فرنسا تحنّ لثورتها.. اشتباكات عنيفة وعشرات الآلاف يهتفون ضد ماكرون

فرنسا تحنّ لثورتها.. اشتباكات عنيفة وعشرات الآلاف يهتفون ضد ماكرون

اندلعت السبت بالعاصمة الفرنسية باريس مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهري السترات الصفراء الرافضين لزيادة أسعار المحروقات، بينما شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أن الحكومة لن ترضخ للفوضى والتخريب.

وأفادت تقديرات وزارة الداخلية أن عدد المتظاهرين في عموم البلاد بلغ 75 ألفا عند الظهر، وتحدثت التقارير عن سقوط 100 مصاب بينهم 20 شرطيا.

وقد أضرم محتجون النار في عدد من السيارات بجادة الشانزليزيه والمناطق المحيطة بها وسط العاصمة باريس.

وحشدت الشرطة آلافا من عناصرها في باريس، لكنها لم تتمكن من إخماد الاحتجاجات. وقالت إنها أوقفت أكثر من 220 شخصا.

وأقر نائب وزير الداخلية الفرنسي بأن قوات الأمن تواجه صعوبة في وقف عنف من سماها الجماعات المتطرفة بسبب تنقلهم المستمر.

وأعرب رئيس الوزراء إدوار فيليب عن “صدمته” لما شهدته باريس من أعمال عنف.

أجواء تمرد
ومع أولى ساعات المساء شهدت مناطق من العاصمة الفرنسية حرائق وتصاعد دخان وإقامة متاريس “وأجواء تمرّد”.

وفي غرب باريس، تشبّع الهواء بالغاز المسيل للدموع، كما أحرقت سيارات وممتلكات عامة وسط كر وفر بين محتجي السترات الصفراء و”المخربين” وقوات الأمن في مناطق تشهد إقبالا للسياح والمتسوقين في موسم الأعياد.

وكتب أحدهم على قوس النصر “السترات الصفراء ستنتصر”، وكتب آخر على دار الأوبرا “ماكرون = لويس السادس عشر”، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة.

وقرابة الساعة الرابعة بعد الظهر خيّمت سحابة من الدخان الأسود الكثيف فوق ساحة دار الأوبرا في باريس وأحرقت رافعة أمام مقهى “السلام” الفاخر وهتف متظاهرون “انهضي يا باريس”.

وقطعت كل المداخل إلى المقهى بالمتاريس، وصاح أحد العاملين “المكان مغلق” قبل أن يسمح على مضض لامرأة وابنتها الباكية بالدخول.

وفي جادة الشانزليزيه حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة أبدى متظاهرون سلميّون خشيتهم من أن تطغى المواجهات على تحرّكهم.

وقالت المتظاهرة المتقاعدة شانتال إن على ماكرون “النزول من برجه لكي يفهم أن المشكلة ليست الضريبة بل القدرة الشرائية، أنا مضطرة للاستعانة بمدّخراتي طوال الشهر”.

وسيطر متظاهرون على مركز تسديد رسم المرور في بيرتوس عند الحدود بين فرنسا وإسبانيا.

وقُطعت الطريق السريعة التي تربط بين باريس وليون بالاتجاهين من وإلى ماكون (وسط) بسبب تحرك محتجي السترات الصفراء.

وتواجه إدارة ماكرون موجة من الغضب الشعبي بدأ إثر زيادة الرسوم على الوقود، لكنها اتسعت لتشمل مطالب تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام.

الرئيس غاضب
وردا على الاحتجاجات أكد الرئيس ماكرون أنه لن يرضى “أبدا بالعنف” بينما كان يشارك في قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الأرجنتين.

وقال “أي قضية لا تبرر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارة أو صحافيين وتشويه قوس النصر”.

وأضاف “مرتكبو أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى، إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. ستحدد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء”.

وأعلن أنه دعا إلى اجتماع وزاري مع الأجهزة المعنية صباح الاثنين. وأضاف “سأحترم الاحتجاج على الدوام، سأستمع إلى المعارضة على الدوام، لكنني لن أرضى أبدا بالعنف”.

وتبدي الغالبية الداعمة للرئاسة قلقا متزايدا إزاء ردود الفعل على الموقف الرئاسي، وبدأ البعض يطرح وقف زيادة الضرائب.

أما من جهة المعارضة، سواء اليمينية أو اليسارية، فتراوحت المواقف بين داعم ومتوجّس.

المصدر : الجزيرة + وكالات