هجرة “عكسية”.. أعداد قياسية من الأميركيين يريدون مغادرة البلاد

هجرة “عكسية”.. أعداد قياسية من الأميركيين يريدون مغادرة البلاد

بينما أمضى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة وقتا طويلا في التحذير من تبعات تدفق المهاجرين على الأراضي الأميركية، كانت أعداد قياسية من الأميركيين يعبّرون عن رغبتهم في مغادرة البلاد، وشكلت كندا الوجهة المفضلة.

فقد كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب الأميركية أن 19% من الأميركيين قالوا عامي 2017 و2018 إنهم يريدون مغادرة بلادهم بصفة نهائية إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا، وهي نسبة مرتفعة قياسا بفترة رئاسة جورج دبليو بوش (11%) ورئاسة باراك أوباما (10%).
ورغم أن مؤسسة غالوب لا تسأل المشاركين في الاستطلاع (1013 مشاركا) عن انتمائهم السياسي، فإن الرغبة في الهجرة جاءت غالبا من مجموعات تؤيد الحزب الديمقراطي ولا تؤيد سياسات إدارة ترامب، ويتعلق الأمر بالنساء والشباب وذوي الدخل المتدني.

الشباب والنساء
ففي نصف ولاية ترامب، قالت نسبة قياسية من الأميركيات اللائي تفوق أعمارهن الثلاثين سنة إنهن يرغبن في مغادرة البلاد بصفة نهائية، إذ بلغت النسبة خُمس الأميركيات، وهو ما يمثل ضعف النسبة إبان ولاية أوباما (10%) وولاية بوش (11%)، في حين بلغت نسبة الأميركيين الراغبين في الهجرة خلال العامين الماضيين 13%.

وعبّر 30% من عموم الشباب الأميركي دون الثلاثين عن رغبتهم في الهجرة، وبلغت النسبة لدى الشابات 40%، في حين ناهزت لدى الشبان 20%.

ولامست الرغبة في الهجرة من الولايات المتحدة مستوى قياسيا لدى الـ20% الأكثر فقرا تحت حكم إدارة ترامب؛ لتسجل نسبة 30%، وهو ما يفوق بالضعف نسبتها إبان ولاية أوباما (13%).

وأشارت مؤسسة غالوب في تحليلها لنتائج الاستطلاع إلى أنه قد يكون ترامب هو الدافع وراء الهجرة خارج أميركا، بغض النظر عن الجنس والعمر والدخل، فقد قال 22% من الأميركيين غير الراضين عن أداء الرئيس إنهم يريدون الهجرة، بينما بلغت النسبة عند مؤيدي ترامب 7% فقط.

الوجهة الكندية
وتقول غالوب إنه قبل فوز ترامب بانتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الأول 2016 وبعده، قال العديد من الأميركيين المؤيدين للحزب الديمقراطي إنهم سيهاجرون إلى كندا بسبب فوز ترامب، وهو الأمر نفسه الذي هدد به العديد من الأميركيين الجمهوريين عقب فوز أوباما بالرئاسة.

ورغم أن الجارة الشمالية كندا كانت دائما الوجهة المفضلة لهجرة الأميركيين منذ فترة طويلة، فإن رغبتهم في الاستقرار بها زادت عقب فوز ترامب، ففي العام 2018 عبّر ربع الأميركيين (26%) عن رغبتهم في الهجرة إلى كندا، بعدما كانت النسبة في حدود 12% عام 2017.

وتنبه مؤسسة غالوب إلى أن نسبة الأميركيين الراغبين في الهجرة أعلى بكثير من نسبة الذين يعتزمون فعل ذلك، ولهذا فإنه منذ فوز ترامب بالرئاسة لم تسجل الإحصائيات الرسمية الكندية سوى زيادة بسيطة في عدد الأميركيين الذين انتقلوا للعيش في كندا.

العرب