واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان العام المقبل

واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان العام المقبل

كابول- يأمل المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان في التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان بحلول أبريل 2019.

وقال المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد للصحافيين المحليين إنه يأمل في “التوصل لاتفاق سلام قبل 20 أبريل من العام المقبل”.

ويقود خليل زاد في كابول محادثات بين الولايات المتحدة وطالبان والحكومة الأفغانية. ومن المقرر أن تجري أفغانستان انتخابات رئاسية في 20 أبريل 2019.

وأضاف الدبلوماسي الأميركي المولود في أفغانستان أنه لا يزال “متفائلا بحذر” و”مفعما بالأمل” بشأن المحادثات.

ويريد المبعوث الأميركي أن ينضم ممثلون من المجتمع الأفغاني للمحادثات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما بين الحكومة المدعومة من الغرب وحركة طالبان التي أطاحت بها قوات تقودها الولايات المتحدة عام 2001.

واجتمع خليل زاد، وهو دبلوماسي أميركي مولود في أفغانستان، مع قادة طالبان في قطر الشهر الماضي في محاولة لدفع المحادثات للأمام لكن طالبان دائما ما كانت ترفض المحادثات المباشرة مع الحكومة المنتخبة بقيادة أشرف غني.

كما سعى لطمأنة الحكومة المدعومة من واشنطن في كابول بأنها لن تستبعد من عملية السلام مع طالبان بعد أن شكت الحكومة من تعرضها للتهميش في المحادثات.

وقال الأحد، إن النتيجة النهائية للمحادثات ستكون “السلام وأفغانستان ناجحة لا تشكل أي خطر على نفسها أو على المجتمع الدولي”.

ولخّصت الخارجية الأميركية، في بيان سابق، مهمة خليل زاد، بتنسيق وتوجيه الجهود الأميركية التي تهدف إلى ضمان جلوس طالبان على طاولة المفاوضات.

وقال مساعد مقرب من غني، الجمعة، “شعر غني وكثير من الساسة الأفغان أن الولايات المتحدة تستبعدهم من محادثات السلام”.

وأضاف “أزال خليل زاد الخلافات بالاجتماع مع كبار السياسيين الأفغان وأعضاء من المجتمع المدني وشخصيات نسائية للتأكيد على أن الولايات المتحدة لن تعزل الأفغان خلال الجولة المقبلة من محادثات السلام”.

وتطالب طالبان بجملة من الشروط الأولية للجلوس على طاولة الحوار، أبرزها، وضع الحكومة الأفغانية جدولًا زمنيًا مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب الوحدات الأجنبية من البلاد، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وإلغاء العقوبات التي تطال الحركة منذ عام 1997.

وبعد أقل من أسبوعين على ذلك تم الإفراج عن قيادي كبير في طالبان من سجن في باكستان اعتقل فيه لأكثر من ثماني سنوات، فيما قال قيادي كبير في طالبان إن الحركة طالبت بالإفراج عن عبدالغني بردار وآخرين في الاجتماع مع خليل زاد.

وفي خطوة وصفها مراقبون بالإيجابية، دخلت حركة طالبان في مفاوضات سلام مباشرة مع الولايات المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن كانت رفضت في وقت سابق أي دعوات للحوار، ما يمثّل، حسب محللين، اختراقا هاما لمواقف الحركة المتشددة.

وتحت رعاية روسية، احتضنت العاصمة موسكو الجمعة 8 نوفمبر، الاجتماع المباشر الأول الرفيع المستوى بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان.

ومن الممكن تفسير مشاركة ممثلي كل من الولايات المتحدة، والهند، وإيران، والصين، وباكستان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، في الاجتماع، على أنه محاولة لشرعنة مرحلة المفاوضات.

ويطلق خليل زاد المرحلة الثانية من مفاوضات السلام، من خلال جولته التي شملت كل من أفغانستان، وباكستان، والإمارات، وقطر في الفترة ما بين (8-20) من الشهر الجاري.

ويحاول المبعوث الأميركي تشكيل فريق تفاوض يضم شخصيات أفغانية مؤثرة لطمأنة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول بأنها لن تستبعد من عملية السلام.

وفي الوقت الذي تبذل فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحكومة الرئيس أشرف غني الجهود للتوصل لتسوية مع طالبان واصلت الحركة هجماتها في مختلف أرجاء البلاد على قوات الحكومة وكبدتها خسائر بالمئات في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة الأميركية جوزيف دانفورد السبت “استخدمنا تعبير ‘الطريق المسدود’ قبل عام والأمر لم يتغير كثيرا نسبيا، لكن نعتقد أن طالبان تعلم أنها ستقدم في مرحلة معينة تنازلات”.

العرب