القلق من تداعيات العقوبات يُلغي نحو نصف واردات الصين من نفط إيران

القلق من تداعيات العقوبات يُلغي نحو نصف واردات الصين من نفط إيران

كشفت بيانات حكومية وبيانات تتبع الناقلات أن واردات الخام الإيرانية إلى كبار المشترين في آسيا سجلت أدنى مستوى في 32 شهراً خلال أيلول (سبتمبر)، إذ خفضت الصين وكوريا الجنوبية واليابان مشترياتها بشدة قبيل عقوبات أميركية مرتقبة على طهران.

وأظهرت البيانات أن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية استوردت في الشهر الماضي 1.13 مليون برميل يومياً من إيران بانخفاض 40.9 في المئة على أساس سنوي. وهذا أدنى مستوى منذ كانون الثاني (يناير) 2016 حينما رفعت العقوبات السابقة التي كانت مفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.

وقال وزير النفط الإيراني في الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة لا يمكنها وقف صادرات النفط الإيرانية وحذر من أن مثل هذه القيود قد لا تؤدي سوى لاستمرار تقلبات أسعار النفط.

ولفت مصدر في قطاع النفط إلى أن واردات الهند من النفط الإيراني في أيلول زادت 27 في المئة على أساس سنوي إلى 527 ألفاً و600 برميل يومياً، بينما يخطط المشترون هناك لاستلام تسعة ملايين برميل من النفط الإيراني في تشرين الثاني، ما يؤكد التزاماً بمواصلة المشتريات.

وانخفضت واردات النفط الإيرانية لكوريا الجنوبية إلى الصفر في أيلول للمرة الأولى منذ أيلول (سبتمبر) 2012. وانخفضت واردات النفط الإيرانية إلى الصين 41.6 في المئة في أيلول على أساس سنوي إلى 458 ألف برميل يومياً وفقاً لبيانات «رفينيتف ايكون» لتدفقات النفط. وأوقفت الصين في العام الحالي إعلان بياناتها لواردات الخام.

وهذا هو أدنى مستوى من واردات النفط الإيرانية إلى الصين منذ كانون الثاني (يناير) 2017. ولم تقدم أكبر شركتين حكوميتين لتكرير النفط أي طلبات من النفط الإيراني لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) بسبب مخاوف بشأن العقوبات.

وكشفت بيانات وزارة التجارة، أمس أن اليابان خفضت وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 31 في المئة في الشهر الماضي.

وأظهرت بيانات «رفينيتف» أن آخر تحميل للنفط الخام من إيران إلى اليابان كان في منتصف أيلول.

إلى ذلك، أشار مسح لوكالة «رويترز» إلى أن إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ارتفع في تشرين الأول (أكتوبر) 390 ألف برميل يومياً على أساس شهري إلى 33.31 مليون برميل يومياً وهو المستوى الأعلى منذ كانون الأول 2016.

ولفتت الأرقام إلى أن أعضاء أوبك يخفضون امتثالهم بخفوضات الإنتاج المتفق عليها إلى 107 في المئة في تشرين الأول، في مقابل 122 في المئة بعد التعديل في أيلول (سبتمبر).

إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح قوله، إن أوبك ومنتجي النفط غير الأعضاء بها يأملون في توقيع اتفاق تعاون جديد في كانون الأول (ديسمبر) لوضع حدود للإنتاج في العام المقبل.

ومع تحرك «أوبك» والمنتجين، من المرجح أن يظل النفط فوق مستوى 75 دولاراً للبرميل، لكن المزيد من الارتفاعات قد تكون محدودة وفقاً لما يراه اقتصاديون ومحللون.
وتوقع 46 من خبراء الاقتصاد ومحللين في استطلاع لوكالة «رويترز» أن نمو الطلب سيتباطأ في العام المقبل بفعل حروب تجارية وضعف اقتصادي، ولفتوا إلى أن خام برنت سيسجل 76.88 دولار للبرميل في المتوسط خلال عام 2019. ومن المنتظر أن يسجل السعر 74.48 دولار للبرميل في المتوسط هذه السنة.

وفي الإطار، أكد مصدر في قطاع النفط على دراية ببيانات الإنتاج الروسي أن إنتاج روسيا النفطي ارتفع إلى مستوى قياسي عند 11.41 مليون برميل يومياً منذ بداية تشرين الأول من 11.36 مليون برميل يومياً في أيلول.
إلى ذلك، قال ناطق باسم المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إن بلاده أعادت فتح ثلاثة حقول نفطية صغيرة في شرق البلاد لتعزز إنتاج الخام بنحو عشرة آلاف برميل يومياً.

في سياق متصل، قال وزير النفط العراقي الجديد ثامر الغضبان إن السعر الحالي للخام «عادل» مضيفاً أن العراق سيكون مسؤولاً عن تزويد السوق بإمدادات وفيرة.

وارتفعت أسعار النفط أمس، إذ صعد خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 76.26 دولار للبرميل. وارتفع الخام الأميركي الخفيف إلى 66.43 دولار للبرميل.

الحياة