حلاوة المولد في مصر.. حصان للولد وعروسة للبنت

حلاوة المولد في مصر.. حصان للولد وعروسة للبنت

ارتبطت احتفالات المصريين الشعبية بالموالد بالأطعمة والحلوى التي تتفاوت في نوعها وحجمها بحسب صاحب المناسبة من “الأولياء” أصحاب الأضرحة المنتشرة في ربوع البلاد، والتي ينذر كثير من العوام أطعمة وحتى ماشية لأصحابها حتى يتحقق رجاؤهم.

أما الاحتفالات بالمولد النبوي فلها طابع خاص يتخطى الجهوية أو المناطقية، وتتميز بـ”حلوى المولد” التي تصنع في تلك المناسبة التي ينتظرها الصغار قبل الكبار، خصوصا حيث تنتظر الفتيات “عروسة المولد” وينتظر الفتيان “حصان المولد” المصنوعين من الحلوى.

ويُرجع البعض تقليد “عروسة المولد” إلى أسطورة “عروس النيل” المرتبطة بالفراعنة الذين كانوا يعتبرون نهر النيل إلها للخير والنماء والخصب، يتقربون إليه بإلقاء جارية بكر كل عام مرتدية أجمل الثياب ومزينة بأثمن الحلي، يلقونها في مياهه لضمان تدفقه.

لكن مؤرخين آخرين يذهبون إلى القول إن “عروسة المولد” ظهرت في زمن الفاطميين، وتحديدا في عهد الحاكم بأمر الله، قائلين إنه خرج راكبا حصانه في احتفالات المولد النبوي مع إحدى زوجاته مرتدية رداء أبيض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فألهم المشهد صناع الحلوى، فرسموا حصانه وصنعوا مجسما للحصان والفارس من الحلوى.

ويقول نفر من المؤرخين إن موسم الزواج كان متزامنا مع احتفالات المولد النبوي بأمر من الحاكم بأمر الله “الذي منع الزواج إلا في المولد النبوي الشريف، فصُنعت العرائس احتفالا بقرب موسم الزواج في هذا الوقت، وكانت أول هدية يهديها الرجل لعروسه هي عروسة المولد”.

ويذكر هؤلاء المؤرخون أن عرائس الحلوى كانت تقدم هدية للجنود المنتصرين العائدين من الحرب، وكانت توزع عليهم بمجرد وصولهم إلى القاهرة، فكانت العرائس رمزا لكل حادث سعيد.

أما حصان المولد فيعد رمزا للفروسية وروح القتال، وقد تطور شكله، وكان يصنع على شكل فارس يركب الحصان شاهرا علما، وكان العلم يختلف باختلاف الدولة الإسلامية وعصرها .

طريقة الصنع
العروسة والحصان عبارة عن حلاوة مكونة من السكر الممزوج بمقدار من الماء، يوضع في إناء نحاسي كبير على الموقد ويضاف إليه قطعة من الخميرة وملح الليمون أو عرق الحلاوة، ويخلط جيدا حتى يصبح لونه أبيض، وتستخدم يد خشبية لتقليب السكر.

أما الألوان فكانت من عصير النباتات مثل التوت لإعطاء لون وردي وأحمر، والتين والكركم والرمان للأصفر والبنفسجي، وورق البصل المغلي للون البني والعرق سوس للون الأسود، وتزخرف بإضافات من الزهور.

لكن الخامات وأدوات التلوين تغيرت خصوصا في الآونة الأخيرة، وأصبح الصناع يعتمدون السكر مادة أساسية للصناعة، والأصباغ للتلوين ومواد ورقية ملونة للتزيين، بسبب ارتفاع أسعار الخامات التي تقفز بسعر العروسة والحصان أضعافا عاما بعد عام، حتى أن البعض لجأ إلى العروسة والحصان من البلاستيك لإطالة زمن المشاهدة مع غياب الأكل.

العرب