إسرائيل تختبر مساعي تحريك السلام بمخطط استيطاني ضخم في القدس

إسرائيل تختبر مساعي تحريك السلام بمخطط استيطاني ضخم في القدس

في خطوة استفزازية تمثل تحدياً واختباراً لمساعي تحريك عملية السلام وجهود إطلاق «صفقة القرن»، أُعلن في إسرائيل أمس عن اتفاق بين وزارة البناء والإسكان وبلدية مستوطنة «معاليه أدوميم»، على مخطط مشروع استيطاني ضخم في القدس، يشمل بناء نحو 20 ألف وحدة سكنية جديدة خلال السنوات المقبلة، على أن يكون التنفيذ مشروطاً بموافقة الحكومة. تزامن ذلك مع إعلان الأسير خضر عدنان التوقف عن شرب الماء في إطار إضراب عن الطعام دخل يومه الـ57 احتجاجاً على استمرار إسرائيل باعتقاله من دون محاكمة.

وأفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية أمس أن اتفاقاً تم الخميس الماضي بين وزارة البناء والإسكان وبلدية مستوطنة «معاليه أدوميم»، المقامة على أراضي شرق القدس الشرقية المحتلة عام 1967 (في الطريق إلى أريحا)، على خطة تطوير تشمل بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة، على أن يكون التنفيذ مشروطاً بموافقة الحكومة. وأضافت أن الاتفاق تم بعد سنوات تفادت خلالها الحكومة الإسرائيلية إعلان توسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة لاعتبارات سياسية دولية.

ووفقاً للصحيفة، فإن الاتفاق سيسمح بمباشرة أعمال تطوير بناء 470 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة سبق أن صادق المستوى السياسي عليها، على أن يُصادق لاحقاً على باقي الوحدات التي تصل إلى نحو 20 ألفاً.

واعتبر وزير البناء والإسكان يوآف غالنت الخطة الكبرى «خطوة مباركة»، إذ تتيح مضاعفة عدد سكان مستوطنة «معاليه أدوميم»، فضلاً عن إقامة مبانٍ عامة ومجمعات تجارية ومؤسسات تعليمية ودور عبادة، مشيراً إلى أن المستوطنة وسائر المستوطنات من الشرق إلى الغرب والشمال حتى بيت لحم، ذات أهمية استراتيجية وتاريخية وقومية بالغة لإسرائيل.

ويحول الاستيطان في هذه المناطق دون تواصل جغرافي بين القدس وضواحيها وسائر أنحاء الضفة الغربية، وبالتالي يحول دون إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، علماً أن قرية الخان الأحمر البدوية تقع في هذه المنطقة.

وتابع غالنت أن أراضي الضفة والقدس (المحتلتين) ستكون دائماً في خدمة أمن إسرائيل في مواجهة التهديدات من الشرق (الأردن والعراق)، و «بعض هذه التهديدات متوقع، وآخر غير معلوم». وشدد على «وجوب أن تحافظ إسرائيل على سيطرتها الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغور الأردن، وأن تعزز الاستيطان في هذه المناطق»، و «لأجل ذلك وقّعنا على خطة تطوير تشمل تخصيص مبلغ 750 مليون دولار لأعمال التطوير والبنى التحتية».

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بـ «أشد العبارات» المخطط الإسرائيلي الذي «يأتي في سياق عمليات تسميك الاستيطان وتسمينه في القدس الشرقية ومحيطها، عبر بناء سدود استيطانية تقطع الطريق على أي تواصل بين المدينة ومحيطها الفلسطيني». وأشارت إلى أن «تنفيذ هذا المشروع الاستعماري يُغلق الباب نهائياً أمام أي فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتيْن، ويُفشل أي جهود تُبذل لإطلاق عملية سلام حقيقية».

بموازاة ذلك، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير في بيان أمس، بأن «الأسير خضر عدنان (40 عاماً) قرر تصعيد إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال بالامتناع عن شرب الماء اعتباراً من اليوم الأحد (أمس) حتى الإفراج عنه وإنهاء اعتقاله»، مشيرة إلى أن الإضراب «المتواصل منذ 57 يوماً هو الثالث للأسير عدنان، بعد عام 2012 حين خاض إضراباً استمر لمدة 66 يوماً ضد اعتقاله الإداري، وكذلك عام 2015 حين استمر (الإضراب) 54 يوماً».

موفد فرنسي

إلى ذلك، يزور المستشار الرئاسي الفرنسي أوريليان لو شوفاليي اليوم تل أبيب، قبل أن ينتقل إلى الأراضي الفلسطينية، في إطار رغبة الرئيس إيمانويل ماكرون البقاء على اتصال مع الطرفين، من دون انتظار الإعلان عن المشروع الأميركي للسلام. ونفى مصدر فرنسي مطلع أن تكون لفرنسا مبادرة سلام محددة، إنما رغبة في الاستمرار بالاتصال مع الإسرائيليين والعرب، مع الحرص على التزامها مواقفها من المعايير التي سبق إن حددتها لسلام عادل بين الجانبين. وقال إن الجانب الفرنسي يريد استخدام اتصالاته ليرى كيف يمكن أن يساعد، ولكن من دون أن يكون له مشروع محدد. وأضاف أن لو شوفاليي سيوصل رسائل تهدئة إلى الجانب الإسرائيلي حول لبنان الذي تحرص باريس على استقراره وأمنه، قبل أن ينتقل إلى بيروت حيث سيحض المسوؤلين على الإسراع في تشكيل حكومة، كما سيوصل رسائل تهدئة لتجنب أي تصعيد بين إسرائيل و «حزب الله».

الحياة