اليمن، عبر محاولة تأهيل المتمردين الحوثيين دوليا وفتح قنوات التواصل بينهم وبين دول غربية، فضلا عن تحول مسقط إلى مركز لقاء بينهم وبين مختلف المبعوثين الأمميين إلى اليمن، متسائلين هل يقدر الإيرانيون عبر قناة سلطنة عمان وإسرائيل على حلحلة تشدد ترامب تجاه دورهم وتهديدهم مصالح أميركا في المنطقة سواء بشكل مباشر أو عبر وكلاء محليين في دول مثل اليمن والعراق ولبنان.

وتبدو سلطنة عمان مقتنعة بأن دورها الحيادي يساعدها على لعب دور ما في “التخلص من مشكلات لا تسمح للمنطقة بالتطور” مثلما جاء في تصريحات وزير خارجيتها يوسف بن علوي أمس، حين قال “إن الزمن الآن أصبح مناسبا للتفكير بجدية للتخلص من المشكلات التي لا تسمح لدول المنطقة بالتطور الذي تستحقه”.

لكن مسقط تقول إن دورها ليس القيام بوساطة كما أنها لا تحمل رؤية لحل الخلاف بين السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس (أبومازن) ونتانياهو.

وقال بن علوي في حوار مع التلفزيون العماني، مساء الجمعة، إنّ بلاده ليست وسيطا في الكثير من القضايا التي تتدخل فيها، إنّما تلعب دور المنسق والميسر للكثير من الحالات التي قد تساعد في إقناع الأطراف المتعارضة للوصول إلى اتفاق.

وأضاف وزير الخارجية العماني أن ما تقوم به مسقط ليس وساطة، وأن دورها تنسيقي، و”أن الوسيط الذي يلعب دورا في هذه القضية، هي الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص الرئيس ترامب”.

وفي تصريحات له بمناسبة حضوره منتدى المنامة، السبت، قال بن علوي إن السلطنة تطرح أفكارا لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب لكنها لا تلعب دور الوسيط”، وأن بلاده تعتمد على مساعي ترامب في العمل باتجاه “صفقة القرن”.

العرب