العراق: عشيرة أوس الخفاجي تهدّد باللجوء إلى “جميع الأساليب” لإطلاق سراحه

العراق: عشيرة أوس الخفاجي تهدّد باللجوء إلى “جميع الأساليب” لإطلاق سراحه

تفاقمت، خلال الساعات الأخيرة، أزمة اعتقال أوس الخفاجي، زعيم مليشيا “أبو الفضل العباس”، من قبل قوة تابعة لـ”الحشد الشعبي”، في العاصمة العراقية بغداد، بعد منح عشيرته مهلة للحكومة من أجل التدخل لإطلاق سراحه، ما دفع لجنة برلمانية للدعوة إلى سنّ قانون يحدّ من سطوة زعماء القبائل.
وأكد مصدر مقرّب من “هيئة الحشد الشعبي”، لـ”العربي الجديد”، اليوم السبت، أنّ قيادات في الهيئة تتعرّض، منذ أمس الجمعة، لضغوطات كبيرة من قبل عشيرة خفاجة التي ينتمي إليها الخفاجي، موضحاً أنّ العشيرة لوّحت باللجوء إلى جميع الأساليب، من أجل إطلاق سراحه فوراً.

وكشف أنّ “بعض قيادات الحشد الشعبي تلقّت تهديدات بملاحقتهم عشائرياً، وتغريمهم بمبالغ مالية كبيرة، إذا لم تتم الاستجابة لمطالب عشيرة خفاجة”، مبيّناً أنّ “العشيرة أجرت أيضاً اتصالات بجهات حكومية رفيعة المستوى، من أجل حسم الأزمة بأسرع وقت ممكن”.


أمهلت قبيلة خفاجة، الحكومة العراقية، مهلة 24 ساعة تنتهي اليوم السبت، لإطلاق سراح خفاجي


يأتي ذلك في وقت أمهلت فيه قبيلة خفاجة الحكومة العراقية مهلة 24 ساعة تنتهي اليوم السبت، لإطلاق سراح زعيم مليشيا “أبو الفضل العباس”.

وحمّل أمير قبيلة خفاجة عامر صكبان، حكومة بغداد، المسؤولية عن سلامة الخفاجي، وطالب بإطلاق سراحه قبل انتهاء اليوم السبت، ملوّحاً بالاعتصام وإغلاق الطرق إذا لم تتم الاستجابة لمطالب قبيلته، و”ثورة تشبه ثورة العشرين”.

و”ثورة العشرين” تعد من أكبر الثورات التي شهدها العراق، ضد الاحتلال البريطاني في عام 1920.

كما أصدرت قبيلة خفاجة تبليغاً إلى أفرادها للخروج في تظاهرة حاشدة في العاصمة العراقية، اليوم السبت، للمطالبة بالإفراج عن الخفاجي.

وجاء في التبليع: “إلى جميع أبناء قبيلة خفاجة، وبقية أبناء القبائل العربية، ومحبي العراق، ستنطلق، ظهر اليوم، تظاهرة حاشدة من مقر سماحة الشيخ المجاهد أوس الخفاجي البطل، للتنديد والشجب والاستنكار باستهداف رموز العراق، والمطالبة بإطلاق سراحه فوراً”، وتابع “بخلاف ذلك، سيكون لهذه القبيلة والقبائل الموقرة موقف مشرّف تجاه القوات التي اعتقلته”.

في مقابل ذلك، عبّر عضو البرلمان العراقي محمد كريم، عن رفضه لتدخّل العشائر في عمل الدولة، مضيفاً “إذا سمحنا لأشخاص بأن يهددوا الدولة، فلنقرأ على الدنيا السلام”، مشدداً، في حديث لـ”العربي الجديد”، على “ضرورة الابتعاد عن منطق الغابة”.

كما رفض عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي فائق الشيخ علي، تهديدات قبيلة خفاجة للحكومة العراقية، داعياً إلى سنّ قانون يحد من سطوة زعماء القبائل الذين يهددون السلطات العراقية.
وأوضح أنّ لجنته البرلمانية “ستعمل على سن هذا القانون الذي يتيح إلقاء القبض على زعماء القبائل الذين يهددون السلطات العراقية”، مضيفاً، في تغريدة على “تويتر”، أنّ “العشائر قيم وأصول وحرمات، لكن بعض من يستغلون اسمها أو ينصّبون أنفسهم شيوخا لها، يهددون ويتوعدون الدولة والمجتمع عبر وسائل الإعلام، إذا ما تعرّض أحد أبنائهم إلى إلقاء القبض عليه”.

العشائر قيم وأصول وحُرمات..
لكن بعض مَنْ يستغلون إسمها، أو ينصبون أنفسهم كشيوخ لها يهددون ويتوعدون الدولة والمجتمع عبر وسائل الإعلام إذا ما تعرض أحد أبنائهم إلى إلقاء القبض عليه.
ستعمل اللجنة القانونية مع مجلس القضاء الأعلى على إصدار أوامر قبض بحق المهددين المتوعدين..
ليتأدبوا!

وتابع أنّ “اللجنة القانونية ستعمل مع مجلس القضاء الأعلى على إصدار أوامر قبض بحق المهددين المتوعدين ليتأدّبوا”.

يُشار إلى أنّ “هيئة الحشد الشعبي”، وهي التشكيل الذي يضم زهاء 70 مليشيا مسلحة في العراق، تشهد تصدعاً في داخلها هو الأكبر منذ تأسيسها من قبل عدة مليشيات عام 2014 لقتال تنظيم “داعش” الإرهابي.

ونتجت عن هذا التصدع، ليلة الخميس – الجمعة، عمليات اعتقال وإغلاق لعدد من مقرات مليشيا “أبو الفضل العباس”، بزعامة أوس الخفاجي، الذي اقتادته قوة تابعة لـ”الحشد الشعبي” إلى مكان مجهول، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

العربي الجديد