تركيا متمسكة بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق

تركيا متمسكة بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق

أنقرة – قالت وزارة الخارجية التركية، السبت، إن تركيا ستواصل ضرب حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بعد يوم من تقديم بغداد شكوى رسمية من أن الضربات الجوية التركية المتكررة تنتهك سيادتها وتعرض المدنيين للخطر.

وكان الجيش التركي قد أعلن، الجمعة، أنه قتل ثمانية من مقاتلي حزب العمال الكردستاني مما دفع السلطات العراقية إلى استدعاء السفير التركي.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن غارات جوية قد شنت على أهداف لحزب العمال الكردستاني في منطقتي سنجار وجبل كراجاك، في شمال العراق، وأصابت أنفاقا وملاجئ.

وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون “إرهابيا”، يشن منذ العام 1984 تمردا داميا على الأراضي التركية، لكن قيادته موجودة في شمال العراق، قرب الحدود.

وتقصف تركيا على نحو متكرر قواعد الحزب عبر حدودها الجنوبية وتقول إن المقاتلين يستخدمون المناطق النائية والجبلية في شمال العراق قاعدة لتنفيذ هجمات داخل تركيا حيث يشن الحزب المحظور حملة تمرد مسلحة منذ ثمانينات القرن الماضي.

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا العام بتنفيذ هجوم بري في شمال العراق. وأعلن الأسبوع الماضي عن عملية وشيكة تستهدف المقاتلين الأكراد في سوريا.

ودائما ما يدعو أردوغان الحكومة العراقية إلى مهاجمة القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مهددا بالتدخل إذا لم يحصل ذلك.

وقال حامي أقصوي المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية “أنشطة منظمة حزب العمال الكردستاني في أراضي العراق وسوريا أصبحت قضية أمن قومي لتركيا”.

وأضاف أن الحكومة في بغداد عليها واجب منع استخدام أراضي العراق قاعدة لتنفيذ هجمات على جيرانه. ووصف الضربات الجوية التي نُفذت، الجمعة، بأنها دفاع عن النفس أقدمت عليه تركيا بعدما لم تجد تحركا من جانب العراق.

وقال أقصوي “ستستمر هذه العمليات في الحرب على الإرهاب ما دامت منظمات إرهابية تقبع بأراضي العراق وما دامت الاحتياجات الأمنية لدى تركيا تستدعي ذلك”.

تركيا تدعو السلطات العراقية إلى دعمها ضد متمرّدي حزب العمال الكردستاني، موظفة ورقة محاربة الإرهاب لحشد المساندة المنشودة

كما تضمنت تصريحات أقصوي دعوة إلى السلطات العراقية من أجل دعم قتال تركيا ضد متمردي حزب العمال الكردستاني موظفة ورقة محاربة الإرهاب لحشد المساندة المنشودة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن “تركيا تتحمل كل مسؤولياتها في محاربة الإرهاب. وبذلك تقدم دعمها للعراق ونتوقع من العراق التفهم نفسه وتعاونا ملموسا”.

وأضاف “إذا لم تقم المؤسسات العراقية بالخطوات اللازمة من أجل التصدي للإرهاب، ستستند قواتنا المسلحة إلى حقنا المشروع في الدفاع عن النفس للردّ على الهجومات التي يشنها على بلادنا حزب العمال الكردستاني من العراق”.

وأتت التصريحات والغارات، الخميس، بعدما هدد أردوغان، الأربعاء، بشن هجوم جديد في سوريا “في الأيام المقبلة”، على وحدات حماية الشعب.

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيا. وتقول أنقرة إنها امتداد لحزب العمال الكردستاني وتمثل خطرا مباشرا عليها، لكنها متحالفة مع واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

من جهته، أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبدالرحمن مصطفى، دعم الائتلاف للعملية العسكرية التركية المرتقبة شرقي نهر الفرات التي تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني.

وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للائتلاف، قال مصطفى “إننا نعمل مع حليفنا التركي لتحرير كافة المدن والبلدات من سيطرة هذه القوى”.

وشدد رئيس الائتلاف الوطني على أن كافة الفصائل في الجيش السوري الحرّ مستعدة للتعاون والمشاركة في العمليات المرتقبة التي يحضر لها الجيش التركي.

وكان الجيش التركي قد قصف موقعا لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردي في ريف حلب الشرقي مساء الجمعة.

وقال قائد في الجيش السوري الحرّ إن “الجيش التركي قصف موقعا لوحدات حماية الشعب الكردي في قرية زور مغار على شرق نهر الفرات في ريف منطقة عين العرب (كوباني) الغربي والقريب من الحدود السورية التركية”.

وأكد أن “طائرات مروحية من نوع أباتشي شاركت في قصف الموقع الذي سقط قتلى وجرحى بين عناصره واندلعت ألسنة النيران فيه”.

وكان الجيش التركي استهدف خلال الشهر الماضي موقع زور مغار بقذائف المدفعية.

العرب