فورين بوليسي: زعماء الغرب يشجعون الدكتاتورية في مصر

فورين بوليسي: زعماء الغرب يشجعون الدكتاتورية في مصر

في مقالها بمجلة فورين بوليسي الأميركية انتقدت الصحفية سارة خورشيد زعماء الغرب لأنهم يشجعون الدكتاتورية وليس الديمقراطية في مصر.
وقالت الكاتبة، وهي صحفية مصرية تنشر مقالاتها في عدد من الصحف مثل نيويورك تايمز والغارديان والشروق وغيرها، إن شدة حملة القمع التي شنتها السلطات المصرية ضد المعارضين في السنوات الأخيرة جعلت العديد من النشطاء يعزفون عن تحدي نظام السيسي، وأدت إلى تراجع موجات النشاط السياسي التي سبقت ثورة 2011، وبلغت ذروتها في أعقاب تلك الانتفاضة منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.

وفي ظل هذه البيئة القاتمة، كان من المفاجئ أن بدأت سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة والصريحة تغزو شبكات التواصل الاجتماعي المصرية في السادس من فبراير/شباط مصورة المواطنين من خلفيات مختلفة وهم مجتمعون على بيان موحد “أنا مواطن مصري وأقول لا للتعديلات الدستورية المقترحة من قبل الحكومة”، التي إذا أقرت فإنها يمكن أن تمهد الطريق أمام السيسي للبقاء في منصبه حتى عام 2034.


سياسات ماكرون مجرد جزء من نمط أكبر في كل أنحاء المجتمع الدولي الذي انخرط في الآونة الأخيرة في تواطؤ غير مسبوق مع سلطوية السيسي

وأردفت الكاتبة أن الدستور المصري الذي صيغ واعتمد في يناير/كانون الثاني 2014، في أعقاب الانقلاب، ينص على أنه لا يجوز إجراء أي تعديلات للمادة التي تقصر مدة الرئاسة على فترتين، مدة الواحدة أربع سنوات، وقالت إن هذا بالضبط ما تحاول القوى الموالية للسيسي تغييره.

ورأت أن المجتمع الدولي ينحاز إلى السيسي، متحديا إرادة الشعب المصري، وقالت إن هذا ينطبق على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كانت زيارته لمصر في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي عرضا لا لبس فيه لدعم السيسي والنخبة الحاكمة.

وأشارت في ذلك إلى انتقاد ماكرون لوضع حقوق الإنسان في البلاد بأنه لا يتعدى كونه خطابا أجوف إذا قُيّم إلى جانب حقيقة أن فرنسا أصبحت أكبر مورد للأسلحة لمصر في السنوات الأخيرة.

وبالإضافة إلى مقاتلات رافال والسفن الحربية والقمر الصناعي العسكري، قدمت فرنسا أيضا عربات مدرعة “استخدمت في سحق المعارضين بعنف في القاهرة والإسكندرية”، كما ذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية.

واعتبرت الكاتبة سياسات ماكرون مجرد جزء من نمط أكبر في كل أنحاء المجتمع الدولي الذي انخرط في الآونة الأخيرة في تواطؤ غير مسبوق مع سلطوية السيسي.

ولا ننسى ما صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس المصري أثناء اجتماع بينهما في سبتمبر/أيلول 2018 بأن “العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر لم تكن بهذه القوة، ونحن نعمل مع مصر على العديد من الجبهات المختلفة، بما في ذلك العسكرية والتجارية… وإنه لشرف أن نكون معكم مرة أخرى”. كما أن ترامب داعم قوي للنظام السعودي الذي دعم السيسي اقتصاديا وسياسيا منذ الانقلاب. ومؤخرا في العاشر من فبراير/شباط الجاري تولى الرئيس المصري رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهو الأول من نوعه منذ نشأة المنظمة الإقليمية عام 2002.

وختمت الكاتبة مقالها بأن الأمر متروك لقادة أوروبا والولايات المتحدة لينحازوا إلى الشعب المصري، أو إلى نظام سحق الحقوق الإنسانية لمواطنيه. والأمر متروك للقوى الغربية للالتزام بحجتهم بأنهم يقدرون ويناصرون العدالة والحقوق والحريات أو يغضون الطرف في وقت ينتهك فيه حليفهم هذه القيم التي يتغنون بها.

المصدر : فورين بوليسي