الاستـراتيجية التركية في الشــرق الاوسط في عهد رجب الطيب اردوغان

الاستـراتيجية التركية في الشــرق الاوسط في عهد رجب الطيب اردوغان

مقدمة :

طالما ارتبطت منطقة الشرق الأوسط بمصالح الدول الكبرى وذلك لما لها من أهمیة إستراتیجیة بفضل موقعها ، فتركیا التي تمثل دولة شرق أوسطیة فاصلة بین أوروبا والشرق الأوسط تعمل على استغلال موقعها لخدمة مصالحها في المنطقة،و لعبــت تركيــا دورا حاســما فــي التــاريخ علــى الصــعيد الإقليمــي والعــالمي، إذ شــكلت تقاطعــالمختلف الحضارات البشرية العريقة في قلب العـالم القـديم فكانـت اسـطنبول عاصـمة لثلاثـة مـن اكبـرالإمبراطوريات وأقواها على مر العصور من الرومانية إلـى البيزنطيـة وانتهـاء بالإمبراطوريـة العثمانيـةالتي ضـعفت وانهـارت وأنهيـت فيهـا الخلافـة الاسـلامية وأعلـن علـى أنقاضـها جمهوريـة تركيـا الحديثـه .1923

ومنذ انتهاء الحرب الباردة التي بدأت بانهيار المعسكر الشرقي ،تحاول تركيا البحث عن دور إقليمي فاعل في المنطقة وخصوصا بعد وصول حزب العدالـة والتنميـةللحكم واستلامه السلطة في عام  2002.
الاشكاليــة :

تعد القوة الاقلیمیة التركية من بین القوى الاقلیمیة المتنافسة في المنطقة الشرق الاوسط  ولتحقيق مكانتها الاقليمية تسعي لعبت دور مؤثر في الملفات الراهنة و من هنا یمكننا طرح الإشكال التالي :

– ما طـــبيعة الاستـــــراتيجية التـــــركية تجاه الشـــرق الاوسط في عهد أردوغان؟

-او الى اي مدى يمكن للاستراتيجية التركية تحقيق مكانة اقليمة بارز في عهد اردغان؟

اولا : الامكانيات التـــركية للعب دور اقليمي بارز

      1/ الاهمية الجيوستراتيجية لتركيا

لعب الموقع الجغرافي الجوستراتيجي لتركيا  دورا مهما في تبلور سياستها الخارجية عبر عدة قرون وبتغير الأوضاع الدولية، يتمتع موقعها ببعض المميزات التي لعبت ولا تزال تلعب دورا كبيرا في العلاقات الدولية كمضايق البوسفور والدردنيل التي تربط مياه البحر الأسود بمياه البحر المتوسط عبر بحر مرمره،فهي تقع في منطقة الأناضول بالقارة الآسیویة ویقع جزء من أراضیها في منطقة البلقان الأوروبیة، ما اعطاها اهمية استراتيجية بالغة حيث تمثل ملتقى طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية في المنطقة و تتحكم في طرق نقل الطاقة سواء الى منطقة الشرق الاوسط او الى قارة اوروبا والولايات المتحدة حيث تحتل المرتبة السابعة والثلاثين من حيث المساحة على مستوى العالم، حيث تقدر بحوالي 783.562 كيلومتراً مربعاً[1].

حيثتشترك تركيا في حدودها السياسية مع مجموعة من الدول والمناطق،اذيحدها من الشمال البحر الأسود وجورجيا، ومن الشرق أرمينيا وأذربيجان وإيران،ومن الجنوب العراقوسوريا والبحر الأبيض المتوسط، أمّا من الغرب فيحدها بحر إيجة، واليونان، وبلغاريا،ويقع جزءٌ منهافي قارّة آسيا ويطلق عليه اسم الأناضول،وجزء صغير في قارة أوروبا ويطلق عليه اسم البلقان[2].

وتقدر المساحة المائية فيها حوالي 9.82 كلم2،وتتميز بتنوع مناخها لاختلاف خطوطالطول والعرض.وتعتبر تركيا شبه جزيرة لأن المياه تحدها من جميعالجهات.حیث تشكل أراضي الأناضول %97من مساحة البلاد فیما یشكل الجزء الأوروبي %3من مساحة البلاد تطل تركیا على عدةمسطحات مائیة هي البحر الأسود والبحر الأبیض المتوسط وبحر مرمرة وبحر إیجه، تمتلكتركیا حدود بریة طویلة تبلغ حوالي 9,848كلم تجاورها مع ثمانیة دول حیث یبلغ طولحدودها مع جورجیا 252كلم، وتشترك مع أرمینیا بحدود طولها 268كلم ویبلغ طولحدودها مع إیران حوالي 449كلم بینما یبلغ طول حدودها مع أذربیجان9كلم ویبلغ طولحدودها مع العراق 352كلم، وحدودها مع بلغاریا تمتد إلى 240كلم ومعالیونان352كلم،[3]

وتمثل الحدود التركیة مع سوریا أكبر حدود بریة إذ یبلغ طولها حوالي 822كلم كما أن هذا الموقع جعل الاهتمام الاستراتیجي التركي یتوجه نحو ثلاث دوائرإقلیمیة تتمثل في المنطقة الأوروبیة ومنطقة آسیا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط.[4]

2/ العامل الاقتصاديالتركي

تعتمد تركيا في اقتصادها على تطبيق الاقتصاد المختلط، الذي يجمع بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة، مما ساهم في دعم التنمية الاقتصادية، وأدى إلى تحوُل الاقتصاد من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد معتمِد على الصناعة، والخدمات التي تعد أكثر القطاعات تطورا إذ عمل في قطاع الخدمات ما يُقارب نصف عدد القوى العاملة في القرن الحادي والعشرين، بينما عمل في كل من قطاعي الصناعة والزراعة ربع نسبة العمالة وقد ساهم التطور السياسي في تركيا إلى زيادة التعاون مع الدُول الأجنبية، ولكن في عام 1970م عانى الاقتصاد التركي من ارتفاع نسب البطالة والتضخم، مع عجز في التجارة الخارجية.ظهرت عدة  تغيرات في السياسة الاقتصادية التركية في عام 1980إذ ازداد التشجيع على الاستثمار الأجنبي وإقامة المشروعات، ولكن استمر التأثير السلبي للتضخم في عام 1990م، وظلت حصة الأفراد من الناتج المحلي أقل من أغلب دول أوروبا والشرق الأوسط.[5]

ثم بدأ تطبيق برنامج الرصدالاقتصادي في عام 1997م لمدة 18 شهراً بمشاركة صندوق النقد الدولي، ونجح ذلك في تقليل معدل التضخم، إلا أنّه مع حلول الأزمة المالية في عام 2000م أرغمت تركيا على المشاركة في البرنامج الإصلاحي التابع لصندوق النقد الدولي،فشهِدالاقتصاد التركي نموامستمرا وقويا، ولكنه تأثر بحالة من الرُكود في عام 2009م عندما تأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية. تمتلك تركيا مجموعة من الموارد الطبيعية المتنوعة، ومن أهمها: الفحم والنفط إذ يوجد إنتاج نفطي على نطاق ضيق في حقول النفط الواقعة ضمن المنطقة الجنوبية الشرقية لتركيا، وتستغَل الموارد المائية فيها أيضا لإنتاج الكهرباء.ومن أهم الخامات المعدنية[6]

سعي تركیا وراء الحصول على العضویة الكاملة في الاتحاد الأوروبي والمعیقات الكبیرة التي
تواجه اندماجها ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي دفعها للاحتفاظ بالورقة الأوروبیة والالتفات
إلى مجالها الإقلیمي المتمثل في الشرق الأوسط  خاصة بعد وصول حزب العدالة والتنمیةللسلطة برئاسة أردوغان سنة 2002وما أعقبه من نمو اقتصادي كبیر لتركیاأخرجها من وضع اقتصادي متدني بسبب التضخم الذي عانت منه لسنوات، واستطاعتتركیا أن تعزز مكانتها ضمن الدول النامیة بعد ارتفاع أدائها الاقتصادي، فقد اتخذت حكومةالعدالة والتنمیة تدابیر طویلة الأمد لمعالجة ارتفاع التضخم، كما نجح حزب العدالة والتنمیةفي خفض نسبة الدین الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي السنوي لضمان قدرة البلاد علىسد دیونها الخارجیة وعملت الحكومة على تحسین الخدمات الاجتماعیةمن خلالتخصیصها میزانیة سنویة مرتفعة لوزارة الأسرة والسیاسات الاجتماعیة، ما أسهم في تحسینالوضع الاجتماعي للمواطن التركي وارتفاع دخل الفرد، لتصبح تركیا دولة ذات دخل مرتفعحسب معاییر البنك الدولي.
وتعد تركیا من بین أبرز مصدرین المنتجات الزراعیة في العالم ومن بین أكبر الدولالمصنعة للسیارات والنسیج والسفن والالكترونیات ما یجعل منها سوق نشطة ومتطورة تجعلتركیا واحدة من أكبر الدول الصناعیة الجدیدة.[7]
كما نجح حزب العدالة والتنمیة في إبعاد المؤسسة العسكریة عن السلطة وا بعادها عن العمل
السیاسي وعودتها للثكنات وذلك من خلال قیام حكومة أردوغان بإصدار حزم قانونیة جدیدة
لإعادة هیكلة المؤسسات بما فیها المؤسسة العسكریة وعلاقتها بالمدنیین والتي استهدفتتقلیص الوضعیة الدستوریة للجیش، وفي سنة 2004صدر تعدیل دستوري ألغى عضویةالجنرالالعسكري في المجلس الأعلى للتعلیم، ثم ألغى عضویة الجنرال العسكري داخلالإذاعة والتلفزیون لتصبح المؤسسة التعلیمیة والإذاعة مؤسستیـن مدنیتیـن لیس لدیهم أيارتباط عسكري، كما أصدرت الحكومة التركیة قرار یمنع المؤسسة العسكریة من الإدلاء بأيتصریح یتعلق بالشأن السیاسي تحت الوصایة العسكریة، كما أقرت الحكومة  الغاء بعض المحاكمة العسكرية عدیلات التي سمحت برفع دعاوي قضائیة ضد الجنرالات وللمدنیین[8].

         ثانيا: السياسية الخارجية التركية تجاه الشرق الاوسط :

شهدت السياسة الخارجية التركية تحولا كبيرا بعد نهاية الحرب الباردة ،وذلك بانتقال تركيا من صفة الحارس الشرقي للحدود الغربية لأوروبا و الحصن المتين ضد المد الشيوعي في منطقة الشرق الأوسط،إلى صفة الشريك الاستراتيجي للغرب،من خلال إصرارها على مواصلة مسعاها لتحقيق هدفها التاريخيمنذ تأسيس الجمهورية التركية الحالية 1923 وهو اكتساب العضوية في الاتحاد الأوروبي،وتوطيد العلاقات مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و ابتعادها عن الدول العربية والإسلامية،من خلال سياسة خارجية ذات البعد الواحد انذاك.إلا أن التغيرات التي عرفها العالم بعد أحداث 11سبتمبر /أيلول2001،والتحولات الكبرى التي عرفتها تركيا على المستوى الداخلي ،جعلها تعيد حساباتها في سياستها الخارجية و تحديد موقعها من النظامالدولي  الحالي ،جعلها تعيد النظر في أهدافها واستراتيجياتها،وتتبنى سياسة خارجية مختلفة تماما عن السياسة السابقة.[9]

وبهـدف تفعيـل دورهـا الإقليمـي فـي منطقـة الشـرق الأوسـط، فقـد وجـدت السياسـة التركيـةبانــه يجــب عليهــا تكييــف سياســتها الخارجيــة بشــكل يــتلائم مــع الواقــع الــدولي والإقليمــي فــي ظــل المتغيــرات الدوليــة والإقليميــة والتــي انعكســت علــى منطقــة الشــرق الأوســط لاســيما التطــورات التــيجـــاءت تـــداعياتها بعـــد احـــداث 11ايلـــول 2001حـــرب احـــتلال العـــراق 2003 وتطـــورات التســـوية السياسية للصـراع العربـي الإسـرائيلي وثـورات الربيـع العربـي اضـافة الـى بـروز ايـران كقـوة اقليميـة لهـا نفوذهـــا بمنطقـــة الخلـــيج العربـــي، وبالتـــالي فـــان هـــذه المتغيـــرات فرضـــت علـــى تركيـــا أعـــادة تشـــكيلسياستها تجاه هذه المتغيرات الإقليمية.[10]

 وقد كان لوصول حزب العدالة والتنمیة الإسلامي إلى السلطة أثر كبیر على توجهاتالسیاسة الخارجیة التركیة، حیث تبنت تركیا سیاسة خارجیة متغیرة حسب الظروف الدولیةالمتحركة كما طورت تركیا أسلوبها الدبلوماسي لتشكل بلدا مركزیا في إدارة الأزمات التيیعمل على حلها بالشكل السلمي، كما أن تركیا انتقلت من السیاسة الجامدة والحیاد إلىالحركة والتفاعل الدائم مع المتغیرات الدولیة وتفعیل تواصلها مع جمیع البلدان المهمةبالنسبة لها[11].

ثالثا:الدورالتركي في حل الازمات الربيع العربي

شهدت  تزايد ظهور الدور التركي والاهتمام به في غالبية القضايا المحورية في الشرق الأوسط ولاسيما بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في 2002 وإعلانه تدشين سياسة تركية جديدة تجاه المنطقة قوامها تأكيد حضور تركيا ومكانتها كقوة مركزية للاستقرار وطرف فاعل في معالجة مختلف القضايا والصراعات في المنطقة. إلا أن هذه السياسة ما لبثت أن واجهت تحديات جمة في إثر اندلاع أولى شرارات الربيع العربي التي ما لبثت أن استشرت في المنطقة العربية، الأمر الذي أخل بالتوازنات القائمة، ومازالت فصول الربيع العربي تتوالى وتتسارع مهددة السياسات والتوازنات الإقليمية برمتها والتي من أبرزها الدور التركي[12]

الانفتاح التركي على الدول العربیة وبناء علاقات وطیدة معها مثل أحد ركائز تفعیل الدورالتركي في الشرق الأوسط لكن الحراك الشعبي الكبیر الذي شهدته العدید من الدول العربیةوالذي سمي بالربیع العربي أربك الحكومة التركیة وجعل موقفها من الحراك العربي متباین،فتركیا تعاملت مع كل طرف حسب خصوصیته، ففي الحالة التونسیة والمصریة التي أسفرتعن سقوط مبكر لكلا النظامین، قامت تركیا بمساندة الشعب التونسي والمصري ودعمتحریة الشعوب وتوجهها نحو التحول الدیمقراطي، وبعد سقوط نظام معمر القذافي في لیبیااستمر النظام التركي بدعم الشعب اللیبي فتركیا رأت بأن ما یجري في العالم العربي مسارطبیعي وأن على الحكام العرب أن لا یقفوا في وجه هذا المسار ثورات الربیع العربي أفضتلقیام تركیا بتبني مبادئ في سیاستها الخارجیة تقضي باحترام إرادة الشعوب ورغبتهم فيالحریة والحفاظ على المسار السلمي لهذا الحراك الشعبي بالإضافة إلى رفض التدخلالعسكري الأجنبي في هذه الدول وتقدیم الدعمالإنساني لها، بالإضافة إلى الحفاظ علىالمصالح الاقتصادیة التركیة في هذه الدول والحفاظ على سلامة الجالیة التركیة فیها، كماركزت تركیا على الاستناد إلى الشرعیة الدولیة وتحركها في إطار القوانین الدولیة وقراراتالأمم المتحدة.[13]

إلا أن المسار الذي اتخذته الأزمة السوریة ووصولها إلى حرب أهلیة فتحت الباب أمامتدخلات دولیة تمثلت في التدخل الروسي الداعم لبشار الأسد وتدخل الومالأمریكیة بالإضافة إلى التدخل الإیراني وكون تركیا دولة متاخمة لسوریا، یؤهلها للعب دوركبیر في الأزمة السوریة یتماشى ومصالحها في المنطقة الأمر الذي جعلها تتناقض معتوجهات سیاستها الخارجیة اتجاه دولالربیع العربي بما فیها عدم التدخل العسكري التركيفي هذه الدول، حیث تدخلت تركیا عسكریا في سوریا بحجة محاربة تنظیم الدولة الإسلامیة” داعش”من خلال قیام تركیا بإرسال عشردبابات إلى سوریا عن طریق مدینة جرابلسالسوریة الحدودیة مع تركیا.[14]

ثورات الربیع العربي ورغم تعطیلها للعدید من المصالح التركیة في منطقة الشرق الأوسط إلا أنها فتحت لتركیا بدائل جدیدة فعدم الاستقرار السیاسي في منطقة الشرق الأوسط كان لهأثار على الاقتصاد التركي فقد ألغي اتفاق التجارة الحرة مع كل من تونس ولیبیا،كما تسببتالأزمةالسوریة بتجمید اتفاق أقامت منطقة مشتركة بین لبنان وسوریا والأردن وتركیا كماساهمت هذه الأحداث في تراجع إجمالي صادرات تركیا إلى الدول العربیة.[15]

 محددات الموقف التركي من ثورات الربيع العربي

 اتسم موقف تركيا بالمرحلية وبحسب طبيعة توجهات تركيا الجديدة في ارساء الديمقراطية ودعم الشعوب وقسمت الدراسة الموقف التركي من الثورات العربية لأربع  مراحل مختلفة هي:

أولًا: مرحلة التحرك الحذر أحادي الجانب.

ثانيًا: مرحلة المشاركة المترددة.

ثالثًا: السياسة الاستباقية الأحادية.

رابعًا: مرحلة العودة لانتهاج مزيد من الحذر.

وباستقراء طبيعة المقاربة التركية إزاء ثورات الربيع العربي تكشف أنها تأسست على فرضيتين أساسيتين مرتبطتين ببعضهما البعض. أولها أن تطورات الشرق الأوسط تشير إلى أنه لا مفر من التغيير بما يدفع إلى التكيف مع هذا التغيير وليس مقاومته.

وثانيهما أن التكيف التركي مع هذه الأحداث بالصورة الملائمة من شأنه أن يعظم مصالح تركيا في المنطقة على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني[16].

الموقف التركي من الأزمة السوریة:

تعد العلاقات السورية التركية من اقدم العلاقات و اكثرها توتر حيث تتجاوز تركيا و سوريا ضمن حدود يبلغ طولها 822 كلم مرت هذه العلاقات بالعديد من المشاكل كان ابرزها مشكل السيطرة على لواء منذ 1920، حيث كان هذا الاخير تابع لولاية حلب ضمن سوريا العثمانية والذي قامت فرنسا في سنة 1938 بمنحه الحكم الذاتي وبعد انسحاب فرنسا قامت قوات تركية بالدخول اليه و ضمه الى تركيا و اعلنت في سنة 1939  بانه جزء من الجمهورية التركية و هو ما رسم اول معالم التوتر في العلاقات السورية التركية ما ادى الى استمرار التوتر بين الجانبين حوله هذا التوتر وصل الى ذروته مع حلول العام 1998 بعد ازمة كادت ان تؤدي الى تفجير صراع عسكري بين الدولتين الا ان الدولتين توصلتا  الى تسوية سياسية تقتضى تخلى سوريا عن دعمها لحزب العمال الكردستاني بالمقابل تاجيل موضوع اللواء لوقت لاحق وهو ما وافق عليه كلا الطرفين اللذان كانا يتطلعان الى تفعيل التعاون الاقتصادي و السياسي بينهما [17].        رغم وجود العديد من التوتر في العلاقات التركية السورية الا ان هذه العلاقات شهدت استقرار و تعاون كبير بين الدولتين قبل اندلاع الازمة السورية سنة 2011،فمع وصول بشار الاسد كخليفة لوالده حافظ الاسد قامت تركيا بتوطيد العلاقات مع سوريا وطي ملف الخلافات العديدة وهو ما عزز تطوير العلاقات ببين الدولتين وصل هذا التعاون الى حد قيام الدولتين برفع تاشيرات السفر الخاصة بمواطني كلا الدولتين .الانفتاح في العلاقات التركية السورية لم يستمر طويلا وعاد الى التوتر بعد اندلاع الازمة السورية بسبب اختلاف توجهات كلا الدولتين حيث يتوجه بشار الاسد نحو المحور الشيعي الايراني بينما تقود تركيا المحور السني في منطقة الشرق الاوسط وهو ما ابرز الموقف التركي المعادي لنظام بشار الاسد ، فمع انطلاق الازمة السورية توجه الرئيس التركي الى سوريا للتوصل الى تسوية مع النظام السوري معربا عن استياء بلاده من قيام نظام بشار الاسد بالتدخل العسكري ضد شعبة خاصة بعد دخول دبابات النظام السوري الى حلب.[18]

ومع استمرار النظام السوري في التدخلات العسكرية اعلن النظام التركي معاداته لنظام بشار الاسد بازاحته عن السلطة ،وهذا الموقف عبرت عنه تركيا وتمسكت به من  خلال مشاركتها في المبادرات الدولية لحل الازمة السورية بما فيها جنيف 1 والتى طالبت من خلالها تركيا بوحده الاراضي السورية وحق الشعب السوري في تقرير مصيره وعدم شرعية نظام بشار الاسد كما قامت تركيا باستقبال اللاجئين السوريين ودعم المعارضة السورية خاصة خلال السنوات الاولى من الازمة السورية.[19]

تراجع الدور التركي في الأزمة السوریة
تمتلك تركیا حدود شاسعة مع سوریا، تجعل من هذه الأخیرة امتداد جغرافیا وعرقیا لتركیاوهو ما یبرز أهمیة سوریا بالنسبة لتركیا فالعلاقات التركیة السوریة هي علاقات تاریخیةعرفت في العدید من محطاتها توتر وخلافات بین الجانبین بسبب وجود العدید من الملفاتالعالقة بینهما[20]أبرزها ملف الأكراد وهو الملف الذي مثل رؤیة مشتركة بین تركیا وسوریافكلا منهما یتخوف من تعاظم دور الأكراد وتشكیلهم لدولة موحدة وهو ما یمس الامن القوميالتركي بالدرجة الأولى، بالإضافة الى مشكل المیاه العالق بین سوریا وتركیا واستخدام تركیاللمیاه للضغط على سوریا والعمل على تمریر العدید من الملفات العالقة بین الدولتین وهوالأمر الذي جعل سوریا تدعم حزب العمال الكردستاني وترفع من وتیرة التوتر في العلاقاتبین الدولتین ،العلاقات التركیة السوریةوصلت الى الانفراج مع بدایات العام 2004بعد قیام الرئیس السوريبشارالأسد بزیارة أنقرةوقیام الدولتین بتوقیع اتفاقیات اقتصادیة بینهما هذا التقارب تفعل أكثر مع قیام أنقرة بممارسة دور الوسیط في المفاوضات السوریة الإسرائیلیة سنة2008التقارب التركي السوري فيهذه المرحلة كان له العدید من الأهداف فتركیا سعت من خلال تقاربها مع سوریا للوصولالى تعاون سوري تركي لمحاصرة الأكراد والحد من دعم سوریا لهم، بالإضافة الى سعيتركیا لاحتواء السیاسة الإقلیمیة لسوریا بشأن المقاومة والتحالفات الإقلیمیة بما فیها العملعلى اضعاف التوجه السوري نحو ایران والعمل على تاسیس تحالف اقلیمي تركي سوري فيالمنطقة.[21]

ویهدف التقارب السوري التركي في التوصل الى تسویة لموضوع المیاه مع تركیا بالإضافةالى سعي سوریا لجعل كل من إیران وتركیا أبرز حلیفان سیاسیان لها في المنطقة وهو مایجعل منها نقطة التوازن لكل القوى كما ان سوریا ترى في قیام تركیا بدور الوساطة نظام الأسد من خلال قیام تركیا بسحب سفیرها في سوریا سنة2012وتمسكها بنقطة ابعاد بشار الأسد عن السلطة كخطوة أولى لمباشرة الحل السیاسيفي سوریا وتفعیله، في كل من جنیف1و جنيف2مع استمرار تمسك تركیا بالمسارالدبلوماسي السیاسي للتعامل مع الازمة في سوریا[22].

مع اندلاع الازمة في سوریا اعتمدت تركیا على الجهود السیاسیة والدبلوماسیة لإقناعالأسد بإجراء إصلاحات والاستجابة للمطالب الشعبیة، لكن النظام السوري لم یستجبللمطالب التركیة ماأدى لقیام تركیا بتحذیر بشار الأسد من تفاقم الوضع اكثر في سوریاورفع ضغوطاتها على بالإضافة الى قیام تركیا بتنسیق جهودها لحل الازمة مع قطر والسعودية وجامعة العربیة[23].

كما قامت تركیا بالاستنجاد بالحلفاء الدولیین على رأسهم الوم أوحلفالناتو للمساهمةفيالتواصل الى تسویة للازمة السوریة لكن جمیع الجهود التركیةلحلالازمة خلال المراحلها الأولى لمتفضي لأي حل ولم یكن لها تأثیرواضحعلى النظام السوري هذا الضعف فيالموقف التركي وعدم فاعلیته في الازمة السوریة وقفتوراء العدید من الأسباب أبرزها:
/1عزم تركیا تصفیر مشكلات سیاستها الخارجیة تعد نظریة تصفیر المشكلات مع دولالجوار أحد أبرز النظریات التي تبنتها تركیا بعد وصول حزب العدالة والتنمیة للسلطة وتعودهذهالنظریة لرئیس الوزراء التركي داود أوغلو، تقوم سیاسة تصفیر المشكلات مع دولالجوار على اخراج تركیا من اطار الدولة المتعددة المشاكل خاصة مع ایران والعراق وسوریاومصر وقبرص واندماجها مع جیرانها لتهیئة بیئة مستقرة مع دول الجوار تتیح تطویرمصالحها الاقتصادیة والأمنیة، فقد استطاعت تركیا من خلال تبني نظریة تصفیر المشكلاتتطویر علاقاتها مع العدید من دول الجوار بما فیهم تطویر العلاقة مع ایران ووصولهالتشكیل علاقات اقتصادیة قویة معها رغم الاختلاف السیاسي في توجهات كل منهماوالتنافس الإقلیمي بینهمالكن ممارسة هذه السیاسة مع سوریا وخاصة بعد الازمة مثلتراجع في الدور التركي جعله أقرب الى الجمود.
/2الخیارات التركیة للتعامل مع الازمة السوریة كانت محدودة خلال المراحل الأولى للازمة
وكانت اختبار لقدرات تركیا الدبلوماسیة، باعتبارها دولة إقلیمیة صاعدة فتركیا لم تكنمستعدة للتصادم المباشر مع إیران التي تدعم الى جانب روسیا بقاء بشار الأسد فيالسلطة.[24]

/3التزام تركیا بعدم الانخراط ضمن أي تحالفات إقلیمیة قد تدخلها ضمن تصنیفات طائفیةتربك تحركاتها في المنطقة أو انخراطها ضمن تحالفات دولیة تبرزها كأدات أمریكیة فيمنطقة الشرق الأوسط، واكتفاء تركیا باستخدام القوة الناعمة.
/4عدم رغبة تركیا في التسرع في استخدام القوة العسكریة في الازمة السوریة وتریثها لمراقبة
توجهات الفاعلین الدولیین في الازمة وهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسیا والفاعلینالإقلیمیین أبرزهم إیران وحزب االله.[25]

5/ تخوف تركیا من أن قیامها بتدخل عسكري في سوریا قد یزید من التأزم في الداخلالسوري وقد یفضي تأزم الأوضاع وتصعیدها الى انهیار الدولة السوریة وهو الامر الذيیشكل تهدید مباشر للأمن القومي التركي ویزید من أزمة اللاجئین السوریین الى تركیا وتدفقالجماعات الإرهابیة بالإضافة الى تنامي التحرك الكردي.
/6محاولت تركیا من خلال الاعتماد على القوة الناعمة المتمثلة في الدبلوماسیة عزل النظام
السوري إقلیمیا ودولیا وفرض المزید من العقوبات علیه واعداد المعارضة كبدیل شرعي عننظام بشار الأسد، من خلال قیامها بدعم المعارضة السوریة واستقبال قادتها في تركیا.
/7موقف حلف شمال الأطلس “الناتو” القاضي بعدم استعداد الحلف للتدخل في الوضعالسوري، مایعني أن أي تدخل عسكري لتركیا في سوریا باعتبار تركیا عضو في حلفالناتو لا یعنيتدخل الحلف في سوریا وهو الامر الذي أدى الى تراجع خیار التدخلالعسكري لتركیا في سوریا خلال تلك المرحلة[26].

تفعیل الدور التركي في الأزمة السوریة
باعتبار تركیا ابرز الفاعلین الإقلیمیین في منطقة الشرق الأوسط فان لسیاستهاالخارجیة تأثیر بارز على دول الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي جعل تركیا تتبنى سیاسةخارجیة جدیدة تجاه المنطقة تقوم على أساس تجاوز الخلافات وتوطید العلاقات، لكنتوجهات السیاسة الخارجیة التركیة في إطار مجالها الإقلیمي واجهت العدید من التحدیات،كان أبرزها موجات الربیع العربي الذي أربك تركیا وأبرز تباین موقفها إزاء هذا الحراكالشعبي من دولة إلى أخرى، بالإضافة إلى فشل تركیا في التعامل مع الأزمة السوریة بالقوةالناعمة المتمثلة في العامل الدبلوماسي .[27]

الأمر الذي جعل تركیا تقوم بأدوار تتناقض والعدید من نقاط سیاستها الخارجیة وبلورتها معما یتوافق والمصالح التركیة في المنطقة خاصة في الحالة السوریة، فرغم إقرار تركیا أن من ابرز مبادئ توجهات سیاستها الخارجیة عدم التدخل العسكري في دول الربیع العربي إلا أنتركیا تدخلت عسكریا شمال سوریا في عملیة درع الفرات بسبب تنامي قوة حزب الاتحادالدیمقراطي في سوریا والذي یمثل امتداد لحزب العمال الكردستاني وتخوف تركیا من تأثیرهعلى أكراد تركیا خاصة بعد إعلانه العمل على تأسیس فیدرالیة شمال سوریا، بالإضافة إلىمقاتلة تنظیم داعش خوفا من امتداده لتركیا عبر الحدود السوریة بالمقابل قیام تركیا بدعمقوات المعارضة السوریة والعمل على مساعدتها للسیطرة على المناطق الحدودیة المحاذیةلتركیا.[28]
ثورات الربیع العربي لم تكن العامل الوحید وراء تغییر تركیا لتوجهات سیاستها الخارجیة فيالأزمة السوریة، فقد مثلت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركیا أحد ابرز نقاط التحول التركي في التعامل مع الملف السوري، هذه المحاولة الانقلابیة الفاشلة خلطت العدید من أوراق توجهات السیاسة الخارجیة التركیة بما فیها سیاستها مع حلفائها التقلیدیین حیث أسفرت عن تراجع في العلاقات التركیة الأمریكیة بسبب الموقف الأمریكي من محاولة الانقلاب والذيرأت فیه تركیا تواطئ مع المحاولة الانقلابیة، بالمقابل تقارب في العلاقات التركیة الروسیة،التقارب سعت من خلاله تركیا إلى تعویض الخسائر الاقتصادیة التي تعرضت لها بعد تأزمعلاقتها بروسیا وتوقف تدفق السیاح الروس إلى تركیا والذي مثل عائدات تفوق 4ملیاراتدولار، بالإضافة الى تجمید العدید من المشاریع المتعلقة بالطاقة بین تركیا وروسیا .وتعزیزالتقارب التركي الإیراني رغم التنافس البارز بینها في المنطقة، فإیران أدانت محاولة الانقلابالفاشلة في تركیا، ما عبر عن الرغبة من كلا الطرفین لتحقیق تقارب اقتصادي بینهما[29]

خاصة وان تركیا تعد أكبر مستورد للغاز الطبیعي الإیراني حیث تستورد تركیا %16من إیران و%26من النفط الإیراني ما یجعلها من أكبر مستوردي الطاقة من إیران ,التقارب في العلاقات التركیة مع روسیا وایران هدفت من خلاله تركیا إلى تعدید علاقاتها وعدمحصرها في محور واحد الأمر الذي یتیح لتركیا مركز مهم في الساحة الدولیة .[30]كما أظهرهذا التقارب بوضوح تغییر أنقره لتوجهاتها إزاء الأزمة السوریة وهو ما برز في محاولة تركیاالتوصل إلى حل سیاسي للأزمة السوریة مع روسیا، وتعاملها بمرونة مع مستقبل الأسد فيالمرحلة الانتقالیة وهو الأمر الذي رسم تباعد في الموقف التركي مع قطر والسعودیة الذيیعارض تماما الموقف الروسي والإیراني الداعم لنظام بشار الأسد[31]

هذا التقارب تفعل أكثرمن خلال تجنب تركیا التدخل في حلب رغم دعمها المعلن للمعارضة في سوریا، واكتفائهافقط بتحمیل بشار الأسد مسؤولیة الكارثة الإنسانیة في حلب، وذلك بسبب عدم رغبة تركیاإعادة التوتر في العلاقات مع روسیا، تفعیلا لنوع من التوازن في ظل توتر العلاقات التركیةمع الاتحاد الأوروبي والولایات المتحدة الأمریكیة.[32]

الموقف التركي من حلب ساندته إیران والتي تمثل أبرز حلفاء روسیا حیث قراءة من خلالهالتغیر في الموقف التركي من الأزمة السوریة رغم إدراكها بأن تركیا لن تتخلى عن موقفهابشكل كلي إلا أن إیران تسعى لإقناع تركیا بان الصراع في سوریا لا یمثل صراع صفريوان وجود نوع من التعاون بین الجانبین التركي والإیراني قد یفتح الباب للعدید من الحلوللهذه الأزمة فيمحاولة إیرانیة لإضعاف التوافق التركي مع قطر والسعودیة والولایاتم الأمریكیة لمنحها وقت أكثر للمناورة في الملف السوري فإیران ترى في سقوط حلبنقطة لنشر نفوذها الشیعيوتعزیزه.[33]

ان فاعلیة الدور التركي في الأزمة السوریة قد تبرز من خلال وجود العدید من التطوراتالتي تتوافق والمصالح التركیة في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة وسوریا بشكل خاصوأیضا تتوافق ومصالحها مع القوى الدولیة والإقلیمیة ویمكن توقع ما یلي:
/1حصول خسائر كبیرة لروسیا تجبرها على تسریع الوصول لحل الأزمة في سوریابالتعاون مع تركیا:
فروسیا ومنذ تدخلها العسكري في سوریا تعرضت لخسائر كبیرة، هذه الخسائر ارتفعتسنة 2015بعد مقتل الطیار الروسي أولیغ بیشكوف إثر إسقاط تركیا لطائرة سوخوي 24 الروسیة قرب الحدود التركیة السوریة وفي سنة 2016أعلنت وزارة الدفاع الروسیة مقتلطیارین روسیین إثر سقوط طائرة مروحیة  بالإضافة إلى مقتل العدیدمن الجنود الروسیین كما أن التكلفةالمادیة للتدخل العسكري الروسي في سوریا كبیرة، حیث تصل تكلفة الطیران الروسي إلى12ألف دولار لكل ساعة وتقدر تكلفة الصواریخ ب 750ألف دولار،فیما یصل إنفاقروسیا على جنودها في سوریا حوالي 440ألف دولار.[34]
ارتفاع تكالیف التدخل الروسي في سوریا واستمرارالتأزم في الداخل السوري ودخول سوریا
وضع شبیه بحرب العصابات قد یؤدي إلى رفع الخسائر الروسیة ویزید التخوف الروسي من
التورط في سوریا كما تورطت سابقا في أفغانستان الأمر الذي قد یدفع روسیا للتسریع في
البحث عن حل للأزمة السوریة بالتعاون مع تركیا.[35]
قیام روسیا بإشراك تركیا في التوصل لحل للأزمة السوریة قد یرتبط بإیقان روسیا لقدرتتركیا في توجیه المعارضة السوریة، بالإضافة إلى رغبة روسیا في الحفاظ على الانفتاح فيالعلاقة مع تركیا ما یفضي إلى استمرار مشروع “السیل التركي” أي خط الغاز الذي ینقلالغاز الروسي إلى تركیا ومنها الى أوروبا.[36]
/2تقدم المعارضة السوریة المدعومة من طرف تركیا:
قد یؤدي نجاح المعارضة المسلحة في سوریا، وتقدمها میدانیا واستمرار الدعم التركيلها إلى تفعیل دورها في الأزمة وتفوقها على نظام بشار الأسد، خاصة في حالة حصولانشقاقات عمیقة في صفوف الجیش السوري تؤدي إلى انهیاره وبالتالي انتصار المعارضةوالتوصل لحل للأزمة السوریة یتوافق والتوجه التركي.[37]

3/ توصل تركیا وایران لحل للأزمة :
على الرغم من تباین المواقف التركیة الإیرانیة من الأزمة السوریة والتباینالأیدیولوجي الكبیر بینهما،وسعي كلا منهما الى تزعم منطقة الشرق الأوسط إلا أنالمصالح المشتركة بینهما وكذلك الهواجس رسمت نوع من التعاون بینهما خاصة في الجانبالاقتصادي وقیام الدولتین بتبني مشاریع اقتصادیة مشتركة، هذا التقارب قد یتطور لیشملالتقارب السیاسي، خاصة ما یتعلق بالأزمة السورية فهو الأمر الذي قد یتحقق بسبب الهواجس المشتركة بین الدولتین والتي قد یكون للتوصللحل للأزمة في سوریا حلا لها أو حتى التخفیف من خطرها على الأمن القومي التركيوكذا الإیراني  ،فإیران تتموقع في بیئة غیر مستقرة (العراق، أفغانستان، باكستان)واستمراالتوتر في سوریا قد یهدد الأمن القومي الإیراني ویزید من تخوفها من امتداد الجماعاالإرهابیة إلىأرضها خاصة “داعش” أو تنظیم الدولة الإسلامیة في العراق والشام، وهوالأمر الذي تتخوف منه تركیا أیضا، بالإضافة إلى تعاظم دور أكراد سوریا وهو الأمر الذيتتخوف منه تركیا بصفة كبیرة، لكن هذا لا یمنع التخوف الإیراني منه بسبب وجود أقلیةكردیة في إیران.[38]

رابعا : مستقبل الاستراتيجية التركية في منطقة الشرق الأوسط

لقد تزايد الاهتمام بالدور التركي في منطقـة الشـرق الأوسـط وقضـاياها، لاسـيما بعـد وصـول حـزب العدالـة والتنميـة إلـى السـلطة ،وحـرص قيـادات الحكومـة الجديـدة علـى تأكيـد تبنـيهم رؤيــة مختلفــة نوعيــا لسياســة تركيــا وعلاقاتهــا الخارجيــة فــي الــدوائر المختلفــة، وبخاصــة فــي الــدائرة الشـرق الأوسـطية،وعـزز مــن هـذا الاهتمـام مــا شـهدته عناصــر القـوة التركيـة مـن تطـوراتإيجابيـة خلال هذه الفترة،لاسيما في أبعادها الاقتصاديةحيث نجحت تركيا في احتلال المرتبـة الأولـى بـين اقتصـــاديات المنطقـــة والسادســـة عشـــرة علـــى المســـتوى العـــالمي،مـــن حيـــث حجـــم النـــاتجالمحلـــي الإجمالي، وصاحب ذلك زيـادة حضـور الـدور التركـي ونشـاطه فـي العديـد مـن القضـايا المحوريـة فـي المنطقة سواء فيما يتعلق بالقضية العراقيـةأو الصـراع العربـي الإسـرائيلي بمسـاراته المتعـددة أو أزمــة البرنــامج النــووي الإيرانــيأو طــرح تركيــا كنمــوذج فــي قضــايا الإصــلاح فــي المنطقــة بأبعــاده المختلفة وغيرها من القضايا ويمكـن تحديـد الـدور التركي الاقليميفي منطقـة الشـرق الأوسـط مستقبلاً بثلاث مسارات رئيسية، وكما يلي: [39]

المسار الأول: تنامي الدور التركي يسـتند هــذا المسـار علــى افتــراض تصـاعد الـدور الإقليمــي التركــي فــي المرحلـة المقبلـة فــي ضـوء النجاحـات التـي حققتهـا تركيـا بشـأن تـامين الاسـتقرار السياسـي والاقتصـادي والمحافظـة عليـة للانطـلاق نحـو دور إقليمـي فاعـل ومـؤثر، حيـث سـتكون تركيـا دولـة فعـل وليسـت دولـة رد فعـل وانـه ســيتم تعميــق انخــراط تركيــا فــي السياســة الإقليميــة والمنظمــات الدوليــة والسياســة العالميــة. ويتوقــف تحقيــــــــــــــــــق تنــــــــــــــــــامي هــــــــــــــــــذا الــــــــــــــــــدور علــــــــــــــــــى مــــــــــــــــــا يلــــــــــــــــــي:

 1- تناسق وتوافق السياسة الخارجية التركية مع السياسـة الأمريكيـة العامـة، حيـث تعـد تركيـا بالنسـبة للولايات المتحدة بأنها الدولة النموذج الذي يجب أن تعتمد عليـه الولايـات المتحـدة فـي المنطقـة، وهــذا مــا يقــوي مــن درجــة قبــول الولايــات المتحــدة الأمريكيــة بتنــامي الــدور التركــي فــي منطقــة الشرق الأوسط.

 2 –  استمرار غياب القوى الإقليمية الفاعلة والمؤثرة في منطقة الشـرق الأوسـط ولاسـيما القـوى العربيـة وضعف النظام العربي الإقليمي.

 3 -تراجع الدور الذي تقوم به المؤسسة العسـكرية التركيـة فـي ظـل شـعارات التغييـر التـي ينـادي بهـا حزب العدالة والتنمية. وتحقيـق المزيـد مـن النجـاح

4 –استكمال الإصلاحات الداخلية في إطار حل المشكلة الكرديـة سـلميا بعد ذلك.

 5 -حاجة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وكذلك العربيـة إلـى وجـود دور تركـي فاعـل فـي منطقة الشرق الأوسط وذلك من أجل إحداث حالة من التوازن الاسـتراتيجي لـدور إيرانـي السـلبي في المنطقة.

6 -الارتكاز على العلاقـات المتعـددة وعـدم حصـرها فـي محـور واحـد وهـذا الأمـر يتـيح لتركيـا مركـزا ً وحيويا على الساحة الإقليمية. مهما

7 -اســتمرار التأييــد الشــعبي للحكومــة التركيــة فــي انتهــاج السياســة الإقليميــة وبالشــكل الــذي يــؤمن فوزها في الانتخابات النيابية[40].

المسار الثاني: إنكفاء الدور التركي

يفتـــرض هـــذا المســـار اســتحالة تحقيـــق الــدور التركـــي الإقليمــي وعليـــه فـــان الأهـــداف التـــي وضـعتها الحكومـة التركيـة فـي وضـع سياسـة جديـدة تقـوم علـى دمـج قضـايا السياسـة الخارجيـة فـي إطار واحد لصياغة السياسات ومنها القدرة على إتباع سياسة خارجية متكاملة لإدراج قضـايا متعـددة فــي نفــس الإطــار لــم تحقــق بالشــكل المطلــوب الأمــر الــذي يســتدعي التراجــع عنهــا والانكفــاء نحــو الداخل. وتتوقف عملية انكفاء الدور الإقليمي على ما يلي

1 -ازديـاد حالـة الصـراع بـين العلمـانيين والإسـلاميين، إضـافة إلـى الانقسـام العرقـي بـين الأتـراك علـى أي دور إقليمـي محتمـل والأكـراد وتفـاقم التحـديات الاقتصـادية بالشـكل الـذي يـؤثر سـلبا لتركيا في المنطقة.

 2 -إخفـاق الحكومـة التركيـة فـي تحقيـق المصـالحة مـع الأكـراد، وهـذا يضـع الحكومـة أمـام امتحـان صعب مع المؤسسة العسكرية التي تريد القضاء على حـزب العمـال الكردسـتاني وبالتـالي عـدم إعطاء الحقوق الكاملة للأكراد.

3 -عدم قدرة حـزب العدالـة والتنميـة الاحتفـاظ بنسـبة الأغلبيـة فـي البرلمـان التركـي فـي الانتخابـات النيابية وهذا يعني صعوبة تشكيل الحكومة من قبل الحزب.

4 -حصـول انقـلاب عسـكري مـن قبـل المؤسسـة العسـكرية التركيـة، وهـذا يعنـي العـودة إلـى الـوراء وفقدان تركيا لدورها المحتمل.

 5 -تضاؤل الأهمية الإستراتيجية لتركيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

6 -فشل تركيا في تقديم نفسها للقيام بمد جسر للتفاهم بين الشرق والغرب.

المسار الثالث: محدودية الدور التركي

 لعـدم أو محـدودا يركز هذا المسار على افتراض مفاده علـى أن الـدور التركـي سـيكون ثانويـا قدرة تركيا على القيام بدور فاعل في القضايا الكبرى، لاسيما قضية الصراع العربي الإسـرائيلي، وان هنـاك لاعبــين إقليميــين منافســين لتركيـا فــي منطقــة الشــرق الأوســط، إضـافة إلــى تركيــز تركيــا نحــو منـاطق أخـرى مثـل البلقـان وقبـرص والقوقـاز لهـا أهميـة اكبـر لـدى أنقـرة مـن الشـرق الأوسـط. وتسـتند محدودية الدور التركي على ما يلي: [41]

 1 -عـــدم قـــدرة تركيـــا علـــى تحقيـــق الموازنـــة فـــي علاقاتهـــا بـــين إســـرائيل وتعاطفهـــا مـــع الحركـــات الإســـلامية، لاســـيما حركـــة حمـــاس ربمـــا يفقـــدها خاصـــية التـــوازن فـــي العلاقـــة بـــين المعتـــدلين والمتشـددين فـي المنطقـة، حيـث إن وقـوف تركيـا علـى مسـافة متسـاوية منهمـا يجعلهـا فـي موقـع متوازن على نحو يدعم دورها الإقليمي

 2 -عـدم قـدرة مـن سـيخلف اردوغـان فـي رئاسـة الحكومـة الحصـول علـى قاعـدة شـعبية كبيـرة تمكـن تركيا من أداء دورها الإقليمي الفاعل.

 3 -عـدم قـدرة حـزب العدالـة والتنميـة علـى إجـراء إصـلاحات مهمـة فـي دسـتور الـبلاد تمـنح الإسـلام اكبر في العمل السياسي. السياسي حيزا

4 -ازديـاد حساسـيات القـوى الإقليميـة الأخـرى مثـل إيـران، مصـر، السـعودية سـوف يحـد مـنفاعليـة وتأثير الدور التركي في منطقة الشرق الأوسط.

5 -فشل المحـاولات التركيـة بالانضـمام إلـى الاتحـاد الأوروبـي سـيقف عائقـا دور إقليمي تركي في منطقة الشرق الأوسط. على أداءها لـدور الوسـيط فـي

6 -انعكاس الانفتاح التركي على سورية وتطوير علاقاتها معها سلبا المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية.

 7 -عـدم قـدرة تركيـا علـى الإمسـاك بورقـة العـراق التـي تعـد مـن أهـم الأوراق التـي تحـتفظ بهـا إيـران حاليا، وتسعى إلى استخدامها لـدعم نفوذهـا الإقليمـي وانتـزاع اعتـراف أمريكـي بهـذا النفـوذ ولـيس مــن مصــلحة تركيــا تــرك هــذه الورقــة بيــد إيــران، وا م تراجــع تركيــا حســاباتها الضــيقة وغيــر ٕذا لــ الدقيقة على هذا الصعيد فان العقدة الكردية ستظل العقبة أمام دورها الإقليمي لامحالة

. 8 -قيام الإدارة الأمريكية بتحديد الـدور الإقليمـي التركـي فهـي قـد تعتمـد علـى تركيـا بشـكل كبيـر فـي أسـيا الوسـطى والأمريكيـون الآن يتحـدثون عـن أسـيا الوسـطى الكبـرى، فيمـا يغيـب الحـديث عـن الشرق الأوسط الكبيـر أو الجديـد، وبالتـالي سـوف تشـكل تركيـا نقطـة الانطـلاق إلـى تحقيـق ذلـك وستكون بمثابة ركيزة الإستراتيجية الأمريكية تجاه أسيا الوسطى .[42]

خـــــاتمــــة:

من خلال دراستنا نستنتج ان الشرق الاوسط اصبح بؤرة للازمات ومحل اطماع الدول الكبرى و الدول الاقليمية من بينها ايران و تركيا التى تسعى للعب دور ريادي  اقليمي مما كانت عليه اثناء الدولة العثمانية.

*تزايد الدور التركي في المنطقة الشرق الاوسط منذ وصول حزب التنمية و العدالة الى السلطة بقيادة رجب طيب اردوغان الذي كان له اثر كبير في سياستها الخارجية .

*فالمكانة الإقلیمة البارزة لتركيا  و بالإضافة إلى القرب الجغرافي من المنطقة العربیة ومشاركةحدودها التى تعتبير همزه وصل بين القارات العالم.

*تسعى تركيالتحقیق نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وسعیها لممارسة دور إقلیمي بارز من خلال موقعها الاجيواستراتيجي و استراتيجيتها ومواقفها من الثورات العربیة و لعب دور بارز في الازمات الاقلیمیة و ردعلى التهدیدات الأمنیة التي شهدتها المنطقة .

التجاني دلال بن فرج

هوامش الدراسة

[1]غادة الحلايقة ،في اي قارة تقع +تركيا،http://mawdoo3.comمطلع علیه بتاریخ ).11/09/2017)،15:42

[2]هنا المعطي ،أين تقع دولة تركيا http://mawdoo3.com

[3]– موضوع، “ما هي حدود تركیا ،” في، mawdoo3.comمطلع علیه بتاریخ(.15:23 (2017/02/1

[4]– موضوع، “ما هي حدود تركیا ،” في، mawdoo3.comمطلع علیه بتاریخ(.15:23 (2017/02/1

[5]

[6]إسماعيل جمال،تركيافيعهدأردوغان.. مندولةمقيدةبديونوسياساتالبنكالدوليإلىرئاسةقمةالعشرين.مطلع عليه بتاريخhttp://www.alquds.co.uk/?p=43466109:09 01/09/2018.

[7]– تركیا یرس ،”الاقتصاد التركي 13عام من النجاح ،” في:www.turkey.post.net/p-81051 مطلع علیه بتاريخ .11:56 (2017/02/20).

[8]– منة االله جلال ، “كیف استطاعة تركیا ترویض المؤسسة العسكري ،” في: www.sasa.post.com/how-could
.turkey-deal-withturkish-army مطلع عليه بتاريخ ،(2017/12/12) ،14:48.

[9]

[10]احمد سليمان سالم الرحاحلة،الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات” مذكرة مقدمة لنيل شهادةالماجستير في العلوم السياسية) قسم العلوم السياسية- كـليـة الآداب والعلوم،جامعة الشرق الأوسط، 2014م.

[11]محمد نور الدین ، السیاسة الخارجیة أسس ومرتكزات: تركیا بین تحدیات الداخل ورهنات الخارج، تحریر محمد عبدالعاطي بیروت: الدار العربیة للعلوم ناشرون، ،(2010ص .13

[12]رانية طاهر،الدور الإقليمي التركي في ظل ثورات الربيعالعربي، http://rouyaturkiyyah.com

[13]رؤیة تركیة ، “الدور الإقلیمي في ظل ثورات الربیع العربي ،” في: ، rouyaturkiyyah.comمطلع علیه بتاریخ
.12:00 ،(2017/02/20)

[14]محمد عبد القادر خلیل ،”تركیا وثورات الربیع العربي ،” في: ،acpss.ahram.orgمطلع علیه بتاریخ.14:51 ،(2017/02/23)

[15]-قناة ” ، France 24، دبابات تركیة تدخل الأراضي السوریة لمحاربة تنظیم الدولة الإسلامیة ،”في11:45 ،(2017/02/21) ، مطلع علیهبتاریخwww.france24.com/ar/20160824

[16]

-[17]محمد خلیل یوسف القدرة ، تطور العلاقات السیاسیة التركیة – السوریة في ضوء المتغیرات الإقلیمیة والدولیة 2012-2007
أطروحة ماجستیر  )جامعة الأزهر: كلیة الأدب والعلوم الإنسانیة ،، (2013ص .27

[18]-حسین العودات ،”العلاقات السوریة التركیة الماضي والحاضر،” في: www.albayan.ae/opinions/articles
،مطلع علیه بتاریخ ).14:45، (2017/02/16

[19]عقیل محفوف ،”سوریا وتركیا: نقطة تحول أم رھان تاریخي ،” في: ، www.dohairstitute.orgمطلع علیھ بتاریخ،(2017/02/17 ) 16:45

[20]SC/RSR،العلاقة التركیة السوریة البعد التاریخي والرؤیة المستقبلیة،2013 -1923في: ،scitst.orgمطلع علیه
.17:07 ،(2017/3/2) بتاریخ

[21]ممدوح عبد المنعم، تركیا والبحث عن الذات،)د م ن: د د ن، د س ن)، ص .11

[22]سعید الحاج، محددات السیاسة الخارجیة التركیة إزاء سوریا)د م ن: د د ن، ،(2016ص.10

[23]3 رؤیة تركیة، “سیاسة الجامعة العربیة تجاه سوریا،” في ،rouyaturkiyyah.comمطلع علیه بتاریخ )،(2017/3/2 12:45

[24]عقیل سعید محفوض، سوریا وتركیا الواقع الراهن واحتمالات المستقبل ،بیروت: مركز دراسات الوحدة العربیة،45 ، ص2005.

[25]أرول جیجي ، قادر اوستن ، “سیاسة تركیا تجاه الازمة السوریة،” في:، rooyaturkiyyah.comمطلع علیه بتاریخ
.13:34 ،(2017/3/3)

[26]2  قناة العربیة، “تركیا والثورة السوریة ألا طر الحاكمة،” في: ،  www.alatabiya.netمطلع علیه بتاریخ
14:09 ،(2017/3/3

[27]-محمد عربي لادمي،”السیاسة الخارجیة التركیة تجاه المشرق العربي بعد الحرب الباردة المحددات والإبعاد،”في:
.15:09 ،(2017/3/11) ، مطلع علیهبتاریخdemochaticacde

[28]-قناة الجزیرة، “درع الفرات عملیة عسكریة متعددة الأهداف والجبهات،” في: ، www.aljazeera.netمطلع علیه بتاريخ .15:14 (2017/3/11)

[29]– هادي درابیة، “الخلاف الروسي التركي وتداعیاته الاقتصادیة،”في: ،katehon.comمطلع علیه بتاریخ15:28 ،(2017/3/7)

[30]-عدنان عبد الرزاق ” ٕ تركیا وایران الاقتصاد حاضر وبقوة رغم الأزمة السوریة”، في: ، www.alaraby.co.ckمطلع
علیه بتاریخ ).15:41 ،(2017/3/7

[31]مركز حرمون للدراسات المعاصرة، “التقارب التركي الروسي،”في: ،rarmoon.orgمطلع علیه بتاریخ(2017/3/8)
.13:00

[32]سعید الحاج، “عن محدودیة الدور التركي في معركة حلب،”في: ،www.aljazeera.netمطلع علیه بتاریخ
.16:48 ،(2017/3/8)

[33]جلال بكور، “نفوذ إیران في سوریا یطغى بعد سقوط حلب،”في: ،sadaalshaam.netمطلع علیه بتاریخ
.16:50 ،(2017/3/8)

[34]عبد القادر موسى، “خسائر الدب الروسي في سوریا،”في: ،www.anapress.netمطلع علیه بتاریخ15:56 ،(2017/3/10)

[35]عبد القادر موسى ، مرجع نفسه .

[36]الحیاة، “إقرار السیل التركي لنقل الغاز،” في : ،www.alhayat.comمطلع علیه بتاریخ )،(2017/3/10- 16:57

[37]نعمان توفیق عابد، “سیناریوهات إنهاء الأزمة السوریة،”في : ،pulpit-alawatanvoice.comمطلع علیه بتاریخ
.17:18 ،(2017/3/10)

[38]حسن أحمد یان، ” قلیمیة،إیران وتركیا حسابات ثنائیة وا ” في : ،www.aljazeera.netمطلع علیه بتاریخ
.17:48 ،(2017/3/10)

[39]احمد سليمان سالم الرحاحلة ،الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات” قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية قسم العلوم السياسية- كـليـة الآداب والعلوم جامعة الشرق الأوسط الفصل الدراسي الثاني 2014م

[40]احمد سليمان سالم الرحاحلة ،الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الأوسط الفرص والتحديات” مرجع نفسه.

[41]احمد سليمان سالم الرحاحلة ، مرجع سابق.

[42]احمد سليمان سالم الرحاحلة مرجع سابق.